• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تراث الإمام الجواد (عليه السلام)

بالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلاّ أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام (عليه السلام) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم، نجده غنيّاً من حيث تنوّع مجالاته، ومن حيث سموّ المستوى العلمي المطروح في نصوصه وحجمه، ومن حيث دلالاته التي تعتبر تحدّياً صارخاً عند ملاحظة صدور هذا التراث من مثل هذا الإمام الذي بدأ بالإشعاع والعطاء منذ ولادته وحتى سِنيّ إمامته وهو لم يبلغ عقداً واحداً من العمر.
ويمكن الإشارة إلى البعض من الجوانب التي تركها الإمام باب المراد من هذا التراث العظيم إكمالاً للفائدة وإتماماً للحديث عن هذا الجانب المغمور من جوانب حياة هذا الإمام العظيم:
1 ـ من تراثه التفسيري
أ ـ عن داود بن قاسم الجعفري قال: «قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جُعلت فداك ما الصمد ؟ قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير»(1).
ب ـ عن أبي هاشم الجعفري قال: «سألت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) ما معنى الواحد ؟ قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال الله عزّ وجل: ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله )»(2).
ج ـ عن جعفر بن محمد الصوفي قال: «سألت أبا جعفر (عليه السلام) محمد بن علي الرضا (عليه السلام) وقلت له: يا ابن رسول الله لم سمّي النبيّ الاُميّ ؟ لأنه لم يكتب ؟ فقال: كذبوا عليهم لعنة الله أنّى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: ( هو الذي بعث في الاُميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة ) فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن ؟ ! والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً، وإنّما سُمّي الاُميّ لأنه كان من أهل مكة، ومكة من اُمّهات القرى، وذلك قول الله تعالى في كتابه: (لتنذر اُمّ القرى ومن حولها)»(3).
ولا بد أن نشير هنا إلى أن الإمام (عليه السلام) قد أعطى من خلال هذه النماذج صورة مصداقية لفهم المصطلحات والمفاهيم القرآنية من خلال القرآن نفسه وهو المنهج الذي عرف فيما بعد بتفسير القرآن بالقرآن.
ثم إنّ هذا المعنى للاُمّي لا ينفي عدم تعلّم النبي للقراءة والكتابة من أحد والذي يشكّل نقطة إعجازية في حياته (صلى الله عليه وآله)، وفي عدم تعلّمه من أحد واتصافه بأعلى مستويات المقدرة على التعليم دليل قاطع على ارتباطه بالله العليم المعلم للإنسان ما لم يعلم.
د ـ وعن عمرو بن أبي المقدام قال: «سمعت أبا الحسن وأبا جعفر (عليه السلام) يقول في هذه الآية: ( ولا يعصينك في معروف ) قال: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): إذا أنا مُتّ فلا تخمشي عليّ وجهاً ولا ترخي عليّ شعراً، ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة، ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عزّ وجلّ في كتابه: (ولايعصينك في معروف )» (4).
هـ ـ وروي في الكافي عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال: «قال الله عز وجل في ليلة القدر: ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم.
والمحكم ليس بشيئين، إنّما هو شيء واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت.
إنه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا.
وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّ وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر. ثمّ قرأ: ( ولو أ نّما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )»(5).
2 ـ من تراثه الكلامي
أ ـ ضرورة التحصين العقائدي: روى في الاحتجاج عن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) أنه قال: «من تكفّل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيّرين في جهلهم الاُسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين بردّ وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربّهم ودلائل أئمتهم ليحفظوا عهد الله على العباد بأفضل الموانع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء، وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كواكب السماء »(6).
ب ـ التوحيد: وروي أيضاً عن أبي داود بن القاسم الجعفري أنه قال: «قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ( قل هو الله أحد )، ما معنى الأحد ؟ قال (عليه السلام): المجمع عليه بالوحدانية أما سمعته يقول: ( ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله ) ثم يقولون بعد ذلك له شريك وصاحبة.
فقلت: قوله ( لا تدركه الأبصار ) ؟ قال (عليه السلام): «ياأبا هاشم ! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند، والبلدان التي لم تدخلها، ولم تدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار ؟»(7).
ج ـ النبوة: عن الحسن بن عبّاس بن حريش عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ أرواحنا وأرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة فتصبح الأوصياء وقد زيد في علمهم مثل جمّ الغفير من العلم »(8).
د ـ الامامة: وروي عنه أيضاً: «أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: إنّ ليلة القدر في كل سنة، وانه لينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاةٌ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) » فقال ابن عباس: من هم ؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدّثون »(9).
هـ ـ وسأله أبو هاشم الجعفري: هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال: « نعم. قال: فقلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم (عليه السلام) ؟ فقال:«إنّ القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد »(10).
و ـ عن بنان بن نافع عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): « إنّا معاشر الأئمة إذا حملته اُمّه يسمع الصوت من بطن اُمّه أربعين يوماً فإذا أتى له في بطن اُمّه أربعة أشهر رفع الله تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بَعدُ عنه حتى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولا ضارة »(11).
ز ـ قال عمرو بن الفرج الرُخجي: «قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن شيعتك تدّعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه ؟ وكنا على شاطئ دجلة، فقال (عليه السلام) لي: يقدر الله تعالى أن يفوّض علم ذلك الى بعوضة من خلقه أم لا ؟ قلت: نعم يقدر. فقال (عليه السلام): أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه »(12).
3 - من تراثه الفقهي
أ ـ روى أبو خداش المهري: «أن شخصاً دخل على الرضا (عليه السلام) فسأله عن اُمور ثلاثة فأجابه (عليه السلام) عنها. ثم حضر أبو خداش مجلس أبي جعفر (عليه السلام) في ذلك الوقت فسأله الأسئلة ذاتها فكان الجواب هو الجواب.
قال: فقلت: جعلت فداك انّ اُمّ ولد لي أرضعت جارية لي بلبن ابني أيحرم عليّ نكاحها ؟ فقال (عليه السلام): « لا رضاع بعد فطام».
قلت: الصلاة في الحرمين ؟ قال: إن شئت قصرت وإن شئت أتممت. قال: قلت: الخادم يدخل على النساء ؟ فحوّل وجهه، ثم استدناني فقال: وما نقص منه إلاّ الواقعة عليه»(13).
ب ـ عن علي بن مهزيار قال: «كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): جُعلت فداك اُصلي خلف من يقول بالجسم ومن يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن ؟ فكتب (عليه السلام): لا تصلّوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرؤا منهم برئ الله منهم »(14).
ج ـ سأله سائل عن الملاّح يقصّر في السفينة؟ فقال(عليه السلام): «لا لأن السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها»(15).
د ـ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل ـ وكان يتولّى له الوقف بقم ـ فقال: «ياسيدي اجعلني من عشرة آلاف في حلّ فإنّي أنفقتها. فقال له (عليه السلام): أنت في حلّ، فلمّا خرج صالح قال أبو جعفر (عليه السلام) لابراهيم بن هاشم: أحدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجيء فيقول: اجعلني في حلّ: أتراه ظنّ أني أقول لا أفعل ؟ ! والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالاً حثيثاً»(16).
هـ ـ عن علي بن مهزيار قال: «قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): قوله عزّوجلّ: ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى ) وقوله عزّوجلّ: ( والنجم إذا هوى ). وما أشبه هذا، فقال: إن الله عزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه أن يقسموا إلاّ به عزّوجلّ»(17).
و ـ قال (عليه السلام): « ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلاّ كان أفضلهما عند الله عزّوجلّ آدبهما فسأله الراوي عن وجه فضله عند الله عزّوجلّ ؟ فقال (عليه السلام): بقراءة القرآن كما اُنزل ودعائه الله عزّوجلّ من حيث لا يلحن وذلك أن الدعاء الملحون لا يصعد الى الله عزّوجلّ »(18).
4 ـ من تراثه التاريخي
أ ـ روى المجلسي عن الصدوق بإسناده عن عبد العظيم الحسني قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أسأله عن ذي الكفل ما اسمه ؟ وهل كان من المرسلين ؟
فكتب صلوات الله وسلامه عليه: «بعث الله تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبيّاً، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.
وإنّ ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم، وكان بعد سليمان بن داود (عليه السلام). وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، ولم يغضب إلاّ لله عزّوجلّ وكان اسمه (عويديا) وهو الذي ذكره الله تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال: ( واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل كلّ من الأخيار ) »(19).
ب ـ المسعودي، باسناده عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) أنه قال عن آبائه صلوات الله عليهم. قال: «اقبل امير المؤمنين ومعه أبو محمد)أي الحسن المجتبى( (عليه السلام) وسلمان الفارسي فدخل المسجد وجلس فيه فاجتمع الناس حوله إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين(عليه السلام) وجلس، ثم قال: ياأمير المؤمنين اني قصدت أن أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أنك وصي رسول الله حقاً وإن لم تخبرني بهن علمت أنك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين: «سل عما بدا لك». فقال: أخبرني عن الرجل اذا نام أين تذهب روحه، وعن الرجل كيف يذكر وينسى، وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين الى أبي محمد فقال: «ياأبا محمد أجبه، فقال أبو محمد: «أما الانسان اذا نام فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء الى وقت يتحرك صاحبها الى اليقظة.
فإذا أذن الله برد الروح جذبت تلك الروح الريح وجذبت الريح الهواء فرجعت الروح الى مسكنها في البدن، وان لم يأذن الله برد الروح الى صاحبها جذبت الهواء الريح وجذبت الريح الروح فلم ترجع الى صاحبها الى أن يبعثه الله تعالى، وأما الذكر والنسيان فإن قلب الرجل في مثل حق وعليه طبق.
فإن سمى الله وذكره وصلى عند نسيانه على محمد وآله انكشف ذلك الطبق وهو غشاوة عن ذلك الحق وأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي وان هو لم يصلّ على محمد وآله بعد ذكر الله تعالى انطبقت تلك الغشاوة على ذلك الحق فأظلم القلب فنسي الرجل ما ذكر.
وأما المولود الذي يشبه الأعمام والأخوال فان الرجل اذا أتى أهله فوطأها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب استكنت تلك النقطة (20) في جوف الرحم وخرج الرجل يشبه أباه وامه، وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت النقطة فوقعت في اضطرابها على بعض العروق.
فان وقعت على عرق من عروق الأعمام اشبه الولد أعمامه وان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم ازل أشهد بها وأشهد أن محمداً رسول الله ولم أزل أشهد بها واشهد أنك وصيه وخليفته والقائم بحجته. وأشار الى أمير المؤمنين: وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته. واشار الى الحسن: وأشهد أن أخاك الحسين وصي أبيك ووصيك والقائم بحجته بعدك وأشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين وأشهد ان محمد بن علي القائم بأمر علي ابن الحسين واشهد ان جعفر بن محمد القائم بأمر الله بعد أبيه وحجته واشهد ان موسى بن جعفر القائم بأمر الله بعد ابيه جعفر واشهد ان علي بن موسى القائم بأمر الله بعد أبيه. واشهد ان محمد بن علي القائم بأمر الله بعد ابيه واشهد ان علي بن محمد القائم بأمر الله بعد ابيه محمد بن علي واشهد ان الحسن بن علي القائم بأمر ابيه علي ابن محمد واشهد ان رجلاً من ولد الحسين بن علي لا يسمى ولكن يكنى حتى يظهر الله امره يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً والسلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ومضى.
فقال أمير المؤمنين: «اتبعه ياأبا محمد فانظر أين يقصد، قال: فخرج الحسن بن علي في اثره فلما وضع الرجل رجله خارج المسجد لم يدر كيف اخذ من ارض الله فرجع اليه فأعلمه، فقال: ياأبا محمد أتعرفه. قال: الله ورسوله وامير المؤمنين اعلم به، قال: ذاك الخضر »(21).
ج ـ روى أبو جعفر المشهدي باسناده عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: « بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سلمان الى فاطمة (عليها السلام) لحاجة، قال سلمان: فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاءً والرحى تدور من برّ ما عندها انيس، قال: فعدت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله سمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء والرحى تدور من برّ ما عندها انيس.
قال: فتبسم (صلى الله عليه وآله) وقال: ياسلمان ان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها ايماناً ويقيناً الى مبانيها ففرغت لطاعة الله، فبعث الله ملكاً اسمه روفائيل. وفي موضع آخر « رحمة »، فادار لها الرحى وكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة»(22).
د ـ روى الحافظ أبو نعيم، فقال حدّثنا أحمد بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن نائلة حدثنا جعفر بن محمّد بن مزيد قال: كنتُ ببغداد فقال لي محمّد بن مَنْدة بن مهربزذ: هل لك أن اُدخلك على ابن الرِضا ؟ قلتُ: نعم. قال: فأدخلني فسلّمنا عليه وجلسنا، فقال له حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله): « أنّ فاطمة أحصنت فَرْجَها فحرّم الله ذرّيّتها على النار، قال: خاصٌّ للحسن والحسين رضي الله عنهما»(23).
هـ ـ روى باسناده عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن احمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: «قلت لابي جعفر محمد بن علي بن موسى(عليهم السلام)ان قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده.
فقال: «كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا لانه كان رضي الله عزوجل في سمائه ورضي لرسوله والائمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه قال: فقلت له: الم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي الله تعالى ولرسوله والائمة (عليهم السلام) ؟ فقال: بلى، فقلت: فلم سمي أبوك من بينهم الرضا ؟ قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من اوليائه ولم يكن ذلك لاحد من آبائه(عليهم السلام)، فلذلك سمي من بينهم الرضا (عليه السلام)(24).
5 ـ الطب في تراث الإمام الجواد (عليه السلام)
لقد استوعب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) شتّى العلوم ومنها علوم الطبّ والحكمة بما آتاهم الله من فضله، وأطلعهم على غيبه، وحباهم من نوره، وألهمهم من معرفته، وبما ورّثوه من علوم خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، فكانوا (عليهم السلام) يعالجون المرضى تارةً بالقرآن والدعاء والأحراز والرقى والصدقة، وتارةً يوصونهم بضرورة النظافة والطهارة والوقاية العامّة، وثالثة يصفون لهم الأعشاب والنباتات وغيرها من العقاقير الطبّية التي كانت تؤثر بشكل فعّال في شفاء المرضى ممّا يدلّ على قدراتهم (عليهم السلام) الكبيرة وإمكاناتهم الواسعة بتشخيص المرض من دون اللجوء إلى إجراء التحليلات المختبريّة والصور الشعاعيّة والتخطيطات وما إلى ذلك من الوسائل المتطورة الحديثة المعروفة في يومنا هذا.
وينمّ أيضاً عن درايتهم (عليهم السلام) واطّلاعهم الواسع بخواص تلك العقاقير وتأثيرها المباشر على المرض وبالتالي صحّة تشخيصهم لمختلف الأمراض.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه بعد مرور عدّة قرون جاء الطبّ الحديث بإمكاناته الواسعة ليبرهن على صحة وصواب ما ورد عنهم (عليهم السلام) من أخبار وأحاديث في هذا المجال لا بل إنّه اعتمد الكثير من تلك الأخبار، وما العودة إلى استخدام الحجامة والفصد علاجاً أساسياً أو مساعداً لغيره من العلاجات ومتعاضداً معها للوصول إلى الشفاء إلاّ مثالاً صارخاً على صحة ما ذكرناه.
ولقد أقرّ الكثير من العلماء والمستشرقين في بحوثهم وتحقيقاتهم بتلك الحقائق والأخبار الواردة عنهم (عليهم السلام) واتّفقوا على أنّ قوانين الطبّ قد جمعت في قوله تعالى: ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) (25). ولا بأس أن نذكر هنا لمحاً عن الحجامة والفصد.
يقال: فصد العرق فصداً: شقّه، ويقال: فُصد المريض: اُخرج مقدار من دم وريده.
وقد تكامل الفصد اليوم باستعمال إبرة واسعة القناة بواسطتها ويؤخذ الدم من الوريد مباشرة، وتتراوح كميّة الدم المفصود بين 300 ـ 500 سم3، ويجب أن يتم بأسرع ما يمكن.
وتختلف الحجامة عن الفصد في أنّ الأخير هو إخراج دم الوريد بشقّه كما هو نقيّاً كان أو غليظاً، بينما الحجامة هي إخراج الدم الفاسد بواسطة آلة ماصّة من العروق الدقيقة والشعيرات الدمويّة المبثوثة في اللحم، والفصد يقلل الدم، وبالتالي يحتاج إلى تعويض وخلق جديد، بينما الحجامة تنقّي الدم وتصفّيه دون أن يفقد الجسم كميّة كبيرة منه بل العكس أنّها تنشّط الدورة الدمويّة وتوجب الرشد. وعلى هذا فالحجامة لا تضعف البدن كما في الفصد.
وتستعمل الحجامة أساساً للتخفيف عن الدورة الدمويّة وما يثقلها من سموم الفضلات والدهون والمتخلّفات من الإفراز، وقد استعملت منذ قديم الزمان كواجب من الواجبات الفصليّة، وكعلاج ناجح لعدد من الأمراض كالجلطة الدمويّة والسكتة القلبيّة، وانفجار الشريان الدماغي. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « عليكم بالحجامة، لا يتبيّغ الدم بأحدكم، فيقتله ».
وقال جالينوس: دمك عبدك، وربّما قتل العبد سيّده، فأطلقه، فإن رأيته صالحاً فأمسكه.
والأحاديث فيها كثيرة ويعدّ العلق الطبّي ـ واحدتها علقة ـ وهي دودة تعيش في الماء تمص الدم ـ من ملحقات الحجامة، وله اهميته أيضاً في العلاج الموضعي لكثير من أمراض الأوردة الدمويّة كركود الدم في منطقة ما في الجسم، وذلك بما يتمتع به العلق من غريزة خاصّة في مصّ الدم الفاسد، وإدخاله الهواء أثناء عمليّة المصّ تحت الجلد.
ومن ناحية أخرى ينفرد الفصد في علاج الحالات التالية:
1 ـ الهبوط الوظيفي في البطين الأيسر المؤدّي إلى تورّم في الرئتين ينجم عنها عسر شديد في التنفس. 2 ـ ضغط الدم الدماغي العالي لغلظة الدم. 3 ـ إزدياد عدد كريات الدم الأولى. 4 ـ الإحتقان الرئوي.
وللفصد عروق معروفة ولها أسماء خاصة كالعرق الزاهر والأكحل يخرج منها الدم، وقد ورد عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم أن للفصد أوقات معينة.
وأمّا الحجامة فلها مواضع معروفة كاليافوخ من الرأس والنقرة من الظهر وغيرها، ولها أوقات معيّنة أيضاً، وردت عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم في الأحاديث الشريفة.
1 ـ جاء في المناقب لابن شهرآشوب: وفي كتاب « معرفة تركيب الجسد » عن الحسين بن أحمد التيميّ: روي عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): أنّه استدعى فاصداً في أيّام المأمون فقال له: أفصدني في العرق الزاهر ! فقال له: ما أعرف هذا العرق ياسيّدي، ولا سمعت به. فأراه إيّاه، فلمّا فصده خرج منه ماء أصفر، فجرى حتّى امتلأ الطست، ثمّ قال له:
أمسكه. وأمر بتفريغ الطست، ثمّ قال: خلّ عنه. فخرج دون ذلك، فقال:
شدّه الآن. فلمّا شدّ يده أمر له بمائة دينار، فأخذها وجاء إلى يوحنّا بن بختيشوع(26) فحكى له ذلك، فقال:
والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطبّ، ولكن هاهنا فلان الأسقف (27) قد مضت عليه السنون، فامض بنا إليه، فإن كان عنده علمه وإلاّ لم نقدر على من يعلمه، فمضيا ودخلا عليه وقصّا القصة.
فأطرق مليّاً، ثمّ قال: يوشك أن يكون هذا الرّجل نبيّاً أو من ذريّة نبيّ(28).
2 ـ وجاء في رجال الكشيّ: ـ يأتي في باب حال عمّ أبيه عليّ بن جعفر (عليه السلام):
ودنا الطبيب ليقطع له العرق، فقام عليّ بن جعفر (عليه السلام) فقال:
ياسيّدي، يبدأ بي ليكون حدّة الحديد فيّ قبلك...
علاج حمّى الغب (29) والربع (30)
1 ـ عن الحسن بن شاذان، قال: حدّثنا أبو جعفر (عليه السلام)، عن أبي الحسن(عليه السلام) «وسئل عن حمّى الغبّ الغالبة.
فقال (عليه السلام): يؤخذ العسل والشونيز (31) ويلعق منه ثلاث لعقات فإنّها تنقلع. وهما المباركان قال الله تعالى في العسل:
( يخرُجُ مِن بطونِها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيهِ شِفاءٌ للنّاسِ)(32).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلاّ السام.
قيل يارسول الله، وما السام ؟ قال: الموت.
قال: وهذان لا يميلان إلى الحرارة والبرودة، ولا إلى الطبائع، إنّما هما شفاء حيث وقعا»(33).
2 ـ عن الحسن بن شاذان، قال: حدّثنا أبو جعفر، عن أبي الحسن (عليهما السلام)(34)قال: خير الأشياء لحمّى الربع أن يؤكل في يومها الفالوذج (35) المعمول بالعسل، ويكثر زعفرانه، ولا يؤكل في يومها غيره»(36).
علاج اليرقان (37)
عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر (عليه السلام) فأتى بقطاة (38)، فقال: «إنّه مبارك، وكان أبي(عليه السلام) يعجبه، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان، يشوى له فإنّه ينفعه»(39).
علاج ضربة الريح الخبيثة
عن أحمد بن إبراهيم بن رياح، قال: حدّثنا الصباح بن محارب، قال: «كنت عند أبي جعفر ابن الرضا(عليهما السلام) فذكر أنّ شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة، فمالت بوجهه وعينه (40)، فقال: يؤخذ له القرنفل (41) خمسة مثاقيل، فيصير في قنّينة يابسة، ويضمّ رأسها ضمّاً شديداً، ثمّ تطيّن وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف، وفي الشتاء قدر يومين. ثمّ يخرجه فيسحقه سحقاً ناعماً، ثم يديفه (42) بماء المطر حتّى يصير بمنزلة الخلوق، ثمّ يستلقي على قفاه، ويطلي ذلك القرنفل المسحوق على الشقّ الماثل (43) ولا يزال مستلقياً حتّى يجفّ القرنفل، فإنّه إذا جفّ رفعه الله عنه، وعاد إلى أحسن عاداته بإذن الله تعالى.
قال: فابتدر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك، فعالجه بما أمره به، فعاد إلى أحسن ما كان بعون الله تعالى »(44).
علاج من أصابها حيض لا ينقطع
عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن مهزيار، قال: إنّ جارية لنا أصابها الحيض وكان لا ينقطع عنها حتّى أشرفت على الموت، فأمر أبو جعفر(عليه السلام) أن تسقى سويق العدس(45)، فسقيت فانقطع عنها وعوفيت»(46).
علاج برد المعدة وخفقان الفؤاد
عن محمّد بن عليّ زنجويه (47) المتطبّب، قال: «حدّثنا عبد الله بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام) برد المعدة وخفقاناً في فؤادي، فقال (عليه السلام): «أين أنت عن دواء أبي ـ وهو الدواء الجامع ـ ؟ !» قلت: يا بن رسول الله ! وما هو ؟ قال: معروف عند الشيعة. قلت: سيّدي ومولاي، فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتّى اُعالجه واُعطي الناس.
قال: خذ زعفران (48) وعاقر قرحا (49) وسنبل (50) وقاقلّة (51) وبنج (52) وخربق أبيض (53) وفلفل أبيض (54) أجزاء سواء، وأبرفيون (55) جزءين، يدقّ ذلك كلّه دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة، ويعجن بضعفي وزنه عسلاً (56) منزوع الرغوة، فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد، ومن به برد المعدة حبّة بماء كمّون (57) يطبخ، فإنّه يعافى بإذن الله تعالى(58).
علاج وجع الحصاة
عن محمّد بن حكام، قال: حدّثنا محمّد بن النضر ـ مؤدب ولد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام) ـ قال: شكوت إليه ما أجد من الحصاة، فقال: «ويحك ! أين أنت عن الجامع دواء أبي ؟ فقلت: سيّدي ومولاي أعطني صفته. فقال: هو عندنا، ياجارية أخرجي البستوقة الخضراء. قال: فأخرجت البستوقة، وأخرج منها مقدار حبّة.
فقال:اشرب هذه الحبّة بماء السداب (59) أو بماء الفجل (60) المطبوخ، فإنّك تعافى منه»(61).
قال: فشربته بماء السداب، فوالله ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا»(62).
-----------------------------------------------------------------------------------------------
1- أُصول الكافي: 1 / 123.
2- التوحيد: 83.
3- بصائر الدرجات: 225، وعلل الشرائع: 1 / 118.
4- معاني الأخبار: 390.
5- أُصول الكافي: 1 / 248.
6- الاحتجاج: 1 / 9.
7- الاحتجاج: 2 / 338.
8- بصائر الدرجات: 132.
9- أُصول الكافي: 1 / 532.
10- غيبة النعماني: 302.
11- المناقب: 2 / 432.
12- بحار الأنوار: 50 / 100.
13- دلائل الامامة: 206.
14- امالي الصدوق: 167.
15- الثاقب في المناقب: 209.
16- الكافي: 1 / 548.
17- من لا يحضره الفقيه: 3 / 376.
18- عدّة الداعي: 18.
19- بحار الأنوار: 13 / 405.
20- كذا في الاصل والظاهر: النطفة.
21- اثبات الوصية: 157.
22- الثاقب في المناقب: 119، مخطوط.
23- اخبار اصفهان: 1 / 242 و 2 / 206، وتاريخ بغداد: 3 / 54، والوفيات: 3 / 315.
24- عيون الاخبار: 1 / 13، والعلل: 1 / 126.
25- الأعراف (7): 31.
26- ويوحنا بن بختيشوع: هو طبيب أخي المعتمد، شخص أسقفاً على الموصل سنة (893 م) ـ (279 هـ ) وهذا التاريخ بعيد عن حياة الإمام الجواد (عليه السلام) والّذي اُستشهد سنة 220 هـ. والظاهر أنّه جبرئيل بن بختيشوع بن جورجيس، طبيب المأمون، توفي سنة (828 م) (212 هـ ). واُسرة بختيشوع: اُسرة أطباء من النساطرة أصلها من جند نيسابور، خدمت الخلفاء العباسيين نحو ثلاثة قرون. اشتهر منها: جورجيس بن جبرئيل وبختيشوع بن جبرئيل.
27- الأسقف: فوق القسيس ودون المطران، والكلمة يونانيّة.
28- المناقب: 3 / 495، وبحار الأنوار: 50 / 57 ضمن ح31، ومدينة المعاجز: 533 ح60.
29- غبّت عليه الحمّى: أخذته يوماً وتركته يوماً.
30- حمّى الربع: هي الّتي تنوب كلّ رابع يوم.
31- الشينيز والشونيز والشونوز والشهنيز: الحبّة السوداء « القاموس المحيط: 2 / 179 » وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية: 3 / 72: الحبّة السوداء: وتسمّى أيضاً بالشونيز. وهو نبات صغير دقيق العيدان، طوله نحو شبرين أو أكثر، وله ورق صغار، وعلى طرفه رأس شبيهة بالخشخاش في شكله، طويلة مجوفّة تحوي بزراً أسوداً حريفاً طيّب الرائحة وفيه عن جالينوس أنّه يشفي الزكام إذا صيّر في خرقة وهو مقلوّ وشمّه الانسان...
32- النحل (16): 69.
33- رجال الكشي: 65، عنه الوسائل: 17 / 76 ح 15، والبحار: 62 / 100 ح 23 وص 227 ح 3.
34- زاد في م « الثالث » وهو تصحيف بقرينة سند الحديث السابق وعدم رواية الجواد عن ولده (عليهما السلام) ومكاتبة ابن شاذان لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) وعليه فلا تصحّ رواية ابن شاذان عن أبي الحسن الثالث بواسطة، ويحتمل « الثالث » تصحيف « الثاني » اُنظر معجم رجال الحديث: 4 / 367.
35- الفالوذج: حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل.
36- رجال الكشي: 65، عنه البحار: 62 / 100 ح 24.
37- اليرقان: حالة مرضيّة تمنع الصفراء من بلوغ المعى بسهولة، فتختلط بالدم فتصفّر بسبب ذلك أنسجة الحيوان.
38- القطاة، واحدة القطا: هو ضرب من الحمام ذوات أطواق يشبه الفاختة والقماري.
39- الكافي: 6 / 312 ح 5، عنه البحار: 65 / 43 ح 2، والوسائل: 17 / 33 ح 2.
40- « وعينيه » م.
41- القرنفل: ثمر شجرة كالياسمين، وهو أفضل الأفاويه الحارة.
42- داف الدواء ونحوه: خلطه. أذابه في الماء وضربه فيه ليختثر. وفي م « تدنفه » تصحيف.
43- « الحامل » خل.
44- الكافي: 6 / 81، عنه في بحار الأنوار: 62 / 186 ح 2، ومستدرك الوسائل: 16 / 446 ح 11.
45- سويق العدس: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: سويق العدس يقطع العطش ويقوّي المعدة، وفيه شفاء من سبعين داء، ويطفئ الصفراء، ويبرّد الجوف، وكان (عليه السلام) إذا سافر لا يفارقه، وكان (عليه السلام) إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال له: اشرب من سويق العدس، فإنّه يسكّن هيجان الدم، ويطفئ الحرارة
( الكافي: 6/307 ح1).
وقال المجلسي (رحمه الله) في البحار: 66 / 63:... وأمّا إطفاؤه للصفراء والحرارة ) كما في رواية أبي عبد الله(عليه السلام) أعلاه ( فقيل لجهتين: أحدهما من جهة التبريد في الأمزجة الحارّة، والآخر من جهة تغليظ الدم وتسكين حدّته، فيقلّ جريانه وسيلانه في العروق، ولهذا السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر....
46- الكافي: 6 / 307 ح 2، عنه الوسائل: 17 / 10 ح 2.
47- « رنجومة » كما في نسخة اُخرى.
48- الزعفران: نبات معمّر من الفصيلة السوسنيّة، منه أنواع بريّة ونوع صبغي طبيّ مشهور وهو حارّ يابس مفرح يقوّي الروح، وجيّده الطريّ الحسن اللون، الزكيّ الرائحة، على شعره قليل بياض غير كثير ممتلئ صحيح، سريع الصبغ، غير ملزج ولا متفتّت، وإذا كان في بيت لا يدخله سام أبرص. راجع الطب من الكتاب والسنّة: 113، القانون: 1 / 306، القاموس المحيط: 2 / 39.
49- العاقر قرحا: نبات من الفصيلة المركّبة تستعمل جذوره في الطبّ، ويكثر في إفريقية، وقال في إحياء التذكرة: 430: هو أصل الطرخون الجبلي، ينقّي البلغم من الرأس، ويزيل وجع الأسنان والسعال وأوجاع الصدر وبرد المعدة والكبد، ويزيل الخناق غرغرة...
50- قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: 3 / 398: السنبل، كقنفذ: نبات طيّب الرائحة ويسمّى سنبل العصافير، أجوده السوري وأضعفه الهندي مفتّح محلّل مقوّ للدماغ والكبد والطحال والكلى والأمعاء مدرّ، وله خاصيّة في حبس النزف المفرط من الرحم، والسنبل الرومي الناردين.
51- القاقلّة: ثمر نبات هندي من العطر والأفاويه مقوّ للمعدة والكبد، نافع للغثيان والاعلال الباردة حابس، والقاقلّة الكبيرة أشدّ قبضاً من الصغيرة وأقل حرافة، قاله في القاموس المحيط: 4 / 39.
52- البنج: قال في المعجم الوسيط: 1 / 71: (من الهندية): جنس نباتات طبيّة مخدّرة من الفصيلة الباذنجانيّة. وقال في القاموس المحيط: 1 / 179: مسكّن لأوجاع الأورام والبثور ووجع الأذن، وأخبثه الأسود ثمّ الأحمر، واسلمه الأبيض.
53- الخربق ـ كجعفر ـ نبات ورقه كلسان الحمل أبيض وأسود وكلاهما يجلو ويسخّن وينفع الصرع والجنون والمفاصل والبهق والفالج ويسهّل الفضول اللزجه، وربما أورث تشنّجات، وإفراطه مهلك... قاله في القاموس المحيط: 3 / 225، وقال ابن البيطار في جامعه: 2 / 55: عن ابن سرابيون أنّه قال: الخربق الأسود يسهّل المرّة الصفراء الغليظة جداً، ويعطى في العلل الحادة والمزمنة التي تحتاج إلى دواء يسهل المرّة الصفراء كعلل الصدر، وهو نافع في تنقية الاحشاء جداًوالرحم والمثانة والعلل المتقادمة في قصبة الرئة.
54- الفلفل (كهدهد وزبرج): حبّ هندي، والأبيض أصلح وكلاهما نافع لقلع البلغم اللزج مضغاً بالزفت، ولتسخين العصب والعضلات تسخيناً لا يوازيه غيره وللمغص والنفخ واستعماله في اللعوق للسعال وأوجاع الصدر وقليله يعقل وكثيره يطلق ويجفّف ويدرّ ويبرّد المني بعد الجماع. القاموس المحيط: 4 / 32.
55- أبرفيون: هو صمغ تنتجه شجرة شائكة، ويحصل عليه بواسطة شق أغصان الشجرة فتسيل منها عصارة صمغية لا تلبث أن تجفّ وتتجمّد بعد ملامستها الهواء، ومن أسمائها، الفربيون، قال في القاموس المحيط: 4 / 255: هو دواء ملطف نافع لعرق النسا وبرد الكلى والقولنج ولسع الهوام وعضّة الكلب ويسقط الجنين ويسهّل البلغم اللزج.
56- العسل: قال تعالى في سورة النحل: 69: ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ). هو غذاء ودواء ذكرت منافعه في الكثير من كتب الطبّ لا مجال لذكرها لكثرتها.
57- الكمّون (كتنّور): حبّ مدرّ مجشّ هاضم طارد للرياح وابتلاع ممضوغه بالملح يقطع اللّعاب، والكمّون الحلو الآنيسون، والحبشي شبيه بالشونيز، والأرمني الكوربا، والبريّ الأسود.
وقال في الطبّ من الكتاب والسنّة: 147: حار يحلّ القولنج ويطرد الريح، وإذا نقع في الخلّ وأكل قطع شهوة الطين والتراب وروي ليس شيء يدخل الجوف إلاّ تغيّر إلاّ الكمون.
58- راجع مستدرك عوالم العلوم والمعارف: 23 / 361 ـ 368.
59- قال في القانون (1 / 388 )، السداب الرطب حارّ يابس في الثاني، واليابس حارّ يابس في الثالثة، واليابس السري حارّ يابس في الرابعة، وعصارته المسخّنة في قشور الرمان يقطر في الأذن فينقّيها ويسكن الوجع والطنين والدويّ، ويقتل الدود، ويطلي به قروح الرأس، ويحدّ البصر خصوصاً عصارته مع عصارة الرازيانج والعسل كحلاً وأكلاً، وقد يضمد به مع السويق على ضربان العين (انتهى).
وفي المعجم الوسيط: 1 / 424 ـ بالذال المعجمة ـ: جنس نباتات طبيّة من الفصيلة السدابيّة. وقيل: نبات ورقه كالصعتر ورائحته كريهة.
60- الفجل: غذاؤه قليل وفيه حرارة، ويفتح سدد الكبد ويعين على الهضم ويعسر هضمه وأكله يولّد القمل. قاله في الطبّ من الكتاب والسنّة: 140، وفي هامشه: يؤكل الفجل مع باقي المشهّيات والمقبّلات للطعام، ويحتوي على الفيتامين (c) ومدرّ للبول، يساعد على الهضم، ويكافح السعال.
61- راجع هذا البحث في مستدرك عوالم العلوم ( الإمام محمد بن علي الجواد ): 23 / 358 ـ 370.
62- الكافي: 99، عنه في بحار الأنوار: 62 / 249 ح 11، ومستدرك الوسائل: 16 / 465 / ح 25.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page