المحبة منشأ العفة
لن تكون هناك عوامل أو أسباب تخرج المرأة أو الزوجة عن مسيرة العفة والطهارة إذا أحبت زوجها، لأن أغلب الانحرافات والخلافات التي يمكن أن تحدث للنساء أو للأولاد تبدأ من ضآلة ما يبديه الرجل لأمرأته وسائر الأسرة من محبة واحترام.
لاشك أن كل فرد في الجتمع الإنساني يحتاج إلى المحبة[1]، وهذه الحاجة تظهر بوضوح عند النساء أكثر وأقوى مما نجده عند الرجال وأساس هذه المحبة فطرية.
فعلى الرجل أن يعمل بجهده ويبذل ما في وسعه لأن تحظى هذه المسألة بعناية خاصة داخل محيط الأسرة. فيسلك مختلف الطرق للفوز باعتماد الزوجة الذي ينبع من إظهار الود والمحبة لزوجته وأسرته جميعاً، حتى إذا عظم الود في نفوسهم تفادوا وضحى كل منهم من أجل الآخر.
وهذا ما نشاهد أثره في تنظيم سلوك الأسرة، وطالما ذكر الأئمة الأطهار به، قال الصادق (ع):
"من أخلاق الأنبياء حب النساء"[2].
وفي أحاديث أخرى للإمام الصادق (ع) يذكر فيها ما معناه أن: كلما زاد حب الرجل لزوجه كان إيمانه بالله أكثر"[3].
و"كل شخص كان بنا أهل البيت رحيماً كان بزوجه أرحم"[4].
وكذا قال الرسول الكريم (ص):
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"[5].
من هنا، يتبين لنا أن العظماء أرادوا أن نتعلم من هذه التوصيات كيفية الحفاظ على المحيط الأسري وجعل المنزل مكاناً للأمن والاطمئنان، والابتعاد عن الأنظمة الاجتماعية الأرضية التي ما فتأت تفسد حياة الأسر وتسعى لتفتيت القوانين الاجتماعية بشكل عام والأنظمة الداخلية أي على صعيد الأسرة مما يسهم في اضمحلال وفساد وتمييع المجتمع البشري العالمي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] لكسب معلومات أدق عليك بمراجعة مقالة الجمال، مقالة الحب والعبادة من كتاب "الفطرة" للشهيد مطهري.
[2] وسائل الشيعة ج7 ص9 كتاب النكاح.
[3] وسائل الشيعة ج7 ص11 كتاب النكاح.
[4] وسائل الشيعة ج7 ص11.
[5] من لا يحضره الفقيه ص324 ـ الحديث الخامس.