• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقدمة المؤلف

 الحقائق الواقعة، لا يمكن أن تزول عن واقعها مهما تركت وأهملت، أو تغافل عنها أحد أو غطيت، أو شوّهت صورتها، أو غيرت بزيادة أو نقصان، أو أخفيت لبرهة من الزمن عن الأنظار، أو غمّت لفترة عن الأفكار. فإنّها لم تزل ثابتة في صقعها، لا تزعزعها الأراجيف، لأنّ الشي ء ما لم يجب لم يوجد، وإذا وجد فهو واجب ثابت. وإذا كانت الحقيقة إلّا هيّة، أوجدتها الإرادة الربانية التي لابدّ أن تكون لحكمة، فإنّ تلك الحكمة تقتضي إثباتها وظهورها ولو بعد حين، وانتشارها واشتهار نبئها ولو بعد ستين. و 'مولد علي عليه السلام في الكعبة' من تلك الحقائق الراهنة، التي حصلت بإرادة ربانيّة.
وذلك باعتراف الكلّ، سواء من أهل الشرك قبل الإسلام، ومن أسلم بعد البعثة الشريفة، ممن عاصر الواقعة العظيمة، أو سمع وشاهد من عاصرها.
وفي مقدّمة الكل: أهل الوليد وذووه الذين هم الأعرف بما حصل له، وهم المسؤولون عنه، وهم المراجع المصدّقون في معرفة شؤونه.
وفي طليعة الجميع- مَن قَرُبَ وَمن بَعُد- هو النبيّ الأكرم محمد صلى الله عليه و آله، الذي بشّر بالوليد واستبشر به وأولاه غاية اهتمامه بشأنه، قبل ولادته، وحينها، وبعدها.
فالروايات المسندة المرفوعة عن الرسول صلى الله عليه و آله في أمر ولادة علي عليه السلام في الكعبة، مأثورة مشهورة، رواها من كبار الصحابة أمثال الصحابيّ الجليل جابر بن عبد اللَّه الأنصاري رضى الله عنه "ت". ورواها الأئمة من أهل البيت "الذين هم أدرى بما في البيت" عن آبائهم عليهم السلام. وتداول نبأ هذه الحقيقة الناصعة: الرواة، والمحدّثون، والنسابة، والمؤرخون، والاُدباء المؤلّفون. ودخل في حلبة الإعلان عند الشعراء الموالون لعليّ وآله منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر.
ابتهاجاً بهذه المكرمة العظيمة التي خصّ اللَّه جلّت آلاؤه بها وليد البيت مستضيفاً له في بيته الكريم، وأمام هذه الحقيقة الواقعة الثابتة، وقف ذوو الحقد منه موقف العداء واللؤم من أعداء الحق والصدق، من الفاسدين الذين لم يستضيؤوا بنور الإسلام، واستسلموا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم، لأ نّهم اُشربوا حبّ الأوثان في عروقهم، تلك التي رفضها الإسلام، وكسّرها الإمام، ليطهّر منها مولده المقدّس المبارك. فما كان منهم سوى المحاولات اليائسة، للتشويه على تلك الحقيقة الراهنة الناصعة، حيث لم يمكنهم- قطّ- إنكارها بصراحة، خوفاً من الفضيحة، وحذراً من أن تنكشف الأقنعة المزيفة التي تسلّلوا بها إلى المناصب والمقامات العالية باسم الدين وخلافة الرسول وسقاية الحاج وعمادة المسجد، وطبع المصحف وكتابته!
بينما هم يقتلون أهل الإيمان والدين، ويفتكون بعمار المساجد، ويحرقون المصاحف، ويمنعون السنّة ويحرقون كتبها ويحبسون رواتها.
ومن أجل ذلك، لجأوا إلى اُسلوب التزوير والجعل فافتعلوا ولادة اُخرى في البيت المكرّم، زعموا أ نّها كانت قبل الإسلام، في عصر الجاهلية، ولشخص ومن اُمّ من غير ذوي الشأن والمقام، في عصر ذلك الظلم الظلام. لبئت قصوا من قضية مولد الإمام، ويجعلوه أمراً غير ذي بال حصل لسائر العوام.
غير أن الزيف باد على تلك المزعومة، فسريعاً ما ينكشف الغطاء، ويذهب الزبد جفاءاً، لبعد أن حقّق العلماء بطلان تلك الدعوى، على غرابتها وانفراد راويها، وعدم وثاقته، وثبوت انحرافه عن عليّ وآله، وكون المتناقلين لها من السائرين وراء الأطماع في دوامة العبث الأموي، والأغراض الأميريّة التي ما فتئت تحرّف وتزيف ما لعليّ عليه السلام من الفضائل والأمجاد، وتفتعل مثالها لذويهم من أصحاب الجلود المنفوخة من الذين لا يملكون من الصلاح والمروءة نقيراً ولا قمطيراً. ومع أن تلك المزعومة الموضوعة لا تعادل ولا تقابل فضلاً أن تعارض أو تدافع حديث مولد الإمام علي عليه السلام في الكعبة، ذلك الحديث المسند المجمع على ثبوته وصحته، والذي انبرى المسلمون عامّة، بكل مذاهبهم وطوائفهم، لنقله وتثبيت ذكره وروايته، كما تشرّف الاُدباء والشعراء بنثره في روائعهم ونظمه في قصائدهم. فإنّ من المحققين من تصدّى لتلك المزعومة المقتعلة- حكاية اُم حكيم وحكيم- بالردّ والإبطال. ونقول: يكفي لاستبعادها والكشف عن بطلانها ما احتوت عليه من ذكر 'مثبرها' وثيابها التي طرحت 'لقى' وموضعها الذي طهر من أدناسها.وغير ذلك من آثار الرجس، التي تبرؤ الكعبة الشريفة- حتى عند الجاهلية- من التقرّب إليها، أو النسبة إليها.
بينما حقيقية 'مولد علي عليه السلام في الكعبة' منزّه عن كلّ ذلك الحديث، وتلك النسبة، بل ملؤه الطهر والنزاهة والطيب والحرمة والكرامة.
وأمّا ما يلوكه البعض من خبر تلك الاغلوطة فقد فنّده علماء الحديث والرجال، والمحققون في الأسانية، وأثبتوا زيفها وكذبها وأنهما من الموضوعات التي بثها بنو اُميّة.
ونحن في هذه المجموعة، حاولنا أن ندرج تحت عنوان 'وليد الكعبة' كلّ ما روي، أو اُلّف، أو قيل من نثر ونظم، منذ صدر الإسلام وإلى عصرنا الحاضر، حول هذه الحقيقة الثابتة الزاهية، وهذه المكرمة الربانية التي خصّ بها ربّ البيت وليد البيت.
وقد احتوى الكتاب على الأعمال والجهود السابقة: منها:
مجموعة 'مولد أمير المؤمنين عليه السلام نصوص مستخرجة من التراث الإسلامي' تحقيق الدكتور أحمد پاكتچي، نشر المؤسسة العالمية لنهج البلاغة، الطبعة الاُولى، قم، 1424 ه.
أورد فيها نصوصاً لأربع كتب منسوبة إلى:
1- وهب بن وهب القرشي المعروف بأبي البختري القاضي "ت 200 ه" باسم مولد أمير المؤمنين عليه السلام.
2- مولد أمير المؤمنين عليه السلام في البيت، للشيخ الصدوق القمي محمد بن علي بن الحسين بن بابويه "ت 381 ه".
3- مولد أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأبي العلاء العطار الهمداني الحسن بن أحمد بن الحسن "ت 569 ه".
4- جزء من مولد أمير المؤمنين عليه السلام، لأبي الحسن القمي، محمد بن أحمد بن علي بن شاذان "ت بعد 412 ه".
وقد اخترنا منها أفضل الروايات ونسبناها إلى أعلى رواتها كما تجد في الرسائل المرقمة "1 و 2 و 3". وألحق الدكتور پاكتچي ملحقاً جمع فيه 'روايات مختصرة في مولد أمير المؤمنين عليه السلام' أوردناه برقم "8" ومن ذلك كتاب 'عليٌّ وليد الكعبة' تأليف المحقّق الحجّة الشيخ محمّد عليّ الاُردوبادي الغروي "ت 1380 ه" أثبتناه كلّه برقم "4" معتمدين النسخة التي حقّقتها مؤسّسة 'البعثة' في قم وقد أكملنا ما حذفه الطابع، وهو مجموعة الأشعار الفارسيّة، فأثبتناها اعتماداً على الطبعة الأُولى للكتاب، التي قدم لها سبط المؤلّف، وطبعت بمطبعة النجف في النجف عام 1380 ه.

ومن ذلك ما قام به في الاستدراك والتعقيب على كتاب الاُردوبادي، عدّة من الاساتذة في مقالات، وهي:
1- مقالة الاُستاذ شاكر شَبَع النجفي، المنشورة في مجلة "تراثنا".
2- مقالة الاُستاذ علي موسى الكعبي،المنشورة في مجلة "علوم الحديث".
3- مقالة الاُستاذ محمّد سليمان، المنشورة في مجلة "ميقات الحجّ". فأوردناها بالأرقام "5 و 6 و 7".
ومن ذلك كتاب 'مولود جناب علي' للشاعر التركي سليمان جلال الدين، المطبوع في تركيا عام 1308 ه، أوردناه برقم "9".
وقد جعلنا 'مسك ختامه' ما وقفنا عليه من مستدركات فاتت السابقين من نصوص تاريخيّة وتصريحات أعلام النسب والأدب من منثور ومنظوم بالعربيّة والفارسيّة، وكذلك ما تأخّر تأليفه ونظمه من أعمال المعاصرين، فأوردناه برقم "10". وليس رائدنا في هذا العمل سوى تخليد هذه الكرامة العظمى، لصاحب الإمامة الكبرى أمير المؤمنين عليه السلام وتجديد ذكراها، وإبرازاً للولاء لعليّ وآله الأئمّة الأولياء، أملاً في الحشر مع مواليهم ومحبّيهم في الدنيا، وتحت لوائهم في يوم الجزاء والحمد للَّه أولاً وآخراً وصلّى اللَّه على محمد وآله الأطهار.
حرّر في الرابع من ربيع الأوّل عام 1425 ه في قم المقدّسة. وكتب السيّدمحمّدرضاالحسينيّ الجلاليّ


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page