وأما مناظراته
فقد جاء عن أبي الصلت قوله: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا علیه السلام، فلا رآه عالم الا وشهد له بمثل شهادتي. فما جمع المأمون في مجالسه عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين إلا وتغلّب عليهم الإمام وأجاب السائلين فيه عمّا سألوه. فأقرّوا له بالفضل عليهم واعترفوا بعلمه.
وقال أيضاً ـ أي الهروي ـ : سمعت من الإمام الرضا علیه السلام يقول: كنتُ أجلس في الروضه بالمدينة وفيها علماء كثيرون، فإذا أعْيَتْ الواحدَ منهم مسألة ٌ أشاروا إليَّ بأجمعهم وبعثوا بمسائلهم فأجيبهم عنها[1].
وفي المجلّد الرابع من مناقب آل أبي طالب: قال محمد بن عيسى اليقطني: لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا علیه السلام، جُمِعت من مسائله التي أجاب عنها ثمانية عشر ألف مسأله، وقد روى عنه جماعة من المصنّفين، منهم أبو بكر الخطيب في تأريخه، والثعلبي في تفسيره، والسمعاني في رسالته، وابن المعتز في كتابه عشرات الأحاديث في شتّى المواضيع.
وجاء في عيون الأخبار: أنّهٌ جرى بين الإمام الرضا والمأمون حوارٌ حيث قام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمد بن جعفر، وقال له: كيف رأيت إبن أخيك ؟ فقال محمد: رأيته عالماً، ولم نره يختلف إلى أحدٍ من العلماء، فأجابه المأمون إنّهٌ من أهل بيت النبي (ص) الذين قال فيهم (ص):
ألا أنَّ أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلمهم كبارا، لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم فلا يخرجونكم من باب هدىً ولا يدخلونكم باب ضلالةٍ.