زُهير و ابن مُضارب
و خرج سلمان بن مضارب البجلي و كان ابن عمِّ زهير بن القين، فقاتلَ حتّى قُتل، و خرج بعده زهير بن القين فوضع يده على منكب الحسين، و قال مستأذناً:
أقـدم هديتَ هاديـاً مهديّــاً
فاليوم ألقـى جـدّك النبيّـا
وحسَنـاً و المرتضـى عليّـا
وذا الجَناحيـن الفتي الكَميّا[1]
و أسدَ اللهِ الشهيد الحيّا
فقال الحسين(ع): و أنا ألقاهما على أثركَ، و في حملاته يقول:
أنا زهيرٌ و أنا ابن القَينِ
أذودكم بالسيفِ عن حسينِ
فقتل مائةً و عشرين، ثمّ عطف عليه كثير بن عبدالله الصّعبي و المهاجر بن أوسٍ فقتلاه،[2] فوقف الحسين و قال: لايُبعدنّك الله يا زهير، و لعن قاتليك لعنَ الّذين مُسخُوا قردةً و خنازيرَ. [3]
--------------------------------------------------------------------------------
[1]. الكمي فتح الكاف ـ الشجاع أو لابس السلاح، لأنّه يكمي نفسه أي يسترها بالدرع و البيضة، المنجد.
[2]. تاريخ الطبري، ج 3، ص 327 و 328.
[3]. مقتل الخوارزمي، ج 2، ص 20.