ما يحفظ سلامة الأسرة
أعزائي، حافظوا على الهدوء داخل المنزل لضمان سلامة المحيط العام للأسرة.
حافظوا على الابتسامة مع الأهل والأولاد بشكل موقر حين التعامل معهم، وابتعدوا عن القلق والاضطراب في المنزل.
وإن كان لابد وأن يظهر عليكم، فلا بأس أن يكون خارج حدود المنزل، وفي أثناء مواجهتكم للمعضلات والمشاكل ينبغي بكم أن تكونوا حديين وجادين في قطع دابر المشكلة من الأساس. ولتعلموا أن الهم وتجرع الغصص مثلها كمثل الأفعى والعقرب فإن لم تسارعوا إلى إبادتها، ابادتكم.
واحفظوا ألسنتكم ولا تهدموا بيوتكم بالكلام الجارح الذي يعمل على تكدير الصفاء عن المنزل ناهيك عن تخريبه لنظام الأسرة.
واسعوا أبداً أن لا تكونوا السبب في امتعاض الأهل والأولاد والأصدقاء منكم.
أحبوا أهليكم وأولادكم، وتقربوا إليهم بالحديث الطيب مظهرين لهم محبتكم التي تنم عن عواطفكم الجياشة تجاههم وكونوا كما قال الرسول الأكرم (ص):
"قول الرجل لأمرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً"[1].
وبهذه الكلمات القليلة يمكن للرجل أن يتلافى كثيراً من المشكلات الثقال التي قد تثار من قبل الزوجة، بل إن هذه العبارة تسهم إسهاماً فعالاً في تنشيط الزوجة وتعطيها زخماً أكبر مما كانت عليه يساعدها في إدامة تربية الأطفال.
وأنتم جديرون أن تعلموا أن أساس استحكام نظام الأسرة يقوم على الود والاحترام المتقابل بين الرجل والمرأة.
وهذا الود والاحترام سيساعد في تنمية نور الرأفة والمحبة والحنان في قلبيهما، وبقائه مضيئاً.
الأولاد قد لا يشكون من الحرمان المادي بقدر ما يعانون من الاختلافات والتعنت الذي قد يحصل في الأسرة، لما لهذه الأمور من تأثير مباشر في كسر شوكة المعنوية والعطف.
التوادد والتحابب والرأفة يمكن أن تسد المكان الخالي من الفقر والحرمان والفاقة.
عليكم أن تعلموا أيها الأعزاء: أنه إذا ما قدر أن تنعدم الرفقة والمحبة المتبادلة بين الزوج والزوجة.
وكذلك العطف الذي يبديه الزوجان تجاه أولادهما، وإذا ما فقدت البشرية المحبة بين أفرادها، تلاشت المجتمعات الإنسانية، أو وقعت في مستنقع الضجر والرذيلة.
وما مشاهداتنا لكل هذه الجرائم، الظلم، الاعتداء، الاغتصاب، حالات الطلاق والخلافات بين الشرقيين والغربيين إلا نتيجة واقعية لغياب الروح العنوية والالتزامات النفسية مما جر إلى تبديل الروح الإنسانية بروح آلية مادية فقدت روحها وبقي منها ما يشبه الجماد فلا ود ولا صفاء نفسي ولا حتى آثار للعاطفة والرحمة.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] وسائل الشيعة، ج7، ص10.