كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى جرير وجواب معاوية
انتظر الإمام علي (عليه السلام) رجوع جرير من الشام وجواب معاوية معه، إذ كما عرفت أنّ معاوية راوغ وخادع واجتمع بأهل المكر والخداع من زمرته، ولم يردّ جواباً، فكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) كتاباً إلى جرير جاء فيه: «أمّا بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل ، وخذه بالأمر الجزم، ثمّ خيّره بين حرب مجلية أو سلم محظية، فإن اختار الحرب فانبذ له... وإن اختار السلم فخذ بيعته».
ولمّا وصل الكتاب إلى جرير أقرأه معاوية. فقال معاوية: ألقاك بالفيصل أوّل مجلس... ولمّا بايعه أهل الشام... قال: يا جرير الحق بصاحبك وكتب إليه بالحرب [1] .
ثمّ إنّ علياً (عليه السلام) أجاب على كتاب معاوية ، وتوالت الكتب بين الإمام (عليه السلام) ومعاوية، وأراد من خلالها أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع الكلمة ، والنهي عن إشعال الفتنة وشقّ عصا المسلمين، ولكن معاوية تمادى في غيّه، وأخذ منه الشيطان مأخذه فجرى منه مجرى الدم في العروق فتآمر مع زمرته الضالة كعمرو بن العاص ومروان بن الحكم وبسر بن ارطاة ومَن كان على شاكلتهم لمحاربة أمير المؤمنين (عليه السلام) [2] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر كتاب صفين لنصر بن مزاحم: 43، تاريخ الطبري 3: 561.
[2] انظر أعيان الشيعة 1: 470 ـ 471، وكتاب صفّين لنصر بن مزاحم 1: 61ـ 64 وغيرهما.