طباعة

يوسف ونساء مصر

يوسف ونساء مصر :

شاع خبر مراودة العزيزة لفتاها بين نساء مصر حتى وصل الى مسامع امرأة العزيز ، التي لا هم لها الا ان تفوز في طلب يوسف وبلوغ ما تريده منه ، فاستيقظت من رقدتها وعلمت بمكرهن ، فارسلت اليهن للحضور لديها.
تهيئن ولبسن افخر ثيابهن وزينتهن ، لانهن ايضا لسن باقل من امرأة العزيز عشقا ليوسف ، فاستغلت ـ زليخا ـ هذه الفرصة.
ثم لما حضرن عند العزيزة واخذن مقاعدهن ، وجرى الانس والمحادثة واخذن في التفكه اتت كل واحد منهن سكينا مع الفاكهة عند ذلك امرت يوسف ان يخرج اليهن وقد كان مستورا عنهن.
فلما طلع يوسف عليهن ووقعت عليه اعينهن طارت عقولهن وبهتن وذهلن حتى جرحن ايديهن مكان الفاكهة واخذت الدماء تسيل من ايديهن ولا يشعرن بذلك ، وقلن « حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم ».
فالتفتت اليهن العزيزة وقالت : « فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم » ثم هددت يوسف تجلدا وحفظا لمقامها عندهن واصرارا منها على اخضاعه ومطاوعته لها فقالت : « ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين » (1).
ولهذا انقلب المجلس دفعة ، وانقطعت قيود الاحتشام فانبسطن وتظاهرن بالقول في حسن يوسف وجماله وكل تتكلم بما في ضميرها منه ....
________________________________________
1 ـ يوسف : 32.