عالِمٌ في المجلس الوطني
عالم فقيه ، سياسي جريء ، و مجاهد و شهيد . . ذاك هو العلاّمة السيد حسن المدرّس .
الذي كان يقول : لما كنت ادرس العلوم الدينية في حوزة النجف الاشرف ، كانت حجرتي من ضيقها لم تسع طولي ، و كان فراشها عبارة عن قطعة حصير . و الآن ( يعني عند ما صار عضواً في المجلس الوطني زمن رضا خان والد شاه ايران المخلوع ) أستطيع الحصول على كل ما اريده من الدنيا ، و لكني اريد البقاء على ما كنت عليه من بساطة العيش فترة دراستي في النجف الأشرف .
و كان آية الله المدرِّس (رحمه الله) من ابرز المعارضين للشاه رضا خان ، و لمّا انتخبه الناس للمجلس الوطني جعل منصة المجلس منبراً لصوت المعارضة الاسلامية القريبة الى سمع الحاكم ، فما اشدّ على الشاه و سياساته الذيلية من صعود هذا العالم السياسي الجريء على منصّة المجلس الوطني ، و لما أوصلته كفاءته و جدارته الى منصب رئاسة المجلس ايضاً ، تضاعفت أتعاب الشاه .
ذات مرة بعث اليه السفير البريطاني ( صكّاً ) بواسطة شخص ما ( ليكسبه الى الدولة العظمى ) .
فسأله ساخراً : ما هذا ؟
قال حامل الصكّ : هذا ( صكّ ) يؤخذ الى البنك فيُستبذل بنقود .
فضحك السيد المدرِّس مستهزئاً و هو يقول : أخْبِر السفير أن السيد لايستلم غير النقود الذهبية ، و لابدّ ايضاً ان يكون بقدر لايحمله إلاّ ظهر ناقة ، و فوِ ذلك فإني لااستلم إلاّ في وضع النهار و أمام الناس !