مرض النفوس
ولا بُدَّ أن نعرف أنّ للنفوس صحّة ومرضاً، وصلاحاً وفساداً، وسعادة وشقاءاً، وأنّ إدراك طرقها ودقائق مصالحها ومفاسدها لا يتسنّى لأحد سوى ذات الله المقدّسة؛ لذلك ففي النظام الأتم لا يمكن أن يهمل بيان طرق السعادة والشقاء، والسبل الهادية إلى الإصلاح والفساد، وطرق علاج النفوس؛ إذ أنّ مثل هذا الإهمال يقتضي النقص في العلم أو النقص في القدرة، أو الظلم والبخل من دون سبب.
وذات الله المقدّسة منزّهة عن كل ذلك، فهو الكامل على الإِطلاق والمفيض على الإطلاق، وأنّ إهمال بيان السبل الموصلة إلى السعادة والشقاء يعدّ خللاً كبيراً في الحكمة، ويبعث على الفساد والاختلال في النظام والحكم.
إذاً أصبح من اللازم بيان طرق السعادة والهداية في النظام الأتم.