• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مفاد حديث الغدير (اولاً)

    مفاد حديث الغدير

 

    { أوّلاً - إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام المطلقة

 

 الاستدلال عليه بدلالة لفظة ( المولى ) على الإمامة بأدلّة متعدّدة:

 

    الدليل الأوّل: فهم الحاضرين ومن بلغه النبأ ممّن يحتجّ بقوله  }

 لعلّ إلى هنا لم يبق مسلك للشكِّ في صدور الحديث عن المصدر النبويِّ المقدّس. وأمّا دلالته على‏ إمامة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فإنّا مهما شككنا في شي‏ء فلا نشكُّ في أنَّ لفظة ( المولى‏ ) سواءٌ كانت نصّاً في المعنى الذي نحاوله بالوضع اللغويِّ أو مجملةً في مفادها لاشتراكها بين معانٍ جمّة، وسواء كانت عريّة عن القرائن لإثبات ما ندّعيه من معنى الإمامة أو محتفّة بها، فإنّها في المقام لا تدلّ إلّا على‏ ذلك لِفَهْم من وعاه من الحضور في ذلك الُمحتَشد العظيم، ومن بلغه النبأ بعد حين ممّن يحتجُّ بقوله في اللغة من غير نكير بينهم. وتتابع هذا الفهم فيمن بعدهم من الشعراء ورجالات الأدب حتى‏ عصرنا الحاضر، وذلك حجّة قاطعة في المعنى المراد.

 {  1 -  من أعرب عن فهمه بالشعر: }

 وفي الطليعة من هؤلاء:

 مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث كتب إلى‏ معاوية في جواب كتاب له من أبيات ما نصّه:

 وأوجبَ لي ولايتَهُ عليكُمْ‏

رسولُ اللَّهِ يومَ غديرِ خُمِّ[1]

 

 ومنهم: حسّان بن ثابت الحاضر مشهد الغدير، وقد استأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن ينظم الحديث في أبيات منها قوله:

 

 فقال له: قمْ ياعليُّ فإنّني‏

رَضِيتُكَ من بعدي إماماً وهاديا[2]

 

 ومن اُولئك: الصحابيّ العظيم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الذي يقول:

 

 وعليٌّ إمامنا وإمامٌ‏

لسوانا أتى‏ به التنزيلُ‏

 يوم قال النبيُّ: من كنت مولا

هُ فهذا مولاه خطبٌ جليلُ[3]

 

 ومن القوم: محمد بن عبداللَّه الحميري القائل:

 

 تناسَوا نصبَه في يوم خُمٍ‏

من الباري ومن خير الأنامِ[4]

 

 ومنهم: عمرو بن العاص الصحابيُّ القائل:

 

 وكم قد سمعنا من المصطفى‏

وصايا  مُخصَّصةً في علي‏

وفي يوم خُمٍّ رقى‏ منبرا

 وبلّغَ والصحْبُ لم ترحلِ‏

فأمنحه إمْرة المؤمنين‏

 من اللَّه مستخلف المنحلِ‏

وفي كفِّهِ كفُّهُ مُعلناً

 يُنادي بأمرالعزيز العَلِي‏

وقال: فمن كنتُ مولىً له‏

 عليٌّ له اليوم نِعْم الولي[5]

 

 ومن اُولئك: كميت بن زيد الأسدي الشهيد ( 126 ه ) حيث يقول:

 

 ويوم الدوحِ دوحِ غديرِ خُمٍ‏

أبانَ له الولايةَ لو أُطيعا

 ولكنّ الرجالَ تبايعوها

فلم أرَ مثلَها خطراً مَبيعا[6]

 

 ومنهم: السيّد إسماعيل الحميري المتوفّى‏ ( 179 ه ) في شعره الكثير، ومنه:

 

 لذلك  ما  اختاره  ربُّهُ‏

لخيرِ  الأنامِ  وصيّاً  ظهيرا

 فقام بخُمٍّ بحيثُ الغديرُ

وحطَّ الرحالَ وعافَ المسيرا

 وقُمَّ له الدوحُ ثمّ ارتقى‏

على‏ منبرٍ كان رحْلاً وكورا[7]

 ونادى‏ ضحىً باجتماعِ الحجيجِ‏

فجاؤوا إليه صغيراً كبيرا

 فقال وفي كفِّه حيدرٌ

يُليح إليه مُبيناً مشيرا

 ألا إنَّ من أنا مولىً له‏

فمولاه هذا قضاً لن يجورا

 فهل أنا بلّغتُ قالوا نعم‏

فقال اشهدوا غُيَّباً أو حضورا

 يُبلِّغ حاضرُكم غائباً

وأُشهِدُ ربّي السميعَ البصيرا

 فقوموا بأمرِ مليكِ السما

يبايعْه كلٌّ عليه أميرا

 فقاموا لبيعته صافقين‏

أكفّاً فأوجس منهم نكيرا

 فقال إلهيَ والِ الوليَ‏

وعادِ العدوَّ له والكفورا

 وكن خاذلاً للأُلى‏ يخذُلون‏

وكن للأُ لى‏ ينصرون نصيرا

 فكيف ترى‏ دعوةَ المصطفى‏

مُجاباً بها أم هباءً نثيرا

 أُحبّكَ يا ثانيَ المصطفى‏

ومن أُشْهِدَ الناسُ فيه الغديرا[8]

 

 ومنهم: العبدي الكوفي من شعراء القرن الثاني في بائيّته الكبيرة بقوله:

 

 وكان عنها لهمْ في خُمّ مُزدَجرٌ

لَمّا رقى‏ أحمدُ الهادي على‏ قَتَبِ[9]

وقال والناسُ من دانٍ إليه ومن‏

 ثاوٍ لديه ومن مُصغٍ ومُرتقبِ‏

قم يا عليُّ فإنّي قد أُمِرتُ بأن‏

 أُبلِّغَ الناسَ والتبليغُ أجدُر بي‏

إنّي نصبتُ عليّاً هادياً علماً

 بعدي وإنَّ عليّاً خيرُ مُنتصَبِ‏

فبايعوك وكلٌّ باسطٌ يَدَهُ‏

 إليك من فوقِ قلبٍ عنك مُنقلبِ[10]

 ومنهم: شيخ العربيّة والأدب أبو تمام المتوفّى‏ ( 231 ه ) في رائيّته بقوله:

 

 ويومَ الغديرِ استوضح الحقَّ أهلُهُ‏

بضِحياءَ[11] لا فيها حجاب ولا سترُ

 أقام رسول اللَّه يدعوهُمُ بها

ليقْرَبَهُمْ عُرفٌ وينآهُمُ نُكْرُ

 يمدّ بضَبْعيهِ ويُعلِمُ أ نَّه‏

 وليٌّ ومولاكمْ فهل لَكُمُ خُبْرُ

 يروحُ ويغدو بالبيان لِمَعْشَرٍ

يروحُ بهم غَمْرٌ ويغدو بهم غَمْرُ

 فكان لهم جهرٌ بإثباتِ حقِّهِ‏

وكان لهم في بَزِّهمْ[12] حقّه جهرُ[13]

 

 وتبع هؤلاء جماعة من بواقع[14] العلم والعربيّة الذين لا يَعْدون مواقع اللغة، ولا يجهلون وضع الألفاظ، ولا يتحرّون إلّا الصحّة في تراكيبهم وشعرهم، كدعبل الخزاعي، والحِمّاني الكوفي، والأمير أبي فراس، وعلم الهدى المرتضى‏، والسيِّد الشريف الرضيّ، والحسين بن الحجّاج، وابن الروميِّ، وكشاجم، والصنوبري، والمفجّع، والصاحب بن عبّاد، والناشئ الصغير، والتنوخي، والزاهي، وأبي العلاء السروي، والجوهري، وابن عَلَّويه، وابن حمّاد، وابن طباطبا، وأبي الفرج، ومهيار، {  والعودي } النيلي، والفنجكردي...إلى‏ غيرهم من أساطين الأدب وأعلام اللغة، ولم يزل أثرهم مقتصّاً في القرون المتتابعة إلى‏ يومنا هذا، وليس في وسع الباحث أن يحكم بخطأ هؤلاء جميعاً وهم مصادره في اللغة، ومراجع الاُمّة في الأدب.

 {  2 -  من أعرب عن فهمه بغير الشعر: }

 وهنالك زرافات[15] من الناس فهموا من اللفظ هذا المعنى‏ وإن لم يُعربوا عنه بقريض، لكنّهم أبدوه في صريح كلماتهم، أو أ نَّه ظهر من لوائح خطابهم.

 ومن اُولئك: الشيخان وقد أتيا أمير المؤمنين عليه السلام مهنِّئَين ومبايعَين وهما يقولان: أمسيت يابن أبي طالب مولى‏ كلِّ مؤمن ومؤمنة[16]. فليت شعري أيّ معنىً من معاني ( المولى ) الممكن تطبيقه على‏ مولانا لم يكن قبل ذلك اليوم، حتى‏ تجدّد به، فأتيا يهنِّئانه لأجله، ويصارحانه بأ نّه أصبح متلفِّعاً[17] به يوم ذاك ؟ أهو معنى النصرة أو المحبّة اللتين لم يزل أمير المؤمنين عليه السلام متّصفاً بهما منذ رضع ثُدِيَّ الإيمان مع صنوه المصطفى‏ صلى الله عليه وآله وسلم ؟ أم غيرهما ممّا لا يمكن أن يراد في خصوص المقام ؟ لاها اللَّه لا ذلك ولا هذا، وإنَّما أرادا معنىً فهمه كلّ الحضور من أ نَّه أولى‏ بهما وبالمسلمين أجمع من أنفسهم، وعلى‏ ذلك بايعاه وهنّآه.

 ومن اُولئك: الحارث بن النعمان الفهري[18] - أو جابر - المنتقَم منه بعاجل العقوبة يوم جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: يا محمد أمرتنا بالشهادتين والصلاة والزكاة والحجّ ثمّ لم ترضَ بهذا حتى‏ رفعتَ بضَبْعَي ابن عمّك ففضّلته علينا، وقلت: « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه... »[19]، فهل المعنى الملازم للتفضيل الذي استعظمه هذا الكافر الحاسد، وطَفِق يشكّ أ نَّه من اللَّه أم أ نَّه مُحاباة من الرسول، يمكن أن يراد به أحد ذينك المعنيين أو غيرهما ؟

 أحسب أنَّ ضميرك الحرَّ لا يستبيح لك ذلك، ويقول لك بكلِّ صراحة: إنَّه هو تلك الولاية المطلقة التي لم يؤمن بها {  طواغيت } قريش في رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلّا بعد قهر من آيات باهرة، وبراهين دامغة[20]، وحروب طاحنة، حتى‏ جاء نصر اللَّه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللَّه أفواجاً، فكانت هي في أمير المؤمنين أثقل عليهم وأعظم، وقد جاهر - بما أضمره غيره - الحارث بن النعمان، فأخذه اللَّه أخذ عزيز مقتدر.

 ومن اُولئك: النفرُ الذين وافوا أمير المؤمنين عليه السلام في رحبة الكوفة قائلين: السلام عليك يا مولانا. فاستوضح الإمام عليه السلام الحالة لإيقاف السامعين على المعنى الصحيح،وقال: « كيف أكون مولاكم وأنتم رهطٌ من العرب ؟ ».

 فأجابوه: إنَّا سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خُمِّ: « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »[21].

 عرف القارئ الكريم أنَّ المولويّة المستعظمة عند العرب - الذين لم يكونوا يتنازلون بالخضوع لكلِّ أحد - ليست هي المحبّة والنصرة ولا شيئاً من معاني الكلمة، وإنَّما هي الرئاسة الكبرى التي كانوا يستصعبون حمل نيرها إلّا بموجبٍ يُخضعهم لها، وهي التي استوضحها أمير المؤمنين عليه السلام للملأ باستفهام، فكان من جواب القوم: أنَّهم فهموها من نصِّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 وهذا المعنى‏ غير خافٍ حتى‏ على المخدّرات في الحجال، فقد أخرج الزمخشري في ربيع الأبرار[22] عن دارميّة الحجونيّة التي سألها معاوية عن سبب حبّها لأمير المؤمنين عليه السلام وبغضها له، فاحتجّت عليه بأشياء منها: أنَّ رسول اللَّه عقد له الولاية بمشهد منه يوم غدير خمّ، وأسندت بغضها له إلى‏ أ نَّه قاتَل من هو أولى‏ بالأمر منه وطلب ما ليس له، ولم يُنكره عليها معاوية.

 وقبل هذه كلّها مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام واحتجاجه به يوم الرحبة[23]، وكان ذلك لمّا نوزع في خلافته، وبلغه اتّهام الناس له فيما كان يرويه من تفضيل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم له وتقديمه إيّاه على‏ غيره[24]. وقال {  نور الدين } الحلبي في سيرته: احتجَّ به بعد أن آلت إليه الخلافة ردّاً على‏ من نازعه فيها[25].

 أفترى‏ - والحالة هذه - معنىً معقولاً للمولى‏ غير ما نرتئيه، وفهمه هو عليه السلام ومن شهد له من الصحابة ومن كتم الشهادة إخفاءً لفضله حتى‏ رُمي بفاضح من البلاء، ومن نازعه حتى‏ أُفحم بتلك الشهادة ؟ وإلّا فأيّ شاهد له في المنازعة بالخلافة في معنى الحبِّ والنصرة، وهما يعمّان سائر المسلمين ؟ إلّا أن يكونا على الحدّ الذي سنصفه إن شاء اللَّه، وهو معنى الأولويّة المطلوبة.

 والواقف على‏ موارد الحِجاج بين أفراد الاُمّة وفي مجتمعاتها، وفي تضاعيف الكتب منذ ذلك العهد المتقادم إلى‏ عصورنا هذه جِدُّ عليم بأنّ القوم لم يفهموا من الحديث إلّا المعنى الذي يُحتجُّ به للإمامة المطلقة، وهو الأولويّة من كلِّ أحد بنفسه وماله في دينه ودنياه، الثابت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وللخلفاء المنصوص عليهم من بعده، نحيل الوقوف على‏ ذلك على‏ إحاطة الباحث وطول باع المتتبِّع فلا نطيل بإحصائها المقام.

 

    {  الدليل الثاني: المراد من المولى‏ في الحديث هو الأولى‏

 وذلك يثبت بأمرين:

 الأمر الأول: المولى‏ بمعنى‏ الأولى‏ لغةً }

 أمّا أنَّ لفظ ( مولى‏ ) يراد به لغةً ( الأولى‏ )، أو أ نَّه أحد معانيه، فناهيك من البرهنة عليه ما تجده في كلمات المفسِّرين والمحدِّثين من تفسير قوله تعالى‏ في سورة الحديد: «  فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِي مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ المَصِيرُ »[26]، فمنهم من حصر التفسير بأنّها أولى‏ بكم، ومنهم من جعله أحد المعاني في الآية.

 فمن الفريق الأوّل:

 1 - ابن عبّاس في تفسيره[27]، من تفسير الفيروزآبادي: {  المتوفّى‏ 817 }.

 2 - الكلبي[28]، حكاه عنه الفخر الرازي: {  المتوفّى‏ 606 } في تفسيره[29].

 3 - الفرّاء يحيى بن زياد الكوفيّ، النحويّ[30]: المتوفّى‏ ( 207 ).

 حكاه عنه الفخر الرازيّ في تفسيره[31].

 4 - أبو عبيدة مَعْمر بن المثنّى البصريّ: المتوفّى‏ ( 210 )[32].

 ذكره عنه الرازي في تفسيره[33] وذكر استشهاده ببيت لبيد:

 

 فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَينِ تحسِبُ أ نَّهُ‏

مَولى المخافَةِ خَلفُها وأمامُها[34]

 

 وذكره عنه شيخنا المفيد في رسالته في معنى المولى‏[35]، والشريف المرتضى‏ في الشافي[36] من كتابه غريب القرآن وذكر استشهاده ببيت لبيد، واحتجَّ الشريف الجرجاني في شرح المواقف[37] بنقل ذلك عنه ردّاً على الماتن.

 5 - الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة النحويّ: المتوفّى‏ ( 215 ).

 نقله عنه الفخر الرازي في نهاية العقول، وذكر استشهاده ببيت لبيد.

 6 - أبو زيد سعيد بن أوس اللغويّ، البصريّ: المتوفّى‏ ( 215 ).

 حكاه عنه صاحب الجواهر العبقريّة[38].

 7 - البخاري أبو عبداللَّه محمد بن إسماعيل: المتوفّى‏ {  256 }.

 قاله في صحيحه[39].

 8 - ابن قتيبة: المتوفّى‏ ( 276 ).

 قاله في القرطين[40]، واستشهد ببيت لبيد.

 9 - أبو العبّاس ثعلب أحمد بن يحيى النحويّ، الشيبانيّ: المتوفّى‏ ( 291 ).

 قال القاضي الزَّوْزَني حسين بن أحمد المتوفّى‏ ( 486 ) في شرح السبع المعلّقة[41] في بيت لبيد المذكور: قال ثعلب: إنَّ المولى‏ في هذا البيت بمعنى الأَولى‏ بالشي‏ء كقوله «  مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ » أي هي أولى‏ بكم.

 10 - أبو جعفر الطبري: المتوفّى‏ ( 310 ).

 ذكره في تفسيره[42].

 11 - أبو بكر الأنباري محمد بن القاسم اللغويّ، النحويّ: المتوفّى‏ ( 328 ).

 قاله في تفسيره مشكل القرآن، نقله عنه الشريف المرتضى‏ في الشافي[43]، وذكر استشهاده ببيت لبيد، وابن البِطْرِيق في العمدة[44].

 12 - أبوالحسن الرمّاني عليّ بن عيسى المشهور بالورّاق، النحويّ: المتوفّى‏ ( 384 ).

 ذكره عنه الفخر الرازي في نهاية العقول.

 13 - أبو الحسن الواحدي: المتوفّى‏ ( 468 ).

 ففي الوسيط[45]: «  مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ » هي أولى‏ بكم لما أسلفتم من الذنوب، والمعنى‏: أنَّها هي التي تلي عليكم ؛ لأ نَّها قد ملكت أمركم، فهي أولى‏ بكم من كلِّ شي‏ء.

 14 - أبو الفرج ابن الجوزي: المتوفّى‏ ( 597 ).

 نقله في تفسيره زاد المسير[46] عن أبي عبيدة مرتضياً له.

 15 - أبو سالم محمد بن طلحة الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 652 ).

 قاله في مطالب السؤول[47].

 16 - شمس الدين سبط ابن الجوزيّ، الحنفيّ: المتوفّى‏ ( 654 ).

 قاله في التذكرة[48].

 17 - محمد بن أبي بكر الرازيّ صاحب مختار الصحاح.

 قال في غريب القرآن -  فرغ منه ( 668 ) -: المولى‏: الذي هو أولى‏ بالشي‏ء، ومنه قوله: «  مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ » ؛ أي هي أولى‏ بكم، والمولى‏ في اللغة على‏ ثمانية أوجه - وعدّ منها - الأَولى‏ بالشي‏ء.

 18 - التفتازانيّ: المتوفّى‏ ( 791 )[49].

 ذكره في شرح المقاصد[50] نقلاً عن أبي عبيدة.

 19 - ابن الصبّاغ المالكيّ: المتوفّى‏ ( 855 ).

 عدّ في الفصول المهمّة[51]الأَولى‏ بالشي‏ء من معاني المولى‏ المستعملة في الكتاب العزيز.

 20 - جلال الدين محمد بن أحمد المحلّي، الشافعيّ: المتوفّى‏ {  864 }.

 في تفسير الجلالين[52].

 21 - جلال الدين أحمد الخُجَنْدِي، ففي توضيح الدلائل على‏ ترجيح الفضائل عنه أ نَّه قال: المولى‏ يطلق على‏ معانٍ، ومنها: الأَولى‏ في قوله تعالى‏: «  هِيَ مَوْلاكُمْ» ؛ أي أَولى‏ بكم.

 22 - علاء الدين القَوْشَجي: المتوفّى‏ ( 879 ). ذكره في شرح التجريد[53].

 23 - شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجيّ، الحنفيّ: المتوفّى‏ ( 1069 ).

 قاله في حاشية تفسير البيضاوي[54] مستشهداً ببيت لبيد.

 24 - السيّد الأمير محمد الصنعاني: قاله في الروضة النديّة[55] نقلاً عن الفقيه حميد المحلّي[56].

 25 - السيّد عثمان الحنفيّ، المكيّ[57]: المتوفّى‏ ( 1268 ). قاله في تاج التفاسير[58].

 26 - الشيخ حسن العدوي، الحمزاويّ، المالكيّ: المتوفّى‏ ( 1303 ).

 قال في النور الساري هامش صحيح البخاري[59]: «  هِيَ مَوْلاكُمْ »: أَولى‏ بكم من كلِّ منزل على‏ كفركم وارتيابكم.

 27 - السيّد محمد مؤمن الشبلنجيّ[60]: ذكره في نور الأبصار[61].

 ومن الفريق الثاني:

 28 - أبو إسحاق أحمد الثعلبي: المتوفّى‏ ( 427 ).

 قال في الكشف والبيان: «  مَأْواكُمُ النارُ هِيَ مَوْلاكُمْ » ؛ أي صاحبتكم وأولى‏ وأحقُّ بأن تكون مسكناً لكم. ثمّ استشهد ببيت لبيد المذكور.

 29 - أبو الحجّاج يوسف بن سليمان الشنتمري: المتوفّى‏ ( 476 ).

 قاله في تحصيل عين الذهب[62] - تعليق كتاب سيبويه  - في قول لبيد واستشهد بالآية الكريمة.

 30 - الفرّاء حسين بن مسعود البغوي: المتوفّى‏ ( 510 ).

 قاله في معالم التنزيل[63].

 31 - الزمخشري: المتوفّى‏ ( 538 ).

 ذكره في الكشّاف[64]، واستشهد ببيت لبيد، ثمّ قال: يجوز أن يراد هي ناصركم...إلخ.

 32 - أبو البقاء محبّ الدين العكبريّ، البغداديّ: المتوفّى‏ ( 616 ).

 قاله في تفسيره[65].

 33 - القاضي ناصر الدين البيضاويّ: المتوفّى‏ {  685 }.

 ذكره في تفسيره[66] واستشهد ببيت لبيد.

 34 - حافظ الدين النسفي: المتوفّى‏ ( 701، 710 ).

 ذكره في تفسيره[67] هامش تفسير الخازن.

 35 - علاء الدين عليّ بن محمد الخازن، البغداديّ: المتوفّى‏ ( 741 ).

 قاله في تفسيره[68].

 36 - السمين[69] أحمد بن يوسف: المتوفّى‏ {  756 }.

 قال في تفسيره {  الدر } المصون في علوم الكتاب المكنون: «  هِيَ مَوْلاكُمْ » يجوز أن يكون مصدراً ؛ أي ولايتكم ؛ أي ذات ولايتكم، وأن يكون مكاناً أي مكان ولايتكم، وأن يكون أولى‏ بكم، كقولك: هو مولاه[70].

 37 - نظام الدين النيسابوري: {  المتوفّى‏ بعد 728 }.

 قاله في تفسيره[71] هامش تفسير الرازي.

 38 - الشربيني الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 977 ).

 قاله في تفسيره[72] واستشهد ببيت لبيد.

 39 - أبو السعود محمد بن محمد الحنفيّ، القسطنطينيّ: المتوفّى‏ {  982 }.

 ذكره في تفسيره[73] هامش تفسير الرازي[74]، ثمّ ذكر بقيّة المعاني.

 40 - الشيخ سليمان الجمل {  بن عمر العجيلي الشافعي: المتوفّى‏ 1204 }.

 ذكر في تعليقه على‏ تفسير الجلالين الذي أسماه بالفتوحات الإلهيّة[75]، وفرغ منه سنة ( 1198 ).

 41 - المولى‏ جاراللَّه أللَّه آبادي[76].

 قال في حاشية تفسير البيضاوي: المولى‏ مشتقٌّ من الأولى‏ بحذف الزائد.

 42 - محبّ الدين أفندي[77]. قاله في شرح بيت لبيد في كتابه تنزيل الآيات على‏ الشواهد من الأبيات[78]، {  المطبوع ببولاق } سنة ( 1281 ).

 ولولا أنَّ هؤلاء - وهم أئمّة العربيّة وبواقع اللغة - عرفوا أنَّ هذا المعنى‏ من معاني اللفظ اللغويّة لما صحّ لهم تفسيره.

 {  عدم منافاة كلمات بعض المفسّرين لما اختاره الأميني: }

 وأمّا قول البيضاوي -  بعد أن ذكر معنى الأَولى‏  -: وحقيقته محراكم ؛ أي مكانكم الذي يقال فيه: هو أولى‏ بكم، كقولك: هو مئنة الكرم، أي مكان قول القائل: إنَّه الكريم، أو مكانكم عمّا قريب من الولي وهو القرب، أو ناصركم - على‏ طريقة قوله: تحيّةٌ بينهم ضربٌ وجيعُ - أو متولّيكم يتولّاكم كما تولّيتم موجباتها في الدنيا[79]. انتهى‏. فإنّه لا يعني به الحقيقة اللغويّة التي نصّ بها أوّلاً، وإنَّما يريد الحاصل من المعنى‏، ويشعر إلى‏[80] ذلك تقديم قوله: ( هِيَ أَولى‏ بكُم ) واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعنى‏، وقوله أخيراً: مكانكم الذي يقال فيه... إلخ. وأ نَّه أخذ في تقريب بقيّة المعاني بأنحاء من العناية يناسب كلٌ منها واحداً منهنّ إلّا معنى ( الأَولى‏ )، فإنّه لم يقرِّبْه من الوجهة اللغويّة، بل أثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر، وإنَّما طفِق يقرّبُه من وجهة القصد والإرادة. ويقرب منه ما في تفسير النسفي.

 وقال الخازن[81]: «  هِيَ مَوْلاَكُمْ » أي وليّكم، وقيل: أَولى‏ بكم لِما أسلفتم من الذنوب، والمعنى‏ هي التي تلي عليكم لأ نَّها ملكت أمركم وأُسلِمتم إليها، فهي أَولى‏ بكم من كلِّ شي‏ء، وقيل: معنى الآية: لا مولى‏ لكم ولا ناصر ؛ لأنّ من كانت النار مولاه فلا مولى‏ له. انتهى‏.

 أمّا تفسيره بالوليّ، فلا منافاة فيه لما نرتئيه لما ثبت من مساوقة ( الوليّ ) مع ( المولى‏ ) في جملة من المعاني. ومنها: الأَولى‏ بالأمر، وسيوافيك إيضاح ذلك إن شاء اللَّه[82]، فيكون القولان محض تغاير في التعبير، لا تبايناً في الحقيقة. وما استرسل بعد ذلك من البيان فهو تقريب لإرادة المعنى‏ كما أسلفناه. والقول الثالث هو ذكر لازم المعنى‏ سواءٌ كان هو الوليّ أو الأَولى‏، فلا معاندة بينه وبين ما تقدّمه من تفسير اللفظ.

 وهناك آيات أُخرى‏ استُعمل فيها ( المولى‏ ) أيضاً بمعنى ( الأَولى‏ بالأمر ) منها:

 قوله تعالى‏ في سورة البقرة: «  أَنْتَ مَوْلَانا »[83]: قال الثعلبي في الكشف والبيان[84]: أي ناصرنا وحافظنا ووليّنا وأَولى‏ بنا.

 وقوله تعالى‏ في سورة آل عمران: «  بَلِ اللَّهُ مولاكُمْ »[85]: قال أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره المشهور بالزاهدي: أي اللَّه أَولى‏ بأن يطاع.

 وقوله تعالى‏ في سورة التوبة: «  مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلى‏ اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»[86]:

 قال أبو حيّان في تفسيره[87]: قال الكلبي: أي أَولى‏ بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالكنا وسيّدنا فلهذا يتصرّف كيف يشاء.

 وقال السجستاني العُزيزي[88] في غريب القرآن[89]: أي وليّنا، والمولى‏ على‏ ثمانية أوجه: المعتِق - بالكسر - والمعتَق - بالفتح - والوليّ، والأَولى‏ بالشي‏ء، وابن العمّ، والصهر، والجار، والحليف.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] جاء في المصادر: فلمّا قرأ معاوية الكتاب قال: اخفوا هذا الكتاب، لا يقرأه أهل الشام، فيميلوا إلى ابن أبي طالب.

 تجد تفصيل هذه الأبيات وقصتها، ومن رواها من النقلة الأثبات من الفريقين الشيعة والسنة في كتاب الغدير 2: 26 - 30 الطبعة المتداولة و 2: 54 - 60 الطبعة المحقّقة. وقد تلقّاها الرواة والمحدِّثون بالقبول، وتسالموا على روايتها، فمن اُولئك الرواة:

 من الشيعة:

 الشيخ المفيد في الفصول المختارة: ص‏226، الطبرسي في الاحتجاج 1: 429 ح‏93، ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 2: 194، علي العاملي النباطي البيّاضي في الصراط المستقيم 1:  277، الأمالي الصغرى للمؤيد باللَّه: ص‏121 أخرج الأبيات بتمامها في خاتمة حديث المناشدة يوم الشورى‏ بعد أن أورد تمام الحديث.

 ومن أهل السنة:

 ابن الشيخ في ألف باء 1: 439، ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: ص‏11، سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ص‏107، الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين: ص‏97، الإسحاقي في لطائف أخبار الأُول: ص‏49، محمود الآلوسي في شرح عينية عبد الباقي العمري: ص‏78.

 والأبيات بتمامها حذفها عبدالعزيز سيد الأهل جامع ديوان الإمام علي عليه السلام من طبعته، لئلّا يميل قرّاء الديوان إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ! !

 راجع ديوان الإمام علي عليه السلام جمع السيد محسن الأمين العاملي: ص‏134. ( السبطين )

 

[2] كتاب سُليم بن قيس الهلالي 2: 828 ح‏39، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص‏33، فرائد السمطين لشيخ الإسلام الجويني 1: 73 ح‏39، وللأسف فالقصيدة ليست في ديوان شعر حسان المتداول، فهي كغيرها من مسقطات ديوانه التي عاثت بها الأيدي الأمينة ! ! على تراث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته:. ( السبطين )

[3] تذكرة الخواص: ص‏33، خصائص الأ ئمة للشريف الرضي: ص‏42، كنز الفوائد للكراجكي 2:  98، وغير واحد من المصادر. ( السبطين )

[4] فرائد السمطين للجويني 1: 375 ح‏305، بشارة المصطفى‏ لأبي جعفر الطبري الآملي: ص‏10  -  11. ( السبطين )

[5] هذه القصيدة المعروفة بالجلجلية نقلها برمتها الزنوزي في رياض الجنة - الروضة الثانية، ونقل طرفاً منها ابن أبي الحديد في شرح النهج 10: 56، والإسحاقي في لطائف أخبار الأُول: ص‏61، ومحمد الأزهري في شرح مغني اللبيب 1: 82، وابن شهرآشوب السروي في مناقب آل أبي طالب 3: 216. ( السبطين )

[6] راجع الغدير 2: 180 الطبعة المتداولة و 2: 265 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )

[7] الكور: رحل الناقة بأداته. لسان العرب 12: 184 ( مادة كور ). ( السبطين )

[8] راجع الغدير 2: 216 الطبعة المتداولة و 2: 313 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )

[9] القَتَب: رحل صغير على‏ قدر سنام البعير. لسان العرب 11: 27 ( مادة قتب ). ( السبطين )

[10] راجع تمام القصيدة في الغدير 2: 290 الطبعة المتداولة و 2: 409 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )

[11] الضِّحْيَاء: ما برز وظهر من الأرض وأصابته الشمس واستمكنت منه. لسان العرب 8: 37 مجمل اللغة لابن زكريا الرازي: ص‏432، المعجم الوسيط 1: 534. ( السبطين )

[12] البزّ: نزْعُ الشي‏ء وأخذُهُ بجفاء وقهر. المعجم الوسيط 1: 54. ( السبطين )

[13] ديوان أبي تمام: ص‏144  -  145. ( السبطين )

[14] البواقع: جمع باقعة، وهو الرجل الذكيّ العارف {  قاموس المحيط 3: 6 ( مادة بقع ) }.

[15] أي الجماعات. الصحاح 4: 1368 ( مادة زرف ). ( السبطين )

[16] راجع حديث التهنئة بأسانيده وتفاصيله في كتاب الغدير للعلّامة الأميني قدس سره 1: 270 - 283 الطبعة المتداولة و 1: 508 - 527 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )

[17] التلفّع: الاشتمال. لسان العرب 2: 304 ( مادة لفع ). ( السبطين )

[18] اختلف النقلة والرواة في اسم السائل الذي وقع عليه العذاب ونزلت فيه الآيات. فقال أبو عبيد الهروي القاسم بن سلام في غريب القرآن هو: جابر بن النضر بن الحارث بن النعمان الفهري، وقال الثعلبي في الكشف والبيان هو: الحارث بن النعمان الفهري، وعنه أخذ أغلب من ذكر الحادثة، وسمّاه آخرون بغير ذلك، وقد يصحّ الجميع إذا قلنا بتعدد الحوادث الواقعة، وهو أمر وارد.

 ولعلّ الأرجح في تلك الحادثة هو جابر بن النضر كونه موتوراً بأبيه النضر الذي قتله أمير المؤمنين عليه السلام بعد أسره في معركة بدر، فلم يحتمل استخلاف وولاية واتره بأبيه عليه. ( السبطين )

 

[19] راجع مبحث العذاب الواقع في كتاب الغدير 1: 239 - 246 الطبعة المتداولة و 1: 460 - 471 الطبعة المحقّقة. وأيضاً: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18:  181، السراج المنير 4: 380، السيرة الحلبية 3: 274، تذكرة الخواص: ص‏30. وراجع أيضاً مختصر الواقعة في تعليقتنا في: ص‏175 من كتابنا هذا. ( السبطين )

[20] الدامغة: أي التي تعلو وتغلب وتُبطِل. وقيل: يدمَغُه أي يذهب به ذَهابَ الصَّغار والذُّلِّ. لسان العرب 4: 405 ( مادة دمغ ). ( السبطين )

[21] راجع أسانيد هذا الحديث ومتنه في الغدير 1: 187 - 195 الطبعة المتداولة و 1: 381 - 394 الطبعة المحقّقة. فممّن أخرجه: أحمد بن حنبل في المسند 6: 583 ح‏23051 و 23052، ابن كثير في البداية والنهاية 5: 231 حوادث سنة 10 ه و 7: 384 - 385 حوادث سنة 40 ه، والطبراني في المعجم الكبير 4:  173 ح 4053، وأُ مّة غيرهم من الحفّاظ والمحدّثين يعسر علينا حصرهم هنا. وسنوافيك بخلاصة أحد ألفاظه فيما يأتي: ص‏158. ( السبطين )

[22] ربيع الأبرار 2: 599، وراجع أيضاً العقد الفريد 1: 222. ( السبطين )

[23] راجع تفصيل حديث المناشدة والاحتجاج يوم الرحبة في الكوفة سنة ( 35 ) كتاب الغدير للعلّامة الأميني قدس سره 1: 166 -  186 الطبعة المتداولة و 1: 339 - 378 الطبعة المحقّقة.

 وأمّا خلاصة ما جرى‏ يوم الرحبة، فإنَّ عليّاً عليه السلام لمّا بلغه اتّهام الناس له فيما كان يرويه من تقديم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إيّاه على‏ غيره. فحضر ناديهم ومجتمع الناس، وسوقهم التجاري الذي يلتقي فيه كبار الكوفيين وصغارهم، نساؤهم وصبيانهم، وكلّ وافد وسائح ومن يعتزم السفر، في رحبة الكوفة. فقد استنشد عليه السلام جمعهم الحاشد ذاك بحديث الغدير، ردّاً على‏ من نازعه الخلافة، وأنكر عليه التقديم والأولوية فيها.

 ولعلّ مثل هذا الاحتجاج والمناشدة جرت لأكثر من مرة، منها: في مسجد الكوفة بحضور الجمع الغفير من المصلّين ؛ إذ ارتقى عليه السلام المنبر، فحمد اللَّه وأثنى‏ عليه وقال: « اُنشد اللَّه من شهد يوم غدير خمّ إلّا قام، ولا يقوم رجل يقول: إنّي نُبِّئتُ أو بلغني، إلّا رجل سمعت أُذُناه، ووعاه قلبه ».

 فقام سبعة عشر رجلاً - في مسند أحمد بن حنبل 5: 498 ح‏18815، فقام ثلاثون من الناس  - منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيّوب الأنصاري، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو الهيثم بن التيهان، ورجال من قريش... فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع... وذكروا حديث: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه... ».

 فقال علي عليه السلام: « صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين وممن أخرجه من الحفاظ: أحمد بن حنبل في المسند 1: 135 ح‏642 و 1: 189 ح‏953، النسائي في السنن الكبرى‏ 5: 134 ح‏8478، المحب الطبري في الرياض النضرة 3: 114.

 

    ( السبطين )

 

[24] راجع تفاصيل أحاديث تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام في الغدير 1: 183، 300، 301، 304، 309 الطبعة المتداولة و 1: 374، 551  -  554، 557، 558، 564، 565 الطبعة المحقّقة.

 وفي المصادر التالية أيضاً: مسند أحمد 5: 498 ح‏18815، السنن الكبرى‏ للنسائي 5: 154 ح‏8542، الصواعق المحرقة: ص‏42 - 43، فتح الباري شرح صحيح البخاري 7: 74 و ص‏61.

    ( السبطين )

 

[25] السيرة الحلبية 3: 303 [  3: 275 ]. ( الأميني )

[26] الحديد: 15.

[27] تفسير ابن عبّاس {  المسمّى‏ تنوير المقباس }: ص‏342 [  ص 458 ]. {  وذكره الفيروزآبادي في كتابه الآخر بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 5: 284 }. ( الأميني )

[28] محمد بن السائب المفسِّر النسّابة: المتوفّى‏ (146) بالكوفة {  ذكر المحققون لمركز الغدير هنا إضافة وهي: ذكره في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل 4: 97. ونحن حذفناها لعدم مطابقتها للواقع، فالتفسير الذي ذكروه هو لمحمد بن أحمد بن جُزَيّ الكلبي المتوفّى‏ ( 741 ه ) }. ( الأميني )

[29] 6) التفسير الكبير 8: 93 [  29: 227 ]. ( الأميني )

[30] معاني القرآن 3: 134.

[31]

[32] في وفاته خلاف، والراجح في أعلام الزركلي سنة (209). ( السبطين )

[33] التفسير الكبير 8: 93 {  29: 227 }. ( الأميني )

[34] الفرج: ما بين قوائم الدواب. {  لسان العرب 10: 210 (مادة فرج) }. والمراد أنَّها تحسب أن كلّ فرج من فرجيها هو الأولى‏ بالمخافة منه.

[35] رسالة في معنى المولى‏، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 8: 37.

 

[36] الشافي في الإمامة 2: 269.

[37] شرح المواقف 3: 271 [  8: 361 ]. ( الأميني )

[38] الجواهر العبقرية: فارسي في علم الكلام للسيد محمد بن عباس الشوشتري اللكهنوي المفتي بها الحنفي المتوفّى‏ سنة ( 1307 ه ). ( السبطين )

234) صحيح البخاري 7: 240 [  4: 1815 ]. ( الأميني )

 

[39]

[40] القُرطين 2: 164. ( الأميني )

 {  والقرطين اسم ابتدعه محمد بن أحمد بن مطرِّف الكناني القرطبي ( 454ه ) حينما جمع بين كتابي ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن، وتفسير غريب القرآن في كتاب واحد وأسماه بذلك الاسم. وقد أعرض عن ذكره حاجي خليفه في كشف الظنون، وإسماعيل باشا الباباني البغدادي في ذيله على كشف الظنون، وعمر كحالة في معجم المؤلفين، كما أعرض عن ذكر الكتاب شمس الدين ابن الجزري عندما ترجم للكناني القرطبي في غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 89 رقم 2807.

 واستشهاد ابن قتيبة ببيت لبيد إنما جاء في تفسير غريب القرآن: ص‏390 عند تفسيره للآية ( 15 ) من سورة الحديد، بقوله: أي هي أولى‏ بكم، وذكر بيت لبيد.

 وهنا رأينا من اللازم التنبيه على‏ أمر مهم عثرنا عليه في كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني لابن قتيبة 2: 710 ط . الاُولى‏ 1405 ه، دار الكتب العلمية، وجدنا أنَّ بيت لبيد المذكور موجود في الفهرس العام للقوافي، وبحثنا عن البيت دون جدوى في الكتاب فلم نعثر عليه. ثمّ بدا لنا أنَّ يد الطبع (الأمينة) ! بل الأثيمة حذفت البيت من هذه الطبعة، بدليل بقية شرح كلمات البيت المتبقية في الصفحة التالية، والتي أعمى‏ اللَّه نظر الحاذف غير الحاذق عنها، ولم يتفطّن إليها، فبقيت شاهداً على‏ التلاعب والعبث بمصادر التراث. والمُراجِع لهذه الطبعة سيقف على‏ هذه القرصنة الفاضحة من أوّل نظرة.

 فإن كان المصحِّح بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن عبد الرحمن بن يحيى اليماني لا يدري بهذا السقط فتلك مصيبة ؛ لأ نّه أضاع جهود من سبقه في جمع اُصول الكتاب المخطوطة ومقابلتها وتصحيحها، وما بُذلت فيه من غاية المجهود بمدة ثمينة من الوقت صُرفت في مطابقة النصوص وتخريجها، كما يقول هو. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم، والخطب أدهى‏ وأمرّ ! !

 حيّا اللَّه الأمانة والاُمناء على‏ التراث ! ! }. ( السبطين )

 

[41] شرح المعلّقات السبع: ص‏106.

[42] جامع البيان 9: 117 [  مج‏13: ج‏27: 228 ]. ( الأميني )

[43] الشافي في الإمامة 2: 272.

[44] عمدة عيون صحاح الأخبار: ص‏55 [  ص‏113 ]، {  وابن البِطْرِيق هو أبو الحسين يحيى‏ بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلّي المتوفّى‏ ( 600 ه ) }. ( الأميني )

[45] تفسير الوسيط 4: 249.

[46] زاد المسير 8: 167.

[47] مطالب السؤول: ص‏16. ( الأميني )

[48] تذكرة الخواص: ص‏19 [  ص‏32 ]. ( الأميني )

[49] في الدرر الكامنة لابن حجر 4: 350 رقم‏953 أ نّه توفّي في صفر سنة (792 ه)، ونقل قولاً لابن عرب شاه الدمشقي أ نّه توفّي سنة (791 ه)، ويبدو أن ترجمته في الدرر مستدركة من تلامذة المؤلف فيما بعد. وفي البدر الطالع 2: 164 رقم‏548 أ نّه توفّي يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر محرم سنة (792 ه). لكنّ الزركلي في الأعلام 7: 219 رجّح سنة (793 ه) تاريخاً لوفاته.

    ( السبطين )

 

[50] شرح المقاصد: ص‏288 [  5: 273 ]. ( الأميني )

[51] الفصول المهمّة: ص‏28 [  ص‏42 ]. ( الأميني )

[52] تفسير الجلالين: ص‏721.

[53] شرح التجريد: ص‏477.

[54] عناية القاضي وكفاية الراضي ( حاشية الشهاب ) 9: 98. ( السبطين )

[55] الروضة النديّه شرح التحفة العلويّة: ص‏158.

[56] هو شيخ الإسلام حميدبن أحمد المحلّي الهمداني ( ت/652 ه )، وقد نقل الأمير الصنعاني عن كتابه محاسن الأزهار في مناقب إمام الأئمة الأبرار.

 والأمير هو محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني الكحلاني ثم الصنعاني أبو إبراهيم عزالدين الملقّب بالأمير المؤيد باللَّه. عالم مجتهد ( ت/1182 ه ). ( السبطين )

 

[57] هو محمد عثمان بن محمد بن عبداللَّه الميرغني المحجوب الحسيني. مفسّر، متصوّف. ( السبطين )

[58] تاج التفاسير 2: 196 [  2: 182 ]. ( الأميني )

[59] النور الساري 7: 240. ( الأميني )

[60] بل هو مؤمن بن حسن مؤمن، ولعلّ اسمه محمد مؤمن كأبيه حسن مؤمن. كان حياً سنة ( 1322  ه ). ( السبطين )

[61] نور الأبصار: ص‏78 [  ص‏160 ]. ( الأميني )

[62] تحصيل عين الذهب 1: 202 {  ص‏231 الشاهد - 302 }. ( الأميني )

[63] معالم التنزيل 4: 297.

[64] الكشّاف 2: 435 [  4: 476 ]. ( الأميني )

[65] إملاء ما منّ به الرحمن: ص‏135 [  2: 256 ]، {  والكتاب هو في إعراب آي القرآن ووجوه القراءات }. ( الأميني )

[66] تفسير البيضاوي 2: 469 [  2: 497 ]. ( الأميني )

[67] تفسير النسفي 4: 226.

[68] تفسير الخازن 4: 229. ( الأميني ).

[69] في الأصل: ابن سمين، والصواب ما ذكرناه. ( السبطين )

[70] الدر المصون المطبوع بتحقيق الدكتور الخرّاط في سبعة مجلدات ينتهي بانتهاء سورة مريم، وباقي التفسير مفقود. لكن السمين الحلبي ذكر معاني المولى في كتابه الآخر « عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ » وهو معجم لغوي لألفاظ القرآن الكريم في أربعة أجزاء، راجع الجزء الأخيرمنه: ص‏341 - 344 مادة (ولي)، فهو وإن لم يورد آية « هِيَ مَوْلاكُمْ »، إلّا أ نّك تجده يعتبر من معاني الولي والمولى‏ - وهما يستعملان في كل ذلك - هو القائم والمتولّي للأمر. وقال: يقال: وليٌّ من الوِلاية. وأما الوِلاية فهي الإمارة. وقال في آخر الباب: وورثّتُهُ المال العتيق مأخوذ من الوليّ وهو القرب والأحقيّة. فوافق في قوله الأخير المراد من الوليّ أ نّه الأحق والأولى‏. ( السبطين )

[71] غرائب القرآن 27: 130 {  6: 256 }.

[72] السراج المنير 4: 200 [  4: 208 ]. ( الأميني )

[73] إرشاد العقل السليم إلى‏ مزايا القرآن الكريم 8: 208.

[74] التفسير الكبير 8: 72. ( الأميني )

[75] الفتوحات الإلهية 4: 290.

 

[76] ولي الدين بن مصطفى‏ أبو عبداللَّه الملقّب بجار اللَّه الرومي الحنفي الينيشهري القسطنطيني ( ت/1151 ه ). فاضل. مولده في ( يني شهر ). ( السبطين )

[77] هو محمد بن أبي بكر بن داود العلواني الحموي الحنفي، أبو الفضل المعروف بمحب الدين بن تقي الدين ( ت/1016 ه ). وهو جد المحبّي صاحب خلاصة الأثر. وكتابه تنزيل الآيات هو شرح لشواهد الكشّاف. ( السبطين )

[78] تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات: ص‏201.

[79] أنوار التنزيل 2: 469.

[80] الظاهر أنَّه قدس سره ضمّن « يشعر » معنى‏ « يشير » فعدّاه ب « إلى‏ ».

[81] تفسير الخازن 4: 229.

[82] راجع صفحة 141 من كتابنا هذا وما قبلها وبعدها. ( السبطين )

[83] البقرة: 286. ( السبطين )

[84] الكشف والبيان: الورقة 92 سورة الحديد: آية 15.

[85] آل عمران: 150. ( السبطين )

[86] التوبة: 50. ( السبطين )

[87] تفسير أبي حيّان {  البحر المحيط } 5: 52. ( الأميني )

[88] هو محمد بن عُزَيْز السِّجسْتَاني أبو بكر العُزَيْزي ( ت/330 ه ). ( السبطين )

[89] غريب القرآن: ص‏154 [  ص‏311 ]، {  وفي طبعة دار المعرفة 1990م المسمّى‏ فيها بنزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز: ص‏397 }. ( الأميني )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page