ويكفينا تفنيداً لقول صاحب النور نصوص علماء أهل السنّة في ذلك، ورواياتهم، كنصّ الحاكم والمحدّث الدهلويّ بتواتر حديثه، وقول الآلوسيّ: 'إنّه أمر مشهور في الدنيا' ثمّ واصل شيخنا كلامه: وأيّ عالم يردّ المتواتر، أو يعدوه أمر مشهور ثبوته في الدنيا فيضعّفه حتّى يقول الرجل بمل ء فيه: 'إنّه ضعيف عند العلماء'؟
وإن تعجب فعجب إثباته ولادة حكيم التي لم يستقم إسنادها، ولا اعترف بها مخالفوه واُمم من موافقيه، وعلى فرض وقوعها فقد ذكرنا في غير مورد من هذه الرسالة وذكر الصفوريّ الشافعيّ: 'أ نّها من الصدف التي لا تثبت فضيلة ولا تخرق عادة'.
ثمّ تضعيفه ولادة أمير المؤمنين التي أخبت بها أئمّة الحديث، وأثبتها نقلة التاريخ، وطفحت بها كتب الأنساب، ونظمتها الشعراء، وقال بها العلماء، وفيهم من ينفي أن يكون لغيره- صلوات اللَّه عليه- مولد في البيت، وهو ما ورد عن الحاكم: 'ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت اللَّه الحرام سواه'. وما عن البدخشيّ قوله: 'ولم يولد في البيت أحد سواه، قبلَه ولا بعدَه، وهي فضيلة خصّه اللَّه بها' وقد مرّ ما عن أبي داود البناكتي. وكلمة ابن الصبّاغ المالكيّ السابقة: 'ولم يولد في البيت الحرام قبلَه أحد سواه، وهي فضيلة خصّه اللَّه تعالى بها إجلالاً له، وإعلاءً لمرتبته، وإظهاراً لتكرمته'. وقول الدهلوي في "سير الخلفاء": أ نّه 'لم يتولّد أحد قبله في حصار البيت'. والآلوسيّ في أوليّات هذه الرسالة: 'ولم يشتهر وضعُ غيره كرّم اللَّه وجهه،كما اشتهر وضعه' يوعزإلى وهن حديث حكيم، وانحياز الشهرة عنه وقول الدهلويّ في "إزالة الخفاء": 'ولم يولد فيها أحدٌ سواه قبلَه ولا بعدَه'.
هذه كلمات بعض مهرة الفنّ وأئمّة النقل، وهنا يقول الشيخ: فلو كان يُقام لولادة حكيم في البيت وزن عند هؤلاء لما أطلقوا القول بمل ء الأفواه أنّ تلك خاصّة لأمير المؤمنين عليه السلام لا يشاركه فيها أحد، مع وقوفهم على أمر حكيم، وفيهم من أورد خبر ولادة حكيم في كتابه لكنّه غير آبهٍ به.
وقفة مع صاحب كتاب النور
- الزيارات: 3027