طباعة

الإمام الرضا والمأمون العباسي

الإمام الرضا والمأمون العباسي

 

 

آلت الخلافة بعد وفاة الرشيد العباسي سنة 193 هـ إلى ولده الأمين بعد تقسيم الملك بين أولاده الثلاثة ولكن نقض الأمين عهد أبيه الرشيد بتولية ابنه موسى بدلاً من أخيه المأمون واحتدم الصراع بينهما. وقد هيأ هذا الجو للإمام مجالاً لنشر إمامته في ظرف انقسام البيت الحاكم. ولكن انتصار المأمون على أخيه الأمين وقتله، تطلّبَ من الإمام أن يتخذ َ موقفاً آخر ويغيّر سياسته أمام دهاء المأمون ومكره الذي يُظهر

التقرّب إلى آل البيت زوراً وبهتاناً وهو ألد أعدائهم وخصوصاً حينما أجْبرَ الإمام الرضا علیه السلام على قبول ولاية العهد. واستدعى الإمام من المدينة إليه وكان الإمام يدرك أبعاد هذه الدعوة المبطنه بالخُبث والسوء.

وقد أورد الصدوق في كتابه عيون أخبار الرضا عن السجستاني أنَّ الإمام لمّا علم بذهابه إلى خراسان دخل مسجد جدّه الرسول (ص) لكي يودّعَهُ. وقيل عنه أنّهُ دخل المسجد متألماً وقال: يؤلمني أن أخرج من جوار جدّي وأموت في غربة.