مسير عائشة إلى البصرة
اجتمع رأي عائشة وطلحة والزبير على الذهاب إلى البصرة لحرب عليّ (عليه السلام)، واستنفروا الناس وأغروهم بالأموال ، فالتحق بهم كلّ طامع في حطام الدنيا، ومَن ظن أنّ النصر سيكون حليفهم ، إضافة إلى أتباع الحزب الاُموي ، والحاقدين على أمير المؤمنين (عليه السلام).
ومدّهم عبد الله بن عامر بمال كثير ، حيث أنّه كان والياً على البصرة لعثمان بن عفان، وكذلك يعلى بن منبه الذي جاءهم من اليمن ومعه ستمائة بعير، وستمائة ألف درهم.
ولمّا اجتمع للقوم ما أرادوا من عدّة وعدد نادى مناديهم مؤذناً بالمسير للحرب والتوجّه إلى البصرة . وطلبوا لعائشة بعيراً قوي البنية عظيم الجثة كي يحمل هودجها المتقن، فجاءهم يعلي بن اُمية ببعيره المسمّى «عسكراً»، وكان عظيم الخلق شديداً. ثم توجّهوا إلى البصرة وقد حملوا ستمائة على ستمائة بعير، وساروا في ألف، وقيل: في تسعمائة من أهل المدينة ومكّة ولحقهم الناس فكانوا في ثلاثة آلاف رجل.