• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في تزويج رسول الله إياه فاطمة

356 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد ابن الحسن قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي عليه السلام قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت لي مولاة لي: هل علمت ان فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: لا. قالت: قد خطبت. فما يمنعك ان تأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: انك ان جئت رسول الله صلى الله عليه وآله، زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه، أفحمت فوالله ما استطعت ان اتكلم فقال رسول الله: ألك حاجة؟ فسكت فقال: ما جاء بك، ألك حاجة؟ فسكت. فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم فقال وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله، يا رسول الله، قال: ما فعلت بدرع سلحتكها؟ والذي نفسي بيده، انها لحطمية، ما ثمنها الا أربعمائة درهم قلت: عندي فقال: قد زوجتكها بها فابعث إليها بها فاستحلها بها فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.

**********
وللحديث صورة اخرى اورده ابن المغازلي في مناقبه: 350.

357 ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر العطار، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الدقاق حدثنا علي بن محيا، حدثني عبد الملك بن حباب بن عمر بن يحيى بن معين، حدثنا محمد بن دينار من أهل الساحل الدمشقي، حدثنا هشيم، عن يونس، عن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فغشيه الوحى فلما أفاق، قال لي: يا أنس، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ قال: قلت الله ورسوله اعلم قال: أمرني ان ازوج فاطمة من علي، فانطلق فادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير، وبعددهم من الانصار، قال فانطلقت فدعوتهم له، فلما ان أخذوا مجالسهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في ارضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه، واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد، ثم ان الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وامراً مفترضا وشج بها الارحام والزمها الانام فقال تبارك اسمه وتعالى جده: 'وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديراً' الفرقان: 54.
فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره فلكل قضاء قدر ولكل قدر اجل، ولكل أجل كتاب 'يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب'
اقتباس من الآية '39' من سورة الرعد. ثم إني أشهدكم إني زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة، ان رضي بذلك علي وكان غائبا، بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بطبق فيه بسر، فوضع فيما بين ايدينا فقال: انتهبوا. فبينا نحن كذلك إذ اقبل علي عليه السلام فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي، ان الله أمرنى ان ازوجك فاطمة وقد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة، ارضيت؟ فقال: قد رضيت يا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قام علي فخر لله ساجداً شكرا فقال النبي صلى الله عليه وآله: جعل الله فيكما الكثير الطيب وبارك الله فيكما، قال أنس: فوالله لقد اخرج الله منهما الكثير الطيب.

**********
روى الكنجي في كفاية الطالب: 297 وروى نظيره الجويني في فرائد السمطين 1: 89.

358 ـ وأخبرني الامام الكيا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرني أبو على الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ ـ في حلية الأولياء ـ، عن محمد بن عمر بن سلم، عن محمد بن عمر بن خالد السلقى، عن أبيه عن محمد بن موسى، عن الثوري، عن الاعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود 'رض' قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين، لما اراد الله ان املكك من على أمر الله جبرئيل عليه السلام فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم، فزوجك من علي، ثم امر الله شجر الجنان، فحملت الحلى والحلل، ثم امرها فنثرت على الملائكة، فمن اخذ منهم شيئا اكثر مما اخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة.

**********
رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4: 128.

359 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرنا محمود بن اسماعيل بن محمد بن محمد الاصبهاني، أخبرنا
أحمد بن محمد بن الحسين التأني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا اسحاق بن ابراهيم الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن يحيى ابن العلا البجلي، عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله فلا يذكرها احد الا صد عنه حتى يئسوا منها، فلقى سعد بن معاذ عليا فقال: إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وآله يحبسها إلا عليك، فقال له علي عليه السلام: فلم ترى ذلك؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا، يلتمس ما عندي وقد علم مالى صفراء ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الذي يترقق بها عن دينه يعنى يتألفه. أني لأول من اسلم.
قال سعد: فاني اعزم عليك لتفرجنها عنى فان لي في ذلك فرحا قال: فأقول ماذا؟ قال تقول: جئت خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد قال: فانطلق علي عليه السلام فعرض للنبي صلى الله عليه وآله وهو يقيل |على| حصير فقال له النبي صلى الله عليه وآله: كان لك حاجة يا علي؟ قال: أجل، جئتك خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: مرحبا ـ بكلمة ضعيفة ـ ثم سكت |فجاء علي عليه السلام فأخبر سعد| فقال سعد: انكحك، والذي بعثه بالحق انه لا خلف الآن ولا كذب عنده. اعزم عليك لتأتينه غداً ولتقولن يا نبي الله متى تبنيني .
متى تبنيني: متى تدخلني على زوجتي وحقيقته متى تجعلني أبتني بزوجتي ـ النهاية قال علي: هذه ـ والله ـ أشد علي من الاولى، أو لا أقول يا رسول الله حاجتى؟ قال قل كما امرتك، فانطلق علي عليه السلام فقال: يا رسول الله متى تبنيني؟ قال الليلة ان شاء الله، ثم دعا بلالا فقال: يا بلال، إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب أن يكون من سنتي، الطعام عند النكاح، فأت الغنم فخذ شاة وأربعة امداد أو خمسة فاجعل لي قصعة لعلّي اجمع عليها المهاجرين والانصار فإذا فرغت منها، فاذني بها، فانطلق ففعل ما امر به ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله في رأسها ثم قال ادخل الناس علي زفة زفة .
الزفة: الزمرة. ولا تغادر زفة إلى غيرها ـ يعنى إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يزفون، كل ما فرغت زفة، وردت اخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وآله إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال: يا بلال احملها إلى امهاتك وقل لهن: كلن واطعمن من غشيكن، ثم ان النبي صلى الله عليه وآله قام حتى دخل على النساء فقال: اني قد زوجت ابنتى ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وانا دافعها إليه الآن فدونكن ابنتكن، فقامت النساء فغلفتها من طيبهن وحليهن، ثم ان النبي قام حتى دخل فلما رأته النساء، وثبن، وبينهن وبين النبي سترة، وتخلفت اسماء بنت عميس، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله: كما أنت على رسلك. من أنت؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك. ان الفتاة |ليلة يبنى بها| لابد لها من امرأة تكون قريبة منها، ان عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً، افضت بذلك إليها قال: فانى اسأل إلهى ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم، ثم صرخ بفاطمة فاقبلت، فلما رأت عليا عليه السلام جالسا إلى جنب النبي حصرت وبكت، فاشفق النبي صلى الله عليه وآله ان يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال النبي: ما يبكيك فما آلوتك في نفسي فقد اصبت لك خير أهلى، وايم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين فلان منها وقال: يا أسماء آتيني بالمخضب واملئيه ماء، فآتت اسماء بالمخضب وملأته ماء فمج النبي فيه وغسل فيه وجهه وقدميه، ثم دعا بفاطمة فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها، وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال: أللهم انها مني واني منها، أللهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتني فطهرها، ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال: قوما إلى بيتكما، جمع الله بينكما وبارك في سركما واصلح بالكما، ثم قام فأغلق عليه بابه بيده.
قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس: انها رمقت .
رمقته ببصرى ورامقته: إذا أتبعته بصرك تتعهده وتنظر إليه وترقبه ـ لسان العرب. رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يزل يدعو لهما خاصة ولم يشركهما في دعائه احداً حتى توارى في حجرته.

**********
رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 2: 75 ورواه ايضاً الحافظ الكنجي في كفاية الطالب: 304.

360 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الهمداني هذا والامام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي، قالا أنبأنا الشريف الامام الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي، عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، حدثنى القاضي المعافى بن زكريا، عن الحسن بن علي العاصمي، عن صهيب بن عباد بن صهيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: بينا رسول الله في بيت ام سلمة، إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً في كل رأس الف لسان، يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى، راحته أوسع من سبع سموات وسبع ارضين، فحسب النبي صلى الله عليه وآله انه جبرئيل فقال يا جبرئيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قط؟ قال: ما انا جبرئيل، انا صرصائيل، بعثني الله اليك لتزوج النور من النور فقال النبي صلى الله عليه وآله: من ممن؟ قال ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام فزوج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة من علي بشهادة ميكائيل وجبرئيل وصرصائيل قال: فنظر النبي فإذا بين كتفي صرصائيل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب مقيم الحجة فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا صرصائيل منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل ان يخلق الله الدنيا باثنتى عشرة الف سنة.

**********
كتاب مائة منقبة لابن شاذان: 35 ح: 15 ورواه ايضا ابن المغازلي في مناقبه: 344.

361 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ـ هذا ـ حدثنا إبراهيم بن محمد المذاري المذار، بالفتح وآخر راء: بلده في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة نحو من اربعة ايام وبها مشهد عظيم به قبر عبد الله بن أبي طالب مراصد الاطلاع. الخياط، عن أحمد بن محمد بن سعيد الرفاء البغدادي في طريق مكة، عن أحمد بن عليل عن ابن داود بن عبد الله الانصاري، عن موسى بن على القرشي، عن قنبر بن أحمد بن كعب ابن نوفل، عن بلال بن حمامة قال: طلع علينا النبي ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام عبد الرحمان بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ فقال: بشارة أتتنى من ربي في أخي وابن عمي وابنتي، ان الله تعالى زوج فاطمة من على وامر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاقا يعنى صكاكا .
الصكاك جمع الصك: الحوالة. بعدد محبى أهل بيتي وانشأ من تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا فإذا استوت القيامة باهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى محباً لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا، فيه فكاكه من النار بأخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار.

**********
تاريخ بغداد 4: 210 ـ اسد الغابة 1: 206.

362 ـ وأخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلى من همدان ـ اخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا أبو طاهر، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن علي العاصمي باصبهان، حدثنا المفضل بن محمد ابن اخت عبد الرزاق،
أخبرنا توبة بن علوان البصري، حدثني شعبة، عن أبي حمزة في |و|: شعبة بن ابي حمزة. عن ابن عباس قال: لما ان كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وآله قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها، وسبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.

**********
تاريخ بغداد 5: 7 ـ ذخائر العقبى: 32 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1: 96.

363 ـ وأخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر الطائي، حدثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتانى ملك فقال: يا محمد ان الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول: قد زوجت فاطمة من علي، فزوجها منه وقد أمرت شجرة طوبى ان تحمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منهما ولدان، سيدا شباب أهل الجنة .
في المخطوطتين: سيد كهول اهل الجنة وهو خطأ فاحش. وبهم يزين أهل الجنة، فابشر يا محمد فانك خير الأولين والآخرين.

**********
رواه المحب الطبري أيضا في ذخائر العقبى: 32.

364 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي أبن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري وأبو القاسم
هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين في |و|: الحسين. قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي اذنا، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي ـ قراءة علينا من لفظه ومن كتابه ـ حدثنا الحسن بن محمد الصفار الضرير، حدثنا عبد الوهاب بن جابر، حدثنا محمد بن عمير، عن أيوب، عن عاصم الاحول، عن ابن سيرين، عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما ادركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النساء، خطبها اكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال، وكان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله اعرض رسول الله عنه بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه ان رسول الله ساخط عليه، أو قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وحى من السماء، ولقد خطبها من رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر الصديق فقال له رسول الله: يا أبا بكر امرها إلى ربها، وخطبها بعد أبي بكر عمر ابن الخطاب فقال له كمقالته لابي بكر، وان أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري، ثم الأوسي فتذاكروا أمر فاطمة بنت رسول الله فقال أبو بكر: لقد خطبها من رسول الله الاشراف فردهم رسول الله وقال: امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها، زوجها، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وانه ليقع في نفسي ان الله ورسوله إنما يحبسانها عليه، قال ثم اقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال: هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى تذكرا له هذا، فان منعه منه قلة ذات اليد، واسيناه واسعفناه، فقال له سعد بن معاذ: وفقك الله يا ابا بكر فما زلت موفقاً، قوموا بنا على بركة الله ويمنه.
قال سلمان الفارسي: فخرجوا من المسجد فالتمسوا علياً في منزله فلم يجدوه وكان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الانصار باجرة فانطلقوا نحوه فلما رآهم نظر إليهم علي عليه السلام، قال: ما وراكم وما الذي جئتم له؟ فقا له أبو بكر: يا أبا الحسن انه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله ابنته فاطمة فردهم وقال: امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها، زوجها، فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله وتخطبها منه؟ فاني ارجو أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي بالدموع وقال: يا أبا بكر لقد هيجت منى ما كان ساكنا وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا وبالله ان فاطمة لرغبتي وما مثلي يقعد عن مثلها غير اني يمنعني من ذلك قلة ذات اليد، فقال له أبو بكر: لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور، قال ثم ان علي بن أبي طالب عليه السلام حل عن ناضحه واقبل يقوده إلى منزله فشده فيه واخذ نعله وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فكان رسول الله في منزل زوجته أم سلمة بنت أبي امية بن المغيرة المخزومي، فدق علي بن أبي طالب الباب .
فقالت أم سلمة: من بالباب؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ان يقول علي، أنا علي ـ قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب ومريه بالدخول، فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما، قالت أم سلمة: فقلت فداك أبي وأمي ومن هذا الذي تذكر فيه هذا وانت لم تره؟ فقال مه يا أم سلمة، هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق، هذا اخي وابن عمي واحب الخلق الي قالت ام سلمة: فقمت مبادرة، اكاد أن أعثر بمرطى،
المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان يؤتزر به وتتلفع به المرأة ـ المعجم الوسيط. ففتحت الباب فإذا انا بعلي بن أبي طالب عليه السلام، والله ما دخل حين فتحت له حتى علم اني قد رجعت إلى خدري، قالت ثم انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال النبي: وعليك السلام يا ابا الحسن، اجلس، قالت أم سلمة: فجلس علي بن أبي طالب عليه السلام بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يطرق إلى الارض كأنه قصد لحاجة وهو يستحيي ان يبديها لرسول الله فهو مطرق إلى الارض حياء من رسول الله فقالت أم سلمة: فكأن النبي صلى الله عليه وآله علم ما في نفس على فقال له: يا أبا الحسن، إنى أرى انك أتيت لحاجة فقل حاجتك وابد ما في نفسك، فكل حاجة لك عندي مقضية؟ قال علي ابن أبي طالب: فقلت فداك أبي وامي انك تعلم انك أخذتنى من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي، لا عقل لي فغذيتني بغذائك وأدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة، وان الله عزوجل هداني بك وعلى يديك وأستنقذني مما كان عليه آبائي .
كلمة 'آبائى' زيادة سهوية أو مقحمة فان آباء أمير المؤمنين عليه السلام هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وقد اجمعت الامامية على طهارتهم من الشرك وكثير من غيرهم ايضاً قائلون بذلك ولهم فيه مؤلفات وراجع تفاسيرهم في قوله تعالى: 'وتقلبك في الساجدين' الشعراء: 219. وأعمامي من الحيرة والشرك وانك والله يا رسول الله صلى الله عليه وآله ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما قد شد الله من عضدي بك ان يكون لي بيت وان تكون لى زوجة اسكن إليها، وقد أتيتك خاطباً راغباً اخطب اليك ابنتك فاطمة فهل أنت مزوجني يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قالت ام سلمة: فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتهلل فرحا وسرورا ثم تبسم في وجه علي عليه السلام وقال له: يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به؟ فقال له علي: فداك أبي وامي، والله ما يخفى عليك من أمرى شيء، أملك سيفي ودرعي وناضحي، ما أملك شيئا غير هذا، فقال له رسول الله: يا علي أما سيفك فلا غناء بك عنه. تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به اعداء الله، وناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك يا أبا الحسن أأبشرك؟ قال علي عليه السلام فقلت: نعم فداك أبي وامي يا رسول الله، بشرني فانك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الامر صلى الله عليك فقال لي رسول الله: أبشر يا ابا الحسن فان الله عزوجل قد زوجكها في السماء من قبل ان ازوجكها في الارض ولقد هبط علي في موضعي من قبل ان تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى، واجنحة شتى، لم ار قبله من الملائكة مثله فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته ابشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل فقلت: وما ذاك أيها الملك؟ فقال يا محمد انا سيطائيل الملك الموكل باحدى قوائم العرش سألت ربي عزوجل ان يأذن لي في بشارتك، وهذا جبرئيل في اثرى يبشرك عن ربك عزوجل بكرامة الله عزوجل قال النبي فما استتم الملك كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبي الله ثم انه وضع في يدى حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيها سطران مكتوبان بالنور، فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط؟ فقال جبرئيل: يا محمد ان الله اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارك من خلقه وابتعثك برسالاته ثم اطلع إلى الارض ثانية فاختار لك منها اخاً ووزيراً وصاحبا وختناً، فزوجه ابنتك فاطمة فقلت حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل؟ فقال لي: يا محمد أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب، وان الله اوحى إلى الجنان ان تزخرفي فتزخرفت والى شجرة طوبى ان احملي الحلي والحلل فحملت شجرة طوبى الحلي والحلل وتزخرفت الجنان وتزينت الحور العين وامر الله الملائكة ان تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور، قال فهبطت الملائكة: ملائكة الصفيح الأعلى وملائكة السماء الخامسة إلى السماء الرابعة وزقت ملائكة السماء الدنيا وملائكة السماء الثانية وملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة وأمر الله عزوجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علمه الله الاسماء وعرضهم على الملائكة وهو منبر من نور فأوحى الله عزوجل إلى ملك من ملائكة حجبه ـ يقال له راحيل ـ: ان يعلو ذلك المنبر وان يحمده بمحامده وان يمجده بتمجيده وان يثنى عليه بما هو أهله وليس في الملائكة كلها احسن منطقاً ولا أحلى لغة من راحيل الملك، فعلا الملك راحيل المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه واثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحا وسرورا قال جبرئيل: ثم اوحى إلي: ان اعقد عقدة النكاح فانى قد زوجت امتى فاطمة ابنة حبيبي محمد من |عبدى| علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح واشهدت على ذلك الملائكة اجمعين وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة، وقد امرني ربي ان اعرضها عليك وان اختمها بخاتم مسك أبيض وان ادفعها إلى رضوان خازن الجنان وان الله عزوجل لما ان اشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام ملائكته امر شجرة طوبى ان تنثر حملها وما فيها من الحلى والحلل، فنثرت الشجرة ما فيها والتقطته الملائكة والحور العين وان الحور ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة، يا محمد وان الله امرني ان آمرك أن تزوج عليا في الارض فاطمة وان تبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طيبين طاهرين فاضلين، خيرين في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن فوالله ما خرج ملك من عندي حتى دققت الباب ألا وإني منفذ فيك امر ربي، امض يا أبا الحسن امامي فاني خارج إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك واعين محبيك في الدنيا والآخرة قال علي بن أبي طالب: فخرجت من عند رسول الله مسرعا وانا لا اعقل فرحا وسرورا فاستقبلني أبو بكر وعمر وقالا لي: ما وراك يا أبا الحسن؟ فقلت زوجني رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة وأخبرني ان الله عزوجل زوجنيها في السماء، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله خارج في أثرى ليظهر ذلك بحضرة الناس، ففرحا بذلك فرحا شديداً ورجعا معي إلى المسجد فوالله ما توسطناه حيناً، حتى لحق بنا رسول الله وان وجهه ليتهلل سرورا وفرحا.
وقال اين بلال بن حمامة؟ فأجابه مسرعاً بلال وهو يقول: لبيك، لبيك يا رسول الله فقال له رسول الله: اجمع لي المهاجرين والانصار، فانطلق بلال لامر رسول الله وجلس رسول الله صلى الله عليه وآله قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ثم رقى على درجة من المنبر، فحمد الله واثنى عليه وقال: معاشر المسلمين، ان جبرئيل عليه السلام اتانى آنفا فاخبرني عن ربى عزوجل بانه جمع الملائكة عند البيت المعمور وانه أشهدهم جميعاً أنه زوج امته فاطمة بنت رسوله محمد، من عبده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمرني ان ازوجه في الارض واشهدكم على ذلك ثم جلس وقال لعلي عليه السلام: قم يا أبا الحسن فاخطب انت لنفسك قال فقام فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي وقال: الحمد لله شكراً لانعمه واياديه ولا إله إلا الله، شهادة تبلغه وترضيه وصلى الله على محمد، صلاة تزلفه وتحظيه، والنكاح مما امر الله عزوجل به ورضيه ومجلسنا هذا مما قضاه الله ورضيه واذن فيه وقد زوجنى رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك فسلوه واشهدوا فقال المسلمون لرسول الله: زوجته يا رسول الله؟ فقال رسول الله: نعم، فقال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ازواجه فامرهن أن يدففن لفاطمة، فضربن ازواج النبي صلى الله عليه وآله على رأس فاطمة عليها السلام بالدفوف: قال علي بن أبي طالب: واقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك واتنى بثمنه حتى اهيئ لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما، قال علي عليه السلام: فاخذت درعى فانطلقت به إلى السوق فبعته باربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان فلما ان قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال لي: يا أبا الحسن الست اولى بالدرع منك وأنت اولى بالدراهم مني؟ فقلت: نعم قال فان الدرع هدية مني اليك قال فاخذت الدرع والدراهم واقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فطرحت الدرع والدراهم بين يديه واخبرته بما كان من امر عثمان فدعا له النبي صلى الله عليه وآله بخير وقبض رسول الله قبضة ودعا بأبي بكر فدفعها إليه وقال: يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها وبعث معه سلمان الفارسي وبلال بن حمامة ليعيناه على حمل ما يشترى به.
قال أبو بكر: وكانت الدراهم التي دفعها إلى رسول الله ثلاثة وستين درهما قال: فانطلقت إلى السوق فاشتريت فراشا من خيش .
نسج خش من الكتان. مصر محشواً بالصوف ونطعا من أدم ووسادة من أدم محشوة ليف النخل وعباءة خيبرية وقربة للماء ـ وقلت هي خادم البيت ـ وكيزاناً وجراراً ومطهرة للماء وستر صوف رقيق وحملت انا بعضه وسلمان بعضه وبلال بعضه واقبلنا به فوضعناه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر إليه بكى وجرت دموعه على لحيته ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف. قال علي بن أبي طالب عليه السلام: ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله باقى ثمن الدرع إلى ام سلمة وقال ارفعى هذه الدراهم عندك ومكثت بعد ذلك شهراً، لا اعاود رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر فاطمة بشيء استحياء من رسول الله صلى الله عليه وآله غير اني إذا خلوت برسول الله صلى الله عليه وآله، قال لي: يا أبا الحسن ما احسن زوجتك واجملها. أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين. قال علي: فلما كان بعد شهر، دخل علي أخي عقيل فقال: والله يا أخي، ما فرحت بشيء قط كفرحي بتزويجك فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله يا أخي، فما بالك لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ان يدخلها عليك فتقر أعيننا باجتماع شملكما؟ فقلت: والله يا اخي اني لأحب ذلك ومايمنعني أن اسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الا حياء منه فقال: اقسمت عليك، إلا قمت معي تريد رسول الله صلى الله عليه وآله فلقيتنا في الطريق ام أيمن ـ مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله ـ فذكرنا ذلك فقالت: لا تفعل يا أبا الحسن، ودعنا نحن نكلم في هذا، فان كلام النساء في هذا الأمر احسن وأوقع في قلوب الرجال، قال ثم انثنت راجعة فدخلت على ام سلمة بنت أبي امية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وآله فأعلمتها بذلك واعلمت نساء رسول الله صلى الله عليه وآله جميعاً فاجتمعت امهات المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وكان في بيت عائشة بنت أبي بكر فاحدقن به وقلن: فديناك بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله قد اجتمعنا لأمر لو ان خديجة في الاحياء، لقرت بذلك عينها، قالت ام سلمة: فلما ذكرنا 'خديجة' بكى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: 'خديجة' واين مثل 'خديجة'، صدقتني حين كذبني الناس وآزرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها، ان الله عزوجل أمرني ان أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد، لا صخب فيه ولا نصب .
القصب: قال ابن الاثير في النهاية: "4: 67" القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف كالقصر المنيف الصخب: الصياح والجلبة وشدة الصوت واختلاطه. قالت ام سلمة: فقلنا فديناك بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله انك لم تذكر من خديجة أمراً إلا وقد كانت كذلك، غير انها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنته ورحمته ورضوانه يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب عليه السلام يحب ان تدخل زوجته فاطمة وتجمع بها شمله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ام سلمة فما بال علي لا يسألني ذلك؟ قلت يمنعه من ذلك الحياء منك يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قالت ام أيمن: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يا ام أيمن: انطلقي إلى على فأتيني به فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا انا بعلي ينتظرني ليسألنى عن جواب رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رأني، قال: ما وراك يا ام أيمن؟ قلت: اجب رسول الله صلى الله عليه وآله، قال على: فدخلت عليه وهو في حجرة عائشة وقمن ازواجه فدخلن البيت واقبلت فجلست بين يدي رسول الله مطرقا نحو الارض، حياء منه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أتحب ان تدخل عليك زوجتك؟ فقلت ـ وانا مطرق ـ نعم فداك أبي وامي، فقال نعم وكرامة يا أبا الحسن ادخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد ان شاء الله، فقمت من عنده فرحا مسروراً وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ازواجه ليزين فاطمة وليطيبنها ويفرشن لها بيتا حتى يدخلها على بعلها علي، ففعلن ذلك وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من الدراهم التي دفعها إلى ام سلمة من ثمن الدرع عشرة دراهم فدفعها إلى علي ثم قال: اشتر تمراً وسمناً وإقطاً، قال علي: فاشتريت بأربعة دراهم تمراً، وبخمسة دراهم سمنا وبدرهم إقطا، واقبلت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فحسر النبي عن ذراعيه ودعا بسفرة من ادم وجعل يشدخ .
الشدخ: كسر الشيء الاجوف النهاية. التمر بالسمن وجعل يخلطه بالاقط حتى اتخذه حيسا .
الحيس: تمر واقط وسمن، تخلط وتعجن وتسوى كالثريد ـ المعجم الوسيط. ثم قال لي: يا علي ادع من احببت فخرجت إلى المسجد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله متوافرون فقلت: أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقام القوم بأجمعهم وأقبلوا نحو النبي صلى الله عليه وآله فدخلت على رسول الله فأخبرته ان القوم كثير، فجلل رسول الله صلى الله عليه وآله السفرة بمنديل ثم قال: ادخل علي عشرة بعد عشرة، ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص ما عليها، حتى لقد أكل من الحيس تسعمائة رجل وامرأة، كل ذلك ببركة كف رسول الله صلى الله عليه وآله، قالت ام سلمة: ثم دعا النبي بابنته فاطمة ودعا بعلي فأخذ عليا بيمينه وأخذ فاطمة بشماله فجمعهما إلى صدره فقبل بين أعينهما ودفع فاطمة إلى علي عليه السلام وقال: يا علي نعم الزوجة، زوجتك ثم اقبل على فاطمة فقال لها: يا فاطمة نعم البعل بعلك، ثم قام معهما يمشي بينهما حتى ادخلهما بيتهما الذي هيأ لهما، ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتى الباب وقال: طهركما الله وطهر نسلكما، انا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما، استودعكما الله واستخلفه عليكما قال علي عليه السلام: ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا، فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا صلى الله عليه وآله ليدخل علينا فصادف في حجرتنا اسماء بنت عميس الخثعمية فقال لها: ما يوقفك هاهنا وفي الحجرة رجل؟ فقالت له: فداك أبي وامي ان الفتاة إذا زفت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعهدها وتقوم بحوائجها فاقمت هاهنا لأقضى حوائج فاطمة واقوم بأمرها فتغرغرت عينا رسول الله بالدموع وقال: يا اسماء، قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة قال علي عليه السلام: وكانت غداة قرة وكنت انا وفاطمة تحت العباء، فلما سمعنا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لأسماء، ذهبنا لنقوم فنظر الينا رسول الله فقال: سألتكما بحقى عليكما لا تفترقا حتى ادخل عليكما، فرجع كل واحد منا إلى صاحبه ودخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقعد عند رؤوسنا وادخل رجليه فيما بيننا فأخذت رجله اليمنى وضممتها إلى صدري وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها وجعلنا ندفئ رجلى رسول الله صلى الله عليه وآله من القر حتى إذا دفئت رجله قال لي: يا علي آتني بكوز من ماء فأتيته بكوز من ماء فتفل فيه ثلاثاً وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل وقال: يا علي اشربه واترك منه قليلاً ففعلت ذلك، فرش رسول الله صلى الله عليه وآله باقي الماء على رأسي وصدري وقال: اذهب الله عنك الرجس يا أبا الحسن وطهرك تطهيرا، ثم قال أتنى بماء جديد فتفل فيه ثلاثاً وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل ودفعه إلى ابنته فاطمة وقال: اشربي هذا الماء وأتركي منه قليلاً، ففعلت ذلك فاطمة ورش النبي صلى الله عليه وآله باقي الماء على رأسها وصدرها وقال أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا وأمرني بالخروج عن البيت وخلا بابنته وقال: كيف أنت يا بنية وكيف رأيت زوجك؟ قالت: يا ابة، خير زوج إلا انه دخل علي نساء قريش وقلن لي: زوجك رسول الله صلى الله عليه وآله من رجل فقير، لا مال له فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير، ولقد عرضت علي خزائن الارض من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عزوجل. لو تعلمين ما يعلم ابوك لسمجت الدنيا في عينك والله يا بنية ما آلوتك نصحا ان زوجتك اقدمهم سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما، يا بنية ان الله عزوجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فأختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك، يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصين له أمراً، ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فقلت لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ادخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها فان فاطمة بضعة منى، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها، استودعكما الله واستخلفه عليكما قال علي عليه السلام: فوالله ما اغضبتها ولا اكرهتها من بعد ذلك على امر حتى قبضها الله عزوجل إليه ولا اغضبتني ولا عصت لى امراً، ولقد كنت انظر إليها فتكشف عني الغموم والاحزان بنظري إليها قال علي عليه السلام: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله لينصرف فقالت له فاطمة: يا ابة لا طاقة لي بخدمة البيت، فاخدمني خادما يخدمني ويعينني على امر البيت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة أيما احب اليك، خادم أو خير من الخادم؟ فقال على: فقلت: قولى خير من الخادم، فقالت: يا ابة خير من الخادم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: تكبرين الله في كل يوم اربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة، وتسبحينه ثلاثاً وثلاثين مرة فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان؛ يا فاطمة انك ان قلتها في صبيحة كل يوم، كفاك الله ما اهمك من امر الدنيا والآخرة.

**********
أحاديث الزواج في الطبقات الكبرى لابن سعد 8: 19 إلى 25 واورد البخاري حديث التسبيحات في صحيحه الجزء الخامس: 19. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page