• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل قتل المسيح عليه السلام او صلب

هل قتل المسيح عليه السلام او صلب

يجيب الله تعالى على هذا السؤال ويقول : « وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم ... » (1).
وقال تعالى ايضا : « ... يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة » (2).
بعد ان اعلن المسيح رسالته واخذ يبلغ ما امره الله تعالى ، اشتد العدوان من قبل بني اسرائيل وارتدوا ونقضوا العهود واتبعوا سبيل الضلال وعمدوا الى قتل الانبياء ، واخذوا يخططون ويتآمرون على قتله ، ويمكرون به ، لكن الله تعالى حفظ حياة نبيه وصان دعوته ورفعه اليه واعاد مكرهم الى نحورهم ... « ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين » (3).
لم يكتفي الجناة من بني اسرائيل بما ارتكبوه من جنايات في حق الانبياء واصحاب الانبياء والصالحين ، ولم يكتفوا باتهام مريم العذراء الطاهرة حيث الصقوا بها تهمة شنيعة وبهتانا عظيما ، لانها حملت بعيسى عليه السلام باذن الله تعالى من دون اب ، حتى عمدوا على نبي الله ليقتلوه وادعوا بانهم قتلوه وافتخروا بذلك وقالوا : انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله ـ كناية واستهزاء بقولهم رسول الله ـ وقد كذبوا بدعواهم هذه ، فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه ، بل صلبوا شخصا آخر شبيها بعيسى بن مريم عليه السلام ، وقد رد عليهم الله تعالى وكذب دعواهم في قوله تعالى : « وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ... » وقد اختلفوا فيما بينهم في قتل المسيح واشتبه عليهم الحال وظنوا انهم قتلوه بنفسه او قتلوا شخصا آخر شبيه بعيسى وظنوا انهم قتلوه كما تشير الآية المباركة لذلك « ... وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن ... » وياتي القرآن مرة اخرى ليؤكد بانهم لم يقتلوه ويقول : « وماقتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما » وهو القادر على كل شيء ، مثلما خلقه من غير اب بامكانه ان يحفظه من القتل ويرفعه اليه.
عن علي بن الحسن بن فضال ، عن ابيه ، عن الرضا عليه السلام ، انه قال في حديث طويل وصف الائمة عليهم السلام : « وانهم يقتلون بالسيف ، او بالسم ـ وساق الحديث الى ان قال عليه السلام ـ ما شبه امر احد من انبياء الله وحججه عليهم السلام للناس الا امر عيسى بن مريم وحده ، لانه رفع من الارض حيا ، وقبض روحه بين السماء والارض ، ثم رفعه الى السماء ورد عليه روحه ، وذلك قوله عزوجل : « اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا ... » فان اليهود والنصارى اتفقت على انه قتل ، فكذبهم الله عزوجل (4).
ويذكر القرآن الكريم في سورة اخرى ودليل آخر على عدم قتل المسيح عليه السلام بل قبضه الى الله وابعاده عن البشر ورفعه الى السماء في قوله تعالى : « يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك » (5).
تاتي هنا معنى كلمة « متوفيك » من الاستيفاء ، وانتهاء المدة ، ليست من « الوفاة والموت » : لان « الفوت » هو بُعد الشيء عن الانسان بحيث يتعذر ادراكه و « الوافي » الذي بلغ التمام ، ووفى بعهده ، اذا اتمه ولم ينقصه ، واذا استوفى احد دينه من المدين قيل : توفى دينه.
وقد وردت كلمة « توفى » في القرآن كرارا ، منها : « هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار » (6) فهنا عبر عن النوم بكلمة « يتوفاكم ».
وقيل : توفى الميت ، استيفاء مدته التي وفيت له ، وانتهت ايامه وشهوره واعوامه في الدنيا ، وتوفيت المال منه ، اي استوفيته اذا اخذته كله (7).
ومعنى قوله تعالى : « ... اني متوفيك ورافعك الي ... » اي : يا عيسى اني سوف استوفيك وارفعك الي ، وهذا يعني حياة عيسى لا موته ، فتامل.
وقوله تعالى : « ومطهرك من الذين كفروا » اي هو انقاذه من ايدي عديمي الايمان الخبثاء البعيدين عن الحق والحقيقة الذين كانوا يوجهون انواع التهم التي تلوث سمعة المسيح عليه السلام ويحوكون المؤامرات ويخططون الخطط الشيطانية من اجل القضاء عليه ، فنصره الله وطهره من تلك التهم والمؤامرات.
وعلى هذا نرى القرآن الكريم يؤكد في آياته المباركة بان المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ، بل اشتبه الامر على اليهود فظنوا انهم صلبوه.
والمسيحيون اليوم في اناجيلهم الاربعة الموجودة في متناول ايديهم ، يعتقدون بان المسيح قد صلب وقتل ، ولم يكتفوا بذلك ولم يعتبرونه مجرد نبي ارسل لهداية وارشاد البشرية ، بل يعتقدون بانه « الله » او « ابن الله » وواحد من اركان الثالوث المقدس لديهم ، وانما جاء الى هذا العالم ليكون قربانا يفتدي بنفسه مقابل الخطايا والآثام التي يرتكبها البشر.
ويقولون : انه جاء ليضحي بنفسه من اجل ذنوبهم وخطاياهم ، وقد صلب وقتل ليغسل بدمه ذنوب البشر ولينقذ البشرية من العقاب.
ولذلك يسمون المسيح عليه السلام بـ « المنقذ » او « المخلص » او « الفادي » ، ولذلك يصرون على قتل المسيح وصلبه حتى يمرروا هذه الشعارات والاعتقادات الزائفة بين الامة والشعوب المسيحية.
ومن المعروف لدى المسلمين جميعا وكثير من علماء وعقلاء المسيح ، ان الاناجيل الاربعة المتداولة في الوقت الحاضر والتي تشهد بصلب المسيح كلها محرفة ، وقد دونت بعد المسيح بسنين طويلة ، وقد دونها حواريوه وبعض انصاره ، وهذه الحقيقة يعترف بها المؤرخون المسيحيون انفسهم.
ويروى في انجيل « متى » الاحتجاج 26 الجملة 57 ، ان حواريّ المسيح عليه السلام قد هربوا حين هجم الاعداء على المسيح ، والاناجيل تشهد بهذا الامر وعلى هذا فان هؤلاء الحواريين سمعوا بقتل المسيح من افواه الناس ونقلوه ، ولم يكونوا هم حاضرين وشاهدين القتل والصلب.
وكذلك تذكر بعض الاناجيل ، غير الاناجيل الاربعة ، مثل انجيل « برنابا » نفت قضية صلب المسيح عليه السلام ، وكما ان بعضا من الطوائف المسيحية ابدت شكوكها حول قضية الصلب ، وذهب البعض ابعد من هذا ، فادعوا بان التاريخ قد ذكر شخصين باسم « عيسى » احدهما عيسى المصلوب والاخر هو » عيسى « غير المصلوب ، وبينهما فاصل زمني يقدر بـ « خمسمائة سنة ».
وعلى اي حال فقد اختلف المفسرون والعلماء والكتّاب في امر المسيح عليه السلام ، حتى علماء المسيحيين هم انفسهم في شك من امرهم ، فلم يؤمن احدهم بقول نفسه ، بل كانوا ولا يزالوا يتبعون الظن والاوهام.
« وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن » (8).
وعلى هذا نرى الاختلافات فيما بينهم ، حيث يقول البعض هو واحد من ثلاث ، وقال البعض هو ابن الله ، وقال البعض هو روح الله ، وقيل : يد الله ... كما قال البعض : قتل وقيل : صلب ، وقيل : مات وبعد ذلك رجعت روحه وسوف يعود ، الى غير ذلك من الاقوال والتحليلات والتكهّنات.
وافضل ما نتمسك به هو قول الله تعالى في كتابه الكريم « الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » (9) ويؤكد بان المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولم يموت ، بل اشتبه عليهم الامر ، فظنوا انهم صلبوه ... « وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه ».
واقول لك يا عزيزي القارئ : اقرأ وارقا ، فكر وتامل في آيات الله من كتاب الله ونور قلبك وتحرر من قيودك ، وانظر الى قوله تعالى ما يقول فيهم :
« وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون * اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون * يريدون ان يطفؤُا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون * يا ايها الذين آمنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم » (10).
_______________________________________________
1 ـ النساء : 158.
2 ـ آل عمران : 55.
3 ـ آل عمران : 54.
4 ـ عيون الاخبار ص 118.
5 ـ آل عمران : 55.
6 ـ الانعام : 60.
7 ـ لسان العرب ج 15 ص 359 كلمة وَفي.
8 ـ النساء : 157.
9 ـ فصلت : 42.
10 ـ التوبة : 30 ـ 34.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page