• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سيرة الإمامة حتى وصولها إلى الإمام الرضا

سيرة الإمامة حتى وصولها إلى الإمام الرضا

 

 

الإمامة وظيفة إلهية اقتضت حكمة الله تعالى أن يكمل بها رسالات الأنبياء على ذات المسيرة التي بلّغ الله بها أنبياءَه. وكما أن الرسالة السماوية لم يكن للناس الخيره

في اختيارها أو اختيار النبي المؤهل للقيام بتبليغها. وإنّما ذلك شأن من شؤون الله تعالى فيما يرى فيه المصلحة لعباده.

ونظرة الناس القاصره لا تكون مساويه لنظرة الله في الاختيار وإخراج الناس من الضلالة والجهل إلى نور الهداية. فبالإضافةِ إلى قدرة الله ورأفته بعباده أن الأوامر الإلهية ناظره إلى حياة المكلفين وما يأخذ بأيديهم إلى نور الهداية. فالرسول      محمد (ص) لم يكلفه الله بالرسالة بناء على اختيار قريشَ وموافقتهم علىرسالته بل بالعكس تفننوا في عدائهم وايذائهم للرسول للوقوف بوجهه وهجرهم له في شَعب أبي طالب يفصح عن روح العداء والبغض له ولرسالته، وحياة الرسول المليئه بالجهاد والمعاناة فيحتاج بعده إلى مَنْ يخلفه برسالته بنفس الروح والجهاد الإيماني لكي تَستمر مسيرتهُ على نفس الأبعاد والمعطيات. ولذا تراه (ص) بلّغ أمر السماء بمن يخلفه بروح إيمانيّه وجهاديّه بعيده عن الانحراف وحب الأنا ـ التي يصفها علماء النفس بأنها من أخطر الأمراض التي تعصف بعقيدة الإنسان ـ.

كما أنّ الرسول الأكرم (ص) لم يبلغ بالإمامة انطلاقاً من حبّهِ للإمام علي علیه السلام أو تقديره لجهاده وتضحياته وإنما انطلق في تبليغه من أمر إلهي ( يا أيها النبيّ بلّغ ما أنزل إليك من ربّك ).

إذن أمر الإمامة هو أمر إلهي فيه تأكيد على النبي وإلزام بدليل ( وإن لم تبلغ فما بلغت رسالتك ) ولذا نشاهده (ص) قد أعطى هذا الأمر ما يستحق من الجهد وهنّـأ المسلمون الإمام علياً بذلك، ثم أخذ الأئمة (ع) يوصي السابق باللاحق مع مواريث الإمامة وقد وردت آيات عديدة بهذا المعنى منها:

) أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْر منكم( [1].

) وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله ( [2].

كما أن للرسول الأكرم نصوصاً عديدة تضمنت تبليغه لرسالته والنص على الأئمة من بعده فقد قال (ص): أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرّق بينهما حتى يوردهما عليَّ الحوض فأعطاني ذلك. فإنهم لن يخرجوكم من هدىً ولن يدخلوكم في ضلاله.

وآية التطهير التي يشترك في روايتها وسبر مضامينها علماء الفريقين حتى بلغت حد التواتر وهناك دليل عملي بأنها تخص آل البيت، وهو نزولها في بيت زوجة الرسول (ص) أم سلمه (رض) ولما أرادت الدخول معهم منعها الرسول (ص) ـ مع جلالة قدرها ـ وخاطبها قائلاً: إنّكِ إلى خير. وقوله هذا (ص) يُخرج زوجاته من هذا الاختصاص وأن الأمر خاص بالنبي والإمام علي وفاطمة وأبنائهما عليهم السلام وبدليل قول الرسول لأم سلمه هؤلاء أهلي وثقلي فبدأت مسيرتهم التكلّيفيه إتماماً للرساله وتبليغها من بيت الوحي وأبنائه ولا يدعيها غيرهُم إلا كاذب ومتجاوز على الرسول ورسالته[3].

وقد أكّدت الآيات القرآنية وأقوال الرسول (ص) أن الأئمة هم من ولد عليّ ٍ وفاطمة وكل منهم يوصي الذي يأتي بعده ويعطيه مواريث الإمامة ودليل الإمامة هو قول الرسول (ص) بشأن الحسنين(ع): هذان ولداي إمامان إن قاما أو قعدا.

فقد عهد الإمام علي علیه السلام بالإمامة إلى إبنه الحسن وعهد الحسن بالإمامة إلى   الحسين علیه السلام ثم أوصى الحسين إلى ولده السجّاد علیه السلام ثم إلى الباقر، ثم قول أبي      إبراهيم علیه السلام حينما سأله يزيد بن سليط الزيدي، وقال لـه يزيد: أخبرني بما أخبرك به أبوك ؟ فقال علیه السلام: يا أبا عماره إنّ الأمر ليس لأجل مَنْ أحبّه من أولادي ـ ولو كان ذلك لجعلته للقاسم إبني ـ لحبّي لـه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء.

ولقد أتاني بخبره رسول الله (ص) ثم أرانيه ومن يكون بعده، وكذلك لا يوصي أحدٌ مِنّا حتى يأتي بخبره رسول الله (ص) وجدّي علي بن أبي طالب علیه السلام ومع الرسول (ص) السيف والخاتم والعصا والعمامة والكتاب وأخبرني عن أمر كلّ منها.

ثم قال أبو إبراهيم علیه السلام: ثم قال لي جدّي أمير المؤمنين علیه السلام: ( هذا سيّدهم وأشار إلى إبني علي، فهو منّي وأنا منه، والله مع المحسنين، ثم قال أبو إبراهيم: إنّها أمانة ٌ عندك فلا تخبر بها إلا عاقلاً، وإن سُئلتَ عن الشهادة فاشهد بها[4].

وقد ورد عن الإمام موسى بن جعفر (ع) أيضاً أنه كان يقول لبنيه: هذا أخوكم علي عالم آل محمد فاسألوه عن دينكم، واحفظوا ما يقول لكم فإني سمعت أبي أكثر من مرّه يقول: إنّه عالم آل محمد لفي صلبك وليتني أدركته فإنه سمي أمير    المؤمنين [5] .


 

[3] ـ ج1 ص287 / الأصول من الكافي للكليني الرازي.

[4] ـ ج1 ص314، 315 / الأصول من الكافي: للكليني.

[5] ـ سيرة الأئمة الاثني عشر. م / هاشم معروف الحسني.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page