خلاصة وبيان
وبعد ما تقدم، فإنه يصبح واضحاً أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان يواجه عاصفة من التحدي، والإصرار على إفشال الخطط الإلهية، بأي ثمن كان، وبأي وسيلة كانت!!
وأن التدخل الإلهي والتهديد القرآني هو للعناصر التي اثارت تلك العاصفة، وإفهامهم: أن إصرارهم على التحدي، يوازي في خطورته وفي زيف نتائجه، وقوفهم في وجه الدعوة الإلهية من الأساس – نعم إن هذا التدخل – هو الذي حسم الموقف، ولجم التيار، لا سيما بعد أن صرح القرآن بكفى من يتصدى، ويتحدى، وتعهد بالحماية والعصمة له (صلى الله عليه وآله)، فقال: (وإن لم بفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين)(4).
وإذا كان الله سبحانه هو الذي سيتصدى لكل معاند وجاحد، فمن الواضح: أنه ليس بمقدور أحد أن يقف في وجه الإرادة الإلهية، فما عليهم إلا أن يبلغ أن ينسجموا من ساحة التحدي، من أجل أن يقيم الله حجته، ويبلغ الرسول (صلى الله عليه وآله) دينه ورسالته.
وليبوؤاهم بإثم المكر والبغي، وليحملوا وزر النكث والخيانة والله لا يهدي كيد الخائنين.