طباعة

المؤامرة

1 ـ حدثني عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن لوط ، أن يحيى وعوانة ابنا الحكم وغيرهما قالوا : اجتمع ثلاثة نفر من الخوارج بمكة ، وهم عبد الرحمن ابن ملجم الحميري والبرك بن عبد الله التميمي ، وعمرو بن بكير ، وتذاكروا أمر إخوانهم الذين قتلوا بالنهروان فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب
ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، ثم توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة وأما ابن ملجم قاتل علي فإنه أتى الكوفة ، فكان يكتم أمره ولا يظهر الذي قصد له ، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته ، ثم أتى يوما قوما من تيم الرباب ، فرأى امرأة منهم جميلة يقال لها : قطام بنت شجنة وكان علي قتل أباها شجنة بن عدي ، وأخاها الاخضر بن شجنة يوم النهروان ـ فهواها حتى أذهلته عن أمره فخطبها ، فقالت : لا أتزوجك إلا على عبد وثلاثة ألاف درهم وقينة وقتل علي ابن أبي طالب . فقال : أما الثلاثة الاف والعبد والقينة فمهر ، وأما قتل علي بن أبي طالب فما ذكرته لي وأنت تريديني ، فقالت : بلى ، تلتمس غرته ، فإن أصبته وسلمت شفيت نفسي ونفعك العيش معي ، فقال : والله ماجاء بي إلا قتل علي [ تاريخ الخلفاء 1 / 159 ، تاريخ الامم والملوك 5 / 143 ، أنساب الاشراف 2 / 491 ، أسد الغابة 4 / 36 ، طبقات ابن سعد 3 / 35 ، تذكرة الخواص : 160 ، الرياض النضرة 3 ـ 4 / 234.]
2 ـ فقدم ابن ملجم ، وجعل يكتم أمره ، فتزوج قطام بنت علقمة ، من تيم الرباب وكان عليا قتل أخاها فأخبرها بأمره ، وكان أقام عندها ثلاث ليال ، فقالت له في الليلة الثالثة : لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الامر الذي قدمت له ! فقال : إن لي وقتا واعدت عليه أصحابي ولن أجاوزه [ أنساب الاشراف 2 / 488.]
3 ـ قالوا : لم يزل ابن ملجم تلك الليلة عن الاشعث بن قيس يناجيه حتى قال له الاشعث : قم فضحك الصبح. وسمع ذلك من قوله حجر بن عدي الكندي فلما قتل علي قال له حجر : يا أعور ، أنت قتلته! وقال المدائني : قال مسلمة بن المحارب : سمع الكلام عفيف عم الاشعث ، فلما قتل علي قال عفيف : هذا من عملك وكيدك يا أعور
[ أنساب الاشراف 2 / 493 ، مقاتل الطالبيين : 33 وفيه : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح .]
4 ـ فبعثت | أي قطام | إلى رجل من تيم الرباب يقال له : وردان ، فكلمته في ذلك فأجابها ، وجاء ابن ملجم برجل من أشجع يقال له : شبيب بن بحرة ، فقال له : هل لك في شرف الدنيا والاخرة !! قال : وما ذاك ؟ قال : قتل علي بن أبي طالب ! قال : ثكلتك أمك ، لقد جئت شيئا إدا ، كيف تقدر على ذلك ؟ ! قال : اكمن له في المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا ، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا !!
[ المناقب ـ للخوارزمي ـ : 276 ، الكامل في التاريخ 3 / 389 ، تفسير نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 6 / 115.]