لا اسلوب مع التلميذ
كان من خصال المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الخوئي (رحمه الله) . . الاستماع و الاصغاء الى الطالب المستشكل بأعصاب هادئة من دون برم أو حدّة ، ثم يبدأ في الرّدِّ عليه أوّلا بجواب نقضي ، يكون فيه تشحيذ لذهن الطالب المستشكل ، يقوّيه على المناقشة العلمية و يدرّبه بذلك على البحث و المناظرة ، و بعد ذلك يأخذ السيد في حلّ الاشكال و ايقاف الطالب المستشكل على مواضع ضعفه فيما ارتآه ، و يسمى هذا بالجواب الحَلّي .
فما رأيت ـ و الكلام لتلميذه سماحة العلامة السيد الاشكوري ـ منذ أن عرفته حتى فارقته شيئاً من الكبرياء و العجرفة كما قد يُرى في بعض ضعفاء النفوس من المتسمّين بالعلماء ، فهو يجالس تلامذته و المستفيدين منه كأنه واحد منهم ، لا ميزة بينه و بينهم الاّ ما كان منهم من رعاية جانب احترام الاستاذ و تعظيم مقامه .
و انّ اخلاقه هذه كانت تحث طلبته على الانطلاِ في السؤال و الجواب و المناقشات العلمية ، و يشجعهم على أن لايقفوا عند حدّ محدود من طلب العلم .
و حتّى الخطباء كان لهم نصيب وافر من التشجيع ، فكم رأيت السيد في مجالس عامة يستمع الى الخطيب و ينظر اليه بملء عينيه كأنه يسمع موضوعاً جديداً و بحثاً شيَقاً لم يطرِ سمعه ، بالرّغم من انّ الخطيب لم يتكلّم الاّ بما هو تكرار للمكرِّر ، و اعادة لما قبل مرات و مرات .([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ راجع نفس المصدر .