التأمّل في الابتلاءات
إنّ الإنسان في الدنيا هو محل للامتحان أيّاً كان، ابتداءً من أولئك الناس العظام كالأنبياء والأولياء وحتى الآخرين أيّاً كانوا، فالامتحان يلازم وجود الإنسان، ولن يعيش إنسان في هذا العالم دون امتحان، ويكون الامتحان أحياناً على شكل خوف أو جوع أو نقص في الأموال، والأنفس والثمرات، وأمثال ذلك ممّا حصل في بعض البلدان والمناطق.
يقول الإمام الخميني المقدّس: «قد يكون الأمن موضوعاً للاختبار أحياناً، فيختبر الإنسان بالخوف وفقدان الأمن أحياناً، أو يختبر بالاستقرار والأمن، ويكون الامتحان أحياناً من خلال النقص في الثمرات والأنفس فيذهب الشباب والأخوة أحياناً، وزيادة الأموال والتنمية وتحقيق الأمن، فلا بد أن يمتحن الإنسان ولا يُترك بمجرد الدعوى بالإيمان».
لقد تعّرض الأنبياء العظام والأولياء الكرام للامتحان، امتحن إبراهيم الخليل (ع) في تلك المسالة المحيّرة وهي ذبح ولده، وامتحن سيد الشهداء(ع)وأولاده وأحفاده أيضاً، وكلّنا معرضون للامتحان وسوف يمتحن جميع العباد، وإن الامتحان بالأمن والثروة والرئاسة وأمثال ذلك أصعب من الامتحان بالنقص في الأولاد والأنفس، فما أكثر الذين يدّعون بأنّهم مؤمنون ولكن عند الامتحان يظهر أنّها مجرّد دعوى، وما أكثر الذين يدّعون بأنّهم أنصار للضعفاء، لكنهم يفشلون عند الامتحان، وما أكثر الذين يدّعون بأنّهم سيكونون من السابقين عند قيام الحرب، لكنهم لا يجتازون الامتحان بنجاح عند العمل.