• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

باب علّة عدم تمتّع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالعمرة إلى الحجّ ، وأمر بالتمتّع

باب علّة عدم تمتّع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالعمرة إلى الحجّ ، وأمر بالتمتّع

1 ـ عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : خرج رسول الله حين حجّ حجّة الوداع خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتّى أتى مسجد الشجرة فصلّى بها ، ثمّ قاد راحلته حتّى أتى البيداء فأحرم منها [1]وأهلّ بالحجّ وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلّهم بالحجّ لا يريدون عمرة ، ولا يدرون ما المتعة ، حتى إذا قدم رسول الله مكّة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثمّ صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم واستلم الحجر ، ثمّ أتى زمزم ، فشرب منها وقال : لولا أن أشقّ على اُمّتي لاستقيت منها ذَنوباً أو ذَنوبين [2]، ثمّ قال : ابدؤا بما بدأ الله عزّوجلّ به ، فأتى الصفا فبدأ به ، ثمّ طاف بين الصفا والمروة سبعاً .

فلمّا قضى طوافه عند المروة قام فخطب أصحابه وأمرهم أن يحلّوا ويجعلوها عمرة ، وهو شيء أمر الله عزّوجلّ به ، فأتى الصفا فبدأ به ، فأحلّ الناس . وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ، ولكن لم يكن يستطيع أن يحلّ من أجل الهدي الّذي معه ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : } وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ{[3] .

فقام سراقة بن مالك بن جعثم الكنانيّ ، فقال : يارسول الله ، علّمتنا ديننا كأنّا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لكلّ عام؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لا ، بل للأبد .

وإنّ رجلا[4]قام، فقال: يارسول الله، نخرج حجّاجاً ورؤوسناتقطرمن النساء؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : إنّك لن تؤمن بها أبداً .

وأقبل عليّ(عليه السلام) من اليمن حتّى وافى الحجّ فوجد فاطمة(عليها السلام) قد أحلّت ، ووجد ريح الطيب ، فانطلق إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) مستفتياً ومحرشاً[5] على فاطمة(عليها السلام) .

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عليّ ، بأيّ شيء أهللت؟

فقال : أهللت بما أهلّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) .

فقال : لا تحلّ أنت ، وأشركه في هديه ، وجعل له من الهدي سبعاً وثلاثين [6]، ونحر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثاً وستّين نحرها بيده ، ثمّ أخذ من كلّ بدنة بَضعة[7]فجعلها في قدر واحد ، ثمّ أمر به فطبخ ، فأكلا منها وحسوا من المرق ، فقال : قد أكلنا الآن منها جميعاً ، فالمتعة أفضل من القارن السائق الهدي وخير من الحجّ المفرد ، وقال : إذا استمتع الرجل بالعمرة ، فقد قضى ما عليه من فريضة المتعة .

وقال ابن عبّاس : دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة.[8]

2 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع لمّا فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله وأثنى

عليه ، ثمّ قال : يا معشر الناس ، هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحلّ ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت [9]لفعلت كما أمرتكم ، ولكنّي سقت الهدي وليس لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه ،

فقام إليه سراقة بن مالك بن جعثم الكنانيّ ، فقال : يارسول الله ، علّمنا ديننا فكأنّا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا أم لكلّ عام؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ، بل للأبد .

وإنّ رجلا قام ، فقال : يارسول الله ، نخرج حجّاجاً ورؤوسنا تقطر من النساء[10]؟

فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّك لن تؤمن بها أبداً .[11]

3 ـ عن فضيل بن عياض ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن اختلاف الناس في الحجّ فبعضهم يقول : خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مهلاًّ بالحجّ ، وقال بعضهم : مهلاًّ بالعمرة ، وقال بعضهم : خرج قارناً ، وقال بعضهم : خرج ينتظر أمر الله عزّوجلّ ، فقال أبو عبدالله(عليه السلام) : اعلم الله عزّوجلّ أنّها حجّة لا يحجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعدها أبداً فجمع الله عزّوجلّ له ذلك كلّه في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنّة لاُمّته ، فلمّا طاف بالبيت وبالصفا والمروة أمره جبرئيل(عليه السلام) أن يجعلها عمرة إلاّ من كان معه هدي فهو محبوس على هديه لا يحلّ لقوله عزّوجلّ : } حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ{[12]

فجمعت له العمرة والحجّ ، وكان خرج على خروج العرب الاُول ; لأنّ العرب كانت لا تعرف إلاّ الحجّ وهو في ذلك ينتظر أمر الله تعالى ، وهو يقول(عليه السلام) : آ«الناس على أمر جاهليّتهم إلاّ ما غيّره الإسلامآ» وكانوا لا يرون العمرة في أشهر الحجّ فشقّ على أصحابه حين قال : اجعلوها عمرة لأنّهم كانوا لا يعرفون العمرة في أشهر الحجّ ، وهذا الكلام من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ الحجّ فقال : دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة وشبّك بين أصابعه ـ يعني في أشهر الحجّ ـ قلت : أفيعتدّ بشيء من أمر الجاهلية؟

فقال : إنّ أهل الجاهليّة ضيّعوا كلّ شيء من دون إبراهيم(عليه السلام) إلاّ الختان والتزويج فإنّهم تمسّكوا بها ولم يضيّعوها.[13]

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] لعل المراد بالإحرام هنا عقد الإحرام بالتلبية ، أو إظهار الاحرام وإعلامه لئلاّ ينافي الأخبار المستفيضة الدالّة على أنّه(صلى الله عليه وآله) أحرم من مسجد الشجرة .

[2] الذَّنوب : الدَّلْو العظيمة; وقيل : لا تسمّى ذَنوباً إلاّ إذا كان فيها ماء .

[3] سورة البقرة : 196 .

[4] هو عمر بن الخطّاب .

[5] أي مغضباً . والمراد هنا نوع عتابه لها ، وهذه اللفظة ليست في أخبارنا ، بل هي في أخبار العامّة .

[6] لعل أحد الخبرين في العدد محمول على التقيّة أو نشأ من سهو الرواة .

[7] البَضعة  : القطعة من اللحم  .

[8] الكافي 4 : 248 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 236 ح2288 ، علل الشرائع : 412 ب153 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 117 ، وسائل الشيعة 11 : 222 ح14 ، بحار الأنوار 21 : 395 ح18 ، و99 : 88 ح6 و : 89 ح7 و : 242 ح1 ، مرآة العقول 17 : 116 ح6 .

[9] أي لو عنَّ لي هذا الرأي الّذي رأيته آخراً وأمرتكم به في أوّل أمري ، لما سقت الهَدي معي وقلَّدته وأشعرته ، فإنّه إذا فَعل ذلك لا يُحلّ حتّى ينحر ، ولا ينحر إلاّ يوم النحر ، فلا يصحّ له فسخ الحجّ بعمرة ، ومن لم يكن معه هديٌ فلا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحجّ .

وإنّما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه ; لأنّه كان يشقّ عليهم أن يُحلّوا وهو مُحرِم ، فقال لهم ذلك لئلاّ يجدوا في أنفسهم ، وليعلموا أنّ الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه ، وأنّه لولا الهديُ لَفَعَله . آ«النهاية لابن الأثير 4 : 10 ـ قبل ـ آ» .

[10] أي من ماء غسل الجنابة ، وقد قال ذلك تقبيحاً وتشنيعاً على ما أمر الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) به .

[11] الكافي 4 : 246 ضمن ح4 ، علل الشرائع : 413 ح2 ، تهذيب الأحكام 5 : 455 ضمن ح234 ، مستطرفات السرائر : 22 ح3 ، وسائل الشيعة 11 : 214 ضمن ح4 و : 218 ح5 ، بحار الأنوار 99 : 90 ح8 ، مرآة العقول 17 : 112 ضمن ح4 ، ملاذ الأخيار 8 : 500 ضمن ح234 .

[12] سورة البقرة : 196  .

[13] علل الشرائع : 414 ح3 ، بحار الأنوار 99 : 90 ح9 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page