باب علّة تسمية البيت العتيق
1 ـ عن أبي خديجة[1] ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي البيت العتيق؟
قال : إنّ الله عزّوجلّ أنزل الحجر الأسود لآدم من الجنّة ، وكان البيت درّة بيضاء ، فرفعه الله إلى السماء وبقي اُسّه فهو بحيال هذا البيت ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت على القواعد ، وإنّما سمّي البيت العتيق; لأنّه اُعتق من الغرق [2].[3]
2 ـ عن أبي حمزة الثماليّ ، قال : قلت لأبي جعفر(عليه السلام) في المسجد الحرام : لأيّ شيء سمّـاه الله العتيق؟
قال : ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلاّ له ربّ وسكّان يسكنونه غير هذا البيت ، فإنّه لا يسكنه أحد ولا ربّ له إلاّ الله وهو الحرام ، وقال : إنّ الله خلقه قبل الخلق ، ثمّ خلق الله الأرض من بعده فدحاها من تحته .[4]
3 ـ عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي البيت العتيق؟
قال : لأنّه بيت حرّ عتيق من الناس ، ولم يملكه أحد .[5]
4 ـ عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّما سمّي البيت العتيق; لأنّه اُعتق من الغرق واُعتق الحرم معه ، كفّ عنه الماء .[6]
5 ـ عن ذريح بن يزيد المحاربيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : إنّ الله عزّوجلّ أغرق الأرض كلّها يوم نوح(عليه السلام) إلاّ البيت ، فيومئذ سمّي العتيق; لأنّه اُعتق يومئذ من الغرق .
فقلت له : أصعد إلى السماء؟
فقال : لا ، لم يصل إليه الماء ورفع عنه .[7]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] هو : أبو سلمة سالم بن مكرم بن عبدالله ، مولى بني أسد . «رجال النجاشيّ : 188 رقم 501» .
[2] وذلك في طوفان نوح(عليه السلام) ولم يقربه الماء كما في حائر الحسين صلوات الله عليه .
[3] الكافي 4 : 188 ح2 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 191 ح2112 ، علل الشرائع : 398 ب140 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 4 ، بحار الأنوار 58 : 57 ح2 ، و99 : 58 ح12 ، مرآة العقول 17 : 10 ح2 .
[4] الكافي 4 : 189 ح5 ، علل الشرائع : 399 ح2 ، روضة المتّقين 4 : 4 ، بحار الأنوار 57 : 64 ح40 ، و99 : 58 ح13 ، مرآة العقول 17 : 11 ح5 .
[5] المحاسن 2 : 66 ح114 ، الكافي 4 : 189 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 191 ح2113 ، علل الشرائع : 399 ح3 ، روضة المتّقين 4 : 5 ، وسائل الشيعة 13 : 241 ح13 ، بحار الأنوار 99 : 58 ح16 وص59 ح17 ، مرآة العقول 17 : 12 ح6 .
[6] المحاسن 2 : 66 ح112 ، علل الشرائع : 399 ح4 ، بحار الأنوار 99 : 59 ح18 و 19 .
[7] علل الشرائع : 399 ح5 ، قصص الأنبياء للراوندي : 83 ح73 ، بحار الأنوار 11 : 325 ح43 ، و99 : 58 ح14 و 15 .