طباعة

استمالة معاوية لعمرو بن العاص وشرحبيل بن السمط الكندي

 

 

استمالة معاوية لعمرو بن العاص وشرحبيل بن السمط الكندي

كتب معاوية إلى عمرو بن العاص ـ وكان في فلسطين ـ أخبره بوصول كتاب الإمام يطالب به بالبيعة، وطلب منه القدوم إليه لأجل المذاكرة، فدخل عليه عمرو ـ وكان محبّاً للدنيا وشهواتها راغباً في الإمارة والولاية ، وخصوصاً ولاية مصر التي مكث فيها زماناً أيّام ولايته عليها ـ وبعد محاورات متعددة ، ولقاءات كثيرة بينهما تمّت الصفقة بينهما فأعطى معاوية مصر طعمة لعمرو بن العاص ، وكتب له بذلك كتاباً ، وأعطى عمرو دينه إلى معاوية فيعينه على محاربة أمير المؤمنين (عليه السلام).

وكتب معاوية إلى شرحبيل بن السمط الكندي ـ وهو عدو لجرير بن عبد الله البجلي مبعوث أمير المومنين (عليه السلام) وهو رأس أهل الشام ـ أنّ جرير بن عبد الله قدم علينا من عند عليّ بن ابي طالب بأمر فظيع، فاقدم... فدخل عليه ، فقال له معاوية : يا شرحبيل إنّ جرير بن عبد الله يدعونا إلى بيعة عليّ، وعلي خير الناس لولا أنّه قتل عثمان، وحبست نفسي عليك، وإنّما أنا رجل من أهل الشام أرضى ما رضوا ، واكره ما كرهوا... فقال شرحبيل: أخرج فأنظر.

فخرج فلقيه جماعة أمرهم معاوية أن يخبروه بأنّ عليّاً قتل عثمان، وفعلوا ، فرجع إلى معاوية غاضباً وقال له: يا معاوية أبى الناس إلاّ أنّ عليّاً قتل عثمان والله لئن بايعت له لنخرجّنك من الشام أو لنقتلنّك.

ثم جعل شرحبيل يستنهض مدائن الشام حتّى استفرغها [1] .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر: تاريخ اليعقوبي 2: 175، وكتاب صفّين لنصر بن مزاحم: 28، وما بعدها ، والإمامة والسياسة 1: 97 وما بعدها.