جَون مولى أبي ذرّ
و وقف جونُ مولى أبي ذرّ الغفاري أمام الحسين يستأذنه فقال(ع): يا جون إنّما تبعتنا طلباً للعافية، فأنت في إذنٍ منّي، فوقع على قدَميه يقبّلُهما، و يقول: أنا في الرّخاء ألحَسُ[1] قصاعكم، و في الشّدّة أخذُلُكم، إنّ ريحي لَنَتِنٌ، و حسبي لَلَئيمٌ، و لو ني لأسودٌ. فتنفّس عليّ بالجنّة، ليطيبَ ريحي، و يشرف حسبي، و يبيَضّ لوني، لا و الله لا اُفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسودُ مع دمائكم. [2]
فأذن له الحسين(ع)، فقتل خمسةً و عشرين، و قُتل.
فوقف عليه الحسين(ع)، و قال: اللّهمّ بيّض وجهه، و طيّب ريحه، و احشُرهُ مع محمّدٍ صلـى الله عليه و آله، و عرّف بينهُ و بين آل محمّد عليهم السلام.
فكان من يمُرُّ بالمعركة يشُمُّ منه رائحةً طيّبةً أذكى من المِسك. [3]
--------------------------------------------------------------------------------
[1]. لَحَس القصعة أي لعقها و أخذ ما علق بجوانبها بلسانه أو بإصبعه، المنجد.
[2]. اللهوف علي قتلى الطفوف، ص 47.
[3]. المقتل للمقرم، ص 305؛ نقلاً عن مقتل العوالم، ص 88.