طباعة

ذاكرة الولاء (يوم عرفة والعناية الربانية)

ذاكرة الولاء (يوم عرفة والعناية الربانية)  

في يوم عرفة من عام 1994م حيث الناس متوجهون إلى الله عز وجل في تضرع وخشوع مطلق إذ أن أبواب الرحمة الإلهية مفتحة، يتحدث خادم الإمام الحسين (ع) الحاج باسم الكربلائي:
كنا في يوم عرفة بعرفات والناس منشغلون بالدعاء والبكاء والنحيب والخطيب الكبير الشيخ عبد الحميد المهاجر يقرأ دعاء الإمام الحسين ليوم عرفة في الخيمة بخشوع وروحانية، وكنت مرهقاً وقد غلب علي التعب، فقلت أنام قليلاً، فبينما أنا نائم وسط الحجاج وإذا بي أرى شخصاً في المنام يقول لي: قم، قم واشترك معهم بالدعاء، وحينما استيقظت وجدت المجلس غاصاً بالبكاء والتضرع والخشوع، بينما أنا في هذه الحالة ,إذا بي أرى إطاراً معلّق في السماء، وفي وسطه صورة شخص يشع من وجهه نوراً وبهاءاً من دون رؤية ملامح وجهه، لابساً عمامة سوداء وقد أرخى حنكها وهو ينظر إلى الحاضرين، وأنا في هذه الحالة توجهت غليه وقلت له: سيدي هؤلاء الناس لهم حوائج، ولي حوائج، اسأل من الله قضائها، فسمعت نداءاً يكرر علي قائلاً لي: قم توضاً والتحق بهم، فقمت وتوجهت إلى المغاسل لأتوضأ، فصرت أمشي والصورة لا تغيب عن بصري، ولما توضأت ورجعت وجلست أقرأ الدعاء غابت الصورة عن وجهي.
التعليق: كل ذلك ليس عجيباً لمن يملك إيمانا راسخاً وعقيدة متجذرة بالله عز وجل، وبما جاء في كتابه الكريم حيث يقول: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) (المائدة – 35) فإن أهل البيت عليهم السلام هم الطريق والوسيلة إلى الله تعالى فقد روي في عيون الأخبار.. قالت رسول الله: الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام. من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى. والوسيلة إلى الله .(تفسير الصافي) وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) فقال: تقرّبوا إليه بالامام.
ومما لا شك فيه إن الله عند المنكسرة قلوبهم. فعند التوجه والخشوع تخيم على الداعين والمتوسلين العناية الربانية والألطاف والفيوضات الإلهية.