• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أخلاق النبي (صلي الله عليه و اله وسلم)

عدم سهو النبي

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر و أعن برحمتك الحمد لله الذي اصطفى محمدا لرسالته و اختاره على علم للأداء عنه و فضله على كافة خليقته و جعله قدوة في الدين و رحمة للعالمين و عصمة من الزلات و برأه من السيئات و حرسه من الشبهات و أكمل له الفضل و رفعه في أعلى الدرجات (ص) الذين بمودتهم تتم الصالحات و سلم.
و بعد فقد وقفت أيها الأخ وفقك الله لمياسير الأمور و وقانا و إياك المحذور على ما كتبت به في معنى ما وجدته لبعض مشايخك
بسنده إلى الحسن بن محبوب عن الرباطي عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) فيما يضاف إلى النبي (ص) من السهو في الصلاة و النوم عنها حتى خرج وقتها. فإن الشيخ الذي ذكرته زعم أن الغلاة تنكر ذلك و تقول لو جاز
أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة عليه فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة.
فرد هذا القول بأن قال لا يلزمنا ذلك من قبل أن جميع الأحوال المشتركة يقع على النبي ما يقع على غيره منها و هو متعبد بالصلاة كغيره من أمته و ليس من سواه بنبي و الحالة التي اختص بها هي النبوة و التبليغ من شرائطها فلا يجوز أن يقع عليه في التبليغ سهو و الصلاة عبادة مشتركة و بهذا تثبت له العبودية على زعمه و بإثبات النوم عن خدمة ربه عز اسمه من غير إرادة له و قصد إليه نفي الربوبية عنه بأن الذي لا تأخذه سنة و لا نوم هو الله الحي القيوم.
و قال سهو النبي ليس كسهونا لأن سهوه من الله و إنما أسهاه ليعلم أنه مخلوق بشر لا يتخذ ربا معبودا من دونه و ليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا. قال و سهونا هو من الشيطان و ليس للشيطان على النبي و الأئمة سلطان إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ و على من تبعه من الغاوين. قال و الدافعون لسهو النبي دعواهم أنه لم يك من الصحابة من يقال له ذو اليدين دعوى باطلة لأن الرجل معروف و هو أبو محمد عمير بن عبد عمرو المعروف بذي اليدين فقد نقل عنه المخالف و المؤالف.
قال و قد أخرجت عنه أخبارا في كتاب وصف قتال القاسطين بصفين. و لو جاز رد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز رد جميع الأخبار و في ردها إبطال الدين و الشريعة و سألت أعزك الله بطاعته أن أثبت لك ما عندي فيما حكيته عن هذا الرجل و أبين عن الحق في معناه و أنا مجيبك إلى ذلك و الله الموفق للصواب. اعلم أن الذي حكيت عنه ما حكيت مما قد أثبتناه قد تكلف ما ليس من شأنه فأبدى بذلك عن نقصه في العلم و عجزه و لو كان ممن وفق لرشده لما تعرض لما لا يحسنه و لا هو من صناعته و لا يهتدي إلى معرفة طريقه لكن الهوى مود لصاحبه نعوذ بالله من سلب التوفيق و نسأله العصمة من الضلال و نستهديه في سلوك منهج الحق و واضح الطريق بمنه. الحديث الذي روته الناصبة و المقلدة من الشيعة أن النبي (ص) سها في صلاته فسلم في ركعتين ناسيا فلما نبه على غلطه فيما صنع أضاف إليها ركعتين ثم سجد سجدتي السهو من أخبار
الآحاد التي لا تثمر علما و لا توجب عملا و من عمل على شي‏ء منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين و قد نهى الله تعالى عن العمل على الظن في الدين و حذر من القول فيه بغير علم و يقين. فقال وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . و قال إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ . و قال وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا . و قال وَ ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً . و قال إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ . و من أمثال ذلك في القرآن مما يتضمن الوعيد على القول في دين الله
بغير علم و الذم و التهديد لمن عمل فيه بالظن و اللوم له على ذلك و الخبر عنه بأنه مخالف الحق فيما استعمله في الشرع و الدين. و إذا كان الخبر بأن النبي (ص) سها من أخبار الآحاد التي من عمل عليها كان بالظن عاملا حرم الاعتقاد بصحته و لم يجز القطع به و وجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله (ع) و عصمته و حراسة الله تعالى له من الخطإ في عمله و التوفيق له فيما قال و عمل به من شريعته و في هذا القدر كفاية في إبطال مذهب من حكم على النبي (ع) بالسهو في صلاته و بيان غلطه فيما تعلق به من الشبهات في ضلالته .
فصل [1] :
على أنهم قد اختلفوا في الصلاة التي زعموا أنه (ع) سها فيها فقال بعضهم هي الظهر و قال بعض آخر منهم بل كانت عشاء الآخرة. و اختلافهم في الصلاة و وقتها دليل على وهن الحديث و حجة في سقوطه و وجوب ترك العمل به و إطراحه. على أن في الخبر نفسه ما يدل على اختلاقه و هو
ما رووه من أن ذا اليدين قال للنبي (ع) لما سلم في الركعتين الأولتين من الصلاة الرباعية أ قصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت فقال على ما زعموا كل ذلك لم يكن
فنفى (ص) أن تكون الصلاة قصرت و نفى أن يكون قد سها فيها. فليس يجوز عندنا و عند الحشوية المجيزين عليه السهو أن يكذب النبي (ع) متعمدا و لا ساهيا و إذا كان قد أخبر أنه لم يسه و كان صادقا في خبره فقد ثبت كذب من أضاف إليه السهو و وضح بطلان دعواه في ذلك بلا ارتياب .
فصل [2] :
و قد تأول بعضهم ما حكوه عنه من قوله كل ذلك لم يكن على ما يخرجه عن الكذب مع سهوه في الصلاة بأن قالوا إنه (ع) نفى أن يكون وقع الأمران معا يريد أنه لم يجتمع قصر الصلاة و السهو بل حصل أحدهما و وقع. و هذا باطل من وجهين أحدهما أنه لو كان أراد ذلك لم يكن جوابا عن السؤال و الجواب عن غير السؤال لغو لا يجوز وقوعه من النبي (ص) . و الثاني أنه لو كان كما ادعوه لكان (ع) ذاكرا به على
غير اشتباه في معناه لأنه قد أحاط علما بأن أحد الشيئين كان دون صاحبه و لو كان كذلك لارتفع السهو الذي ادعوه و كانت دعواهم له باطلة بلا ارتياب و لم يكن أيضا مع تحقيقه وجود أحد الأمرين معنى لمسألته حين سأل عن قول ذي اليدين هل هو على ما قال أو على غير ما قال لأن هذا السؤال يدل على اشتباه الأمر عليه فيما ادعاه ذو اليدين و لا يصح وقوع مثله من متيقن لما كان في الحال
فصل [3] :
و مما يدل على بطلان الحديث أيضا اختلافهم في جبران الصلاة التي ادعوا السهو فيها و البناء على ما مضى منها أو الإعادة لها. فأهل العراق يقولون إنه أعاد الصلاة لأنه تكلم فيها و الكلام في الصلاة يوجب الإعادة عندهم. و أهل الحجاز و من مال إلى قولهم يزعمون أنه بنى على ما مضى و لم يعد شيئا قد تقضى و سجد لسهوه سجدتين. و من تعلق بهذا الحديث من الشيعة يذهب فيه إلى مذهب أهل العراق لأنه متضمن كلام النبي (ع) في الصلاة عمدا و التفاته عن القبلة إلى من خلفه و سؤاله عن حقيقة ما جرى و لا يختلف فقهاؤهم في أن ذلك يوجب الإعادة. و الحديث يتضمن أن النبي (ع) بنى على ما مضى و لم يعد. و هذا الاختلاف الذي ذكرناه في هذا الحديث أدل دليل على بطلانه و أوضح حجة في وضعه و اختلاقه .
فصل [4] :
على أن الرواية له من طريقي الخاصة و العامة كالرواية من الطريقين معا أن النبي (ص) سها في صلاة الفجر و كان قد قرأ في الأولة منهما سورة النجم حتى انتهى إلى قوله أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى ثم تنبه على سهوه فخر ساجدا فسجد المسلمون و كان سجودهم اقتداء به و أما المشركون فكان سجودهم سرورا بدخوله معهم في دينهم. قالوا و في ذلك أنزل الله تعالى وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ يعنون في قراءته و استشهدوا على ذلك ببيت من الشعر و هو
تمنى كتاب الله يتلوه قائما *** و أصبح ضمانا و قد فاز قاريا
فصل [5] :
و ليس حديث سهو النبي (ص) في الصلاة أشهر في الفريقين من روايتهم أن يونس (ع) ظن أن الله تعالى يعجز عن الظفر به و لا يقدر على التضييق عليه و تأولوا قوله تعالى فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ على ما رووه و اعتقدوه فيه. و في أكثر رواياتهم أن داود (ع) هوى امرأة أوريا بن حنان فاحتال في قتله ثم نقلها إليه. و روايتهم أن يوسف بن يعقوب (ع) هم بالزناء و عزم عليه و غير ذلك من أمثاله. و من رواياتهم التشبيه لله تعالى بخلقه و التجوير له في حكمه.
فيجب على الشيخ الذي حكيت أيها الأخ عنه أن يدين الله بكل ما تضمنته هذه الروايات ليخرج بذلك عن الغلو على ما ادعاه فإن دان بها خرج عن التوحيد و الشرع و إن ردها ناقض في اعتلاله و إن كان ممن لا يحسن المناقضة لضعف بصيرته و الله نسأل التوفيق .
فصل [6] :
و الخبر المروي أيضا من نوم النبي (ع) عن صلاة الصبح من جنس الخبر عن سهوه في الصلاة و إنه من أخبار الآحاد التي لا توجب علما و لا عملا و من عمل عليه فعلى الظن يعتمد في ذلك دون اليقين و قد سلف قولنا في نظير ذلك بما يغني عن إعادته في هذا الباب. مع أنه يتضمن خلاف ما عليه عصابة الحق لأنهم لا يختلفون في أنه من فاتته صلاة فريضة فعليه أن يقضيها أي وقت ذكرها من ليل أو نهار ما لم يكن الوقت مضيقا لصلاة فريضة حاضرة.
و إذا حرم على الإنسان أن يؤدي فريضة قد دخل وقتها ليقضي فرضا قد فاته كان حظر النوافل عليه قبل قضاء ما فاته من الفرض أولى. هذا مع الرواية
عن النبي (ع) أنه قال لا صلاة لمن عليه صلاة .
يريد أنه لا نافلة لمن عليه فريضة .
فصل [7] :
و لسنا ننكر بأن يغلب النوم الأنبياء (ع) في أوقات الصلوات حتى تخرج فيقضوها بعد ذلك و ليس عليهم في ذلك عيب و لا نقص لأنه ليس ينفك بشر من غلبة النوم و لأن النائم لا عيب عليه. و ليس كذلك السهو لأنه نقص عن الكمال في الإنسان و هو عيب يختص به من اعتراه. و قد يكون من فعل الساهي تارة كما يكون من فعل غيره و النوم لا يكون إلا من فعل الله تعالى و ليس من مقدور العباد على حال و لو كان من مقدورهم لم يتعلق به نقص و عيب لصاحبه لعمومه جميع البشر و ليس كذلك السهو لأنه يمكن التحرز منه. و لأنا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم و أسرارهم ذوي السهو و النسيان و لا يمتنعون من إيداع ذلك من يغلبه النوم أحيانا كما لا يمتنعون من إيداعه من يعتريه الأمراض و الأسقام. و وجدنا الفقهاء يطرحون ما يرويه ذوو السهو من الحديث إلا أن يشركهم فيه غيرهم من ذوي التيقظ و الفطنة و الذكاء و الحصافة. فعلم فرق ما بين السهو و النوم بما ذكرناه.
و لو جاز أن يسهو النبي (ع) في صلاته و هو قدوة فيها حتى يسلم قبل تمامها و ينصرف عنها قبل كمالها و يشهد الناس ذلك فيه و يحيطوا به علما من جهته لجاز أن يسهو في الصيام حتى يأكل و يشرب نهارا في رمضان بين أصحابه و هم يشاهدونه و يستدركون عليه الغلط و ينبهونه عليه بالتوقيف على ما جناه. و لجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا و لم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك حتى يطأ المحرمات عليه من النساء و هو ساه في ذلك ظان أنهم أزواجه و يتعدى من ذلك إلى وطي ذوات المحارم ساهيا. و يسهو في الزكاة فيؤخرها عن وقتها و يؤديها إلى غير أهلها ساهيا و يخرج منها بعض المستحق عليه ناسيا. و يسهو في الحج حتى يجامع في الإحرام و يسعى قبل الطواف و لا يحيط علما بكيفية رمي الجمار و يتعدى من ذلك إلى السهو في كل أعمال الشريعة حتى يقلبها عن حدودها و يضيعها في أوقاتها و يأتي بها على غير حقائقها و لم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشربها ناسيا أو يظنها شرابا حلالا ثم يتيقظ بعد ذلك لما هي عليه من صفتها و لم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه و عن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون مغصوبا في الأداء. و تكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه و بين أمته كما كانت الصلاة عبادة مشتركة بينهم حسب اعتلال الرجل الذي ذكرت أيها الأخ عنه ما ذكرت من اعتلاله و يكون أيضا ذلك لإعلام الخلق أنه مخلوق ليس بقديم معبود. و ليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا. و هذا أيضا سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة
و هذا ما لا يذهب إليه مسلم و لا ملي و لا موحد و لا يجيزه على التقدير في النبوة ملحد و هو لازم لمن حكيت عنه ما حكيت فيما أفتى به من سهو النبي (ع) و اعتل به و دال على ضعف عقله و سوء اختياره و فساد تخيله. و ينبغي أن يكون كل من منع السهو على النبي (ع) في جميع ما عددناه من الشرع غاليا كما زعم المتهور في مقاله أن النافي عن النبي (ع) السهو غال خارج عن حد الاقتصاد. و كفى بمن صار إلى هذا المقال خزيا
فصل [8] :
ثم من العجب حكمه على أن سهو النبي (ع) من الله و سهو من سواه من أمته و كافة البشر من غيرهم من الشيطان بغير علم فيما ادعاه و لا حجة و لا شبهة يتعلق بها أحد من العقلاء اللهم إلا أن يدعي الوحي في ذلك و يبين به ضعف عقله لكافة الألباء. ثم العجب من قوله أن سهو النبي (ع) من الله دون الشيطان لأنه ليس للشيطان على النبي (ع) سلطان و إنما زعم أن سلطانه على الذين يتولونه و الذين هم به مشركون و على من اتبعه ثم هو يقول إن هذا السهو الذي من الشيطان يعم جميع البشر الأنبياء و الأئمة فكلهم أولياء الشيطان و إنهم غاوون إذ كان للشيطان عليهم سلطان و كان سهوهم منه دون الرحمن و من لم يتيقظ لجهله في هذا الباب كان في عداد الأموات
فصل [9] :
فأما قول الرجل المذكور أن ذا اليدين معروف و أنه يقال له أبو محمد عمير بن عبد عمرو و قد روى عنه الناس. فليس الأمر كما ذكر و قد عرفه بما يدفع معرفته من تكنيته و تسميته بغير معروف بذلك و لو أنه يعرف بذي اليدين لكان أولى من تعريفه بتسميته بعمير. فإن المنكر له يقول من ذو اليدين و من هو عمير و من هو ابن عبد عمرو و هذا كله مجهول غير معروف و دعواه أنه قد روى الناس عنه دعوى لا برهان عليها و ما وجدنا في أصول الفقهاء و لا الرواة حديثا عن هذا الرجل و لا ذكرا له. و لو كان معروفا كمعاذ بن جبل و عبد الله بن مسعود و أبي هريرة و أمثالهم لكان ما تفرد به غير معمول عليه لما ذكرناه من سقوط العمل بأخبار الآحاد فكيف و قد بينا أن الرجل مجهول غير معروف و الخبر متناقض باطل بما لا شبهة فيه عند العقلاء. و من العجب بعد هذا كله أن خبر ذي اليدين يتضمن أن النبي (ص) سها فلم يشعر بسهوه أحد من المصلين معه من بني هاشم و المهاجرين و الأنصار و وجوه الصحابة و سراة الناس و لا فطن لذلك و عرفه إلا ذو اليدين المجهول الذي لا يعرفه أحد و لعله من بعض الأعراب. أو شعر القوم به فلم ينبهه أحد منهم على غلطه و لا رأى صلاح
الدين و الدنيا بذكر ذلك له إلا المجهول من الناس. ثم لم يستشهد على صحة قول ذي اليدين فيما خبره به من سهوه إلا أبا بكر و عمر فإنه سألهما عما ذكره ذو اليدين يعتمد قولهما فيه و لم يثق بغيرهما في ذلك و لا سكن إلى أحد سواهما في معناه. و إن شيعيا يعتمد على هذا الحديث في الحكم على النبي (ع) بالغلط و النقص و ارتفاع العصمة عنه من العناد لناقص العقل ضعيف الرأي قريب إلى ذوي الآفات المسقطة عنهم التكليف. و الله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل. تم جواب أهل الحائر على ساكنه السلام فيما سألوا عنه من سهو النبي (ص) في الصلاة بحمد لله و منه و صلى الله على محمد و آله و سلم


 

المقدمة

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي أنزل إلينا شرعة و منهاجاً ، و أخرجنا من الظلمات إلى النور ، و أمرنا بالإقتداء بهدي النبي (ص) فإنه أفضل الهدي ، والإستنان بسنته فإنها أهدى السنن..

كثيرٌ من سنن رسول الله (ص) أصبحت مهجورةً ، بل أكثر المسلمين استبدلها بما هو أدنى منها ، قال سبحانه ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )/البقرة آية 61 ، و قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أمانتكم و أنتم تعلمون ) / الأنفال آية 27 ، و يكاد من طلب السنن و الآداب و المستحبات لا يجدها إلا في أمهات الكتب ومصادر محدودة ، و فيها ما هو صعب على كثير من الناس ، في مفرداته وجمله و مقاصده ، فكان لا بد من اختيار بعض ما تيسر ، مع شئ من التوضيح ، مع محاولة خجولة لتجربة أولى ، نأمل أن تتبع بأخواتها ، إحياء لسنة الحبيب المصطفى (ص) : " من أحيا سنتي فقد أحياني ، و من أحياني كان معي في الجنة "/ عوا رف المعارف صفحة 45

و لا بد لمن أراد الهجرة إلى ربه تعالى ، أن يتخلق بأخلاق الله و رسوله و سنن النبيين و الصالحين ( و من يخرج من بيته مهاجراً إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) النساء آية 100

عاشق النبي (ص)

سامي بن حسن خضرة

بيروت-بلاد الشام

 


سنن النبي (ص) عند النوم

سنن النبي (ص) عند النوم

 

خ 90 : و كان النبي (ص) إذا دخل المنزل توضأ ثم يصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي إلى فراشه و كان (ص) ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره .

خ 91 : و كره النبي (ص) أن يدخل بيتاً مظلماً إلا بسراج .

خ 92 : و كان رسول الله (ص) إذا أوى إلى فراشه قال : " اللهم باسمك أحيا و باسمك أموت " .

خ 93 : و إذا قام من نومه قال : " الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني و إليه النشور "

خ 94 : و كان (ص) إذا استيقظ من النوم خرّ لله ساجداً .

خ 95 : و من السنة عند النوم :

الطهارة ( الوضوء ) وتوسد اليمين ( جعل اليد اليمنى وسادة أي نوم الرأس على اليد اليمنى ) و التسبيح ثلاثاً وثلاثين ، و التحميد ثلاث و ثلاثين ، و التكبير أربعاً و ثلاثين ، و استقبال القبلة بالوجه ، و قراءة فاتحة الكتاب و آية الكرسي و " شهد الله أنه لا إله هو و الملائكةُ و أولو العلم ، قائماً بالقسط ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم " /آل عمران آية 18 .

خ 96 : و كانت صلاة الليل من سنن نبينا محمد (ص) .


سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني

سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني


    و كان من أخلاقه صلى الله عليه و آله وسلم أنه :

    خ 1 : خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس ، و خضوعه لله تعالى .. كأن على رأسه الطير .

    خ 2 : يبدر من لقيه بالسلام ، يبادر إلى التحية لأن السلام قبل الكلام ، و هو علامة التواضع .. و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة ، و للراد واحدة .

    خ 3 : لا يتكلم في غير حاجة ، إذا وجد مناسبة لكلامه كالنصيحة و الموعظة و التعليم و الأمر و النهي .. و إلا سكت ، و يتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة ..

    خ 4 : تعظم عنده النعمة ، وإن دقت ، لا يذم منها شيئاً ، فيشكر النعم و لا يحتقر شيئاً منها ، مهما كان قليلاً ولا يذمها لأنها من الله تعالى .

    خ 5 : جل ضحكه التبسم ، فلا يقهقه و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة ..

    خ 6 : و يقول : " أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته " ،حتى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس ، و يقضيها إن استطاع..

    خ 7 : يتفقد أصحابه ، مطمئناً عنهم ..

    خ 8 : و يسألُ الناس عما في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم ..

    خ 9 : و لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر ، كالاستغفار و التهليل و الدعاء .. فإنها كفارة المجلس ..

    خ 10 : و يجلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، فهو أقرب إلى التواضع و أبعد عن هوى النفس .. ، و يصلي الله سبحانه عليه و ملائكته حتى يقوم .

    خ 11 : و يكرم كل جلسائه نصيبه ، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر .

    خ 12 : و من سأله حاجتاً لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول ، فإن قدر عليها قضاها له ، و إلا أرجعه بكلمة طيبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .

    خ 13 : و لا ترفع الأصوات في مجلسه (ص) ، أو فوق صوته (ص) أو جهراً ، بل الأدب غض الصوت ، قال الله سبحانه " واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "

    خ 14 : يترك المراء ، و المراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير و الإهانة و لإظهار التفوق و الكياسة ، و سببه العدواة و الحسد و يسبب النفاق و يمرض القلب .

    خ 15 : و يترك ما لا يعنيه ، فلا يتدخل أو يقحم نفسه فيما ليس له .

    خ 16 : وكان (ص) إذا تكلم أنصت الحضور له ، فإذا سكت تكلموا ، دون مزاحمة ، و أنصت بعضهم لبعضهم الآخر .

    خ 17 : و كان النبي (ص) ، لا يقطع على أحد كلامه ، حتى يفرغ منه .

    خ 18 : و كان (ص) ، يساوي في النظر و الاستماع للناس .

    خ 19 : و كان (ص) أفصح الناس منطقاً ، و أحلاهم ويقول " أنا أفصح العرب و إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد " (ص) .

    خ 20 : و كان (ص) يتكلم بجوامع الكلم ، بما يلزم فلا فضول مضر ، و لا إيجاز مخل .

    خ 21 : و سمع يقول : " بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها " ، و كلما ازدادت أخلاق المرء كلما اقترب من رسول الله (ص) أكثر .

    خ 22 : و كان (ص) أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه ، قبلهم ، و يحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .

    خ 23 : و كان (ص) كثير الحياء ، أشد من العذراء في سترها .

    خ 24 : و جاءه ملك ذات يوم و قال : " يا محمد إن ربك يقرئك السلام و هو يقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ، رضراض ذهب ، الرضراض ما صغر و دق من الحصى فقال (ص) بعد أن رفع رأسه إلى السماء " يا رب أشبع يوماً فأحمدك ، و أجوع يوماً فأسألك " .

    خ 25 : و كان يبكي حتى يبتلى مصلاه ، خشيةً من الله عز وجل من غير جرم .

    خ 26 : و كان (ص) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة ، يقول : " أتوب إلى الله "

    خ 27 : و كان (ص) إذا اشتد وجده (الحزن أو الفرح الشديد) أكثر من لحيته الكريمة .

    خ 28 : و كان (ص) يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين ، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .

    خ 29 : و كان النبي (ص) يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير .. و لا يحتقر مسكيناً لفقره .. و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو ، و يسلم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .

    خ 30 : و كان (ص) جميل المعاشرة ، بساماً من غير ضحك .

    خ 31 : و كان (ص) ينظر في المرآة ، و يتمشط … و ربما نظر في الماء ليتجمل لأصحابه فضلاً عن تجمله لأهله ، و قال : " إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم و يتجمل " .

    خ 32 : و كان النبي (ص) يسلم على الصغير و الكبير .

    خ 33 : و ما خُير (ص) بين أمرين إلا أخذ بأشدهما ، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى و ركوب المصاعب .

    خ 34 : و ما أكل متكئاً قط حتى فارق الدنيا ،تواضعا لربه تعالى .

    خ 35 : و كان (ص) إذا أكل ، أكل مما يليه … و إذا شرب ، شرب ثلاثة أنفاس ، فيشرب أولاً ثم يحمد الله تعالى و يتنفس ، يفعل ذلك ثلاث مرات .

    خ 36 : و كان يمينه لطعامه ، و شماله لبدنه … و كان يحب التيمن في جميع أموره .

    خ 37 : و كان (ص) نظرُهُ اللحظ بعينه ، النظرة السريعة بطرف العين إلى اليمين أو اليسار التي لا تحرج و لا تُخجل الآخرين ، و كان (ص) يُقسم لحظاته بين أصحابه ، فينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية .

    خ 38 : و كان رسول الله (ص) إذا حدث بحديث تبسم في حديثه .

    خ 39 : و كان رسول الله (ص) أكثر ما يجلس تجاه القبلة .

    خ 40 : و كان (ص) لتواضعه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، فيضعه في حجره إكراماً لأهله ، و ربما بال الصبي ، فيصيح بعض من رآه ، فينهاهم (ص) عن ذلك ..قائلا : " لا تزرموا (تقطعوا) بالصبي حتى يقضي بوله .. و يكمل له الدعاء أو التسمية فإذا انصرف القوم ، غسل ثوبه .

    خ 41 : و كان (ص) لا يدعُ أحداً يمشي معه إذا كان راكباً ، حتى يحمله معه ، فإن أبى ، قال : " تقدم أمامي و أدركني في المكان الذي تريد .

    خ 42 : و كان رسول الله (ص) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام ، سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ، و إن كان شاهداً زاره ، و إن كان مريضاً عاده .

    خ 43 : و خدم أنس النبي (ص) تسع سنين ، فلم يقل (ص) له أبدا : هلاّ فعلت كذا ؟ أو لمَ فعلتَ كذا ؟ و لا عاب عليه شئ قط .. فإذا لام نساء النبي (ص) ، قال دفاعاً عنه :" دعوه ، إنما كان هذا بكتاب و قدر " .

    خ 44 : و لقد كان (ص) يدعو الجميع بكنُاهُم إكراماً لهم ، و استمالةً لقلوبهم : الأصحاب ، و يكني من لا كنية له ، و النساء ، اللاتي لهن الأولاد و اللاتي لم يلدن ، و الصبيان ليستلين قلوبهم .

    خ 45 : و كان (ص) يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته ، يقدمها له إكراماً لضيفه و طمأنةً لنفسه ، فإن أبى أصر عليه حتى يقبل .

    خ 46 : و كان رسول الله (ص) إذا أخذ في طريق ، ذهب فيه، رجع في غيره ، ذهب في طريق و رجع من آخر ، و هكذا كان بفعل حفيده مولانا الرضا (ع) و يأمر بفعله .

    خ 47 : و كان (ص) يخرج بعد طلوع الشمس ، لأن الجلوس للتعبد و الدعاء و الذكر بين الطلوعين أفضل من طلب الرزق .

    خ 48 : و كان (ص) إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل ، قعد عند أول مكان يجد من طرف دخوله .

    خ 49 : و ما كلم رسول الله (ص) العباد بكنه عقله أبدا ، وقال : " إنا معاشر الأنبياء ، أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم " و لم يكن هذا منه (ص) إلا لحسن خلقه و تواضعه و رأفته بالناس .

    خ 50 : و كان (ص) كثير الضراعة و الابتهال إلى الله تعالى ، دائم السؤال من الله تعالى أن يُزينه بمحاسن الآداب و مكارم الأخلاق ، و كان يقول في دعائه : " اللهم حسن خُلقي " ويقول : " اللهم جنبني منكراتِ الأخلاق " .

    خ 51 : و كانت في النبي (ص) مداعبة ، و ذلك رأفةٌ منه لأمته ، لكيلا يبلُغ بأحدٍ منهم التعظيمُ له ، فلا ينظرُ إليه ، حذراً من المبالغة في التقديس ، فيقولون قولاً عظيماً ، نعوذ بالله تعالى ، كما هو شأنُ النصارى في عبدالله عيسى بن مريم ، و كان (ص) ليُسرُ الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة .

    خ 52 : و كان (ص) يُخاطب جلساءَ ه بما يناسب . فعن زيد بن ثابت ، قال : كنا إذا جلسنا إليه (ص) إنْ أخذنا في حديث في ذكر الآخرة ، أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الدنيا ، أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الطعام و الشراب ، أخذ معنا .

    خ 53 : و لم يكن له (ص) خائنة الأعين ، النظرة الخائنة إلى ما لا يحل ، و الغمز بالعين ، و الرمز باليد .

    خ 54 : و إذا لقي (ص) مسلماً بدأ بالمصافحة .

    خ 55 : وقال (ص) في أخلاق النبيين : " أكرم أخلاق النبيين و الصديقين ، البشاشة إذا تراءوا ، و المصافحةُ إذا تلاقوا "

    خ 56 : و من سنته (ص) إذا حدثْتَ قوماً ، أن لا تُقبلَ على رجلٍ واحدٍ من جلسائك و لكن اجعلْ لكلٍ منهم نصيباً .

    خ 57 : و كان (ص) يخيطُ ثوبه ، و يخصف نعله ، و كان أكثر عمله في بيته الخياطة .

    خ 58 : و في دقة أمانته (ص) ، نقل أن رسول الله (ص) كان يؤدي الخيط و المخيط ، يرجعها إلى أصحابها ، ولو كانت خيطاً أو إبرةً ، و لا يتهاونُ في ذلك .

    خ 59 : و كان (ص) إذا أتاه الضيف أكل معه ، و لم يرفع يده من الخوان ( السفرة) حتى يرفع الضيف يده ، أي لا يمتنع عن الطعام وضيفه يأكل لوحده ، لئلا يستوحش أو يخجل أو يكف و هو لم يشبع بعد .

    خ 60 : و كان النبي (ص) إذا يناظر اليهود و المشركين ، إذا عاندوه ، و يدحض أقوالهم فعل ذلك مراراً كثيرة .

    خ 61 : و كان النبي (ص) إذا سئل شيئاً ، فإذا أراد أن يفعله قال : نعم ، و إذا أراد أن لا يفعل سكت ، و لا يقول لشئ لا .

    خ 62 : و كان أصحابه إذا أتوا إليه جلسوا حلقةً ، بشكل دائرة كالعقد ، و يكمل واحدهم الآخر .

    خ 63 : و كان رسول الله (ص) لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا ، حتى لا يؤخذ به أو يستغرق فيه .

    خ 64 :و كان (ص) إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة ، لجأ إليها ، و كان يحب الخلوة بنفسه للذكر و التفكر و التأمل و مراجعة أمره .

    خ 65 : و كان (ص) يخصف النعل ( يخرزها لإصلاحها ) و يرقع الثوب ، ويفتح الباب ، و يحلب الشاة ، و يطحن مع الخادم إذا أعيى ( يعينه إذا تعب ) .

    خ 66 : و كان (ص) يضع طهوره بالليل بيده ، يهيئ ماء وضوئه بنفسه لقيامه و تهجده في الليل ، و لا يطلب من ذلك من أحد .

    خ 67 : و كان (ص) يخدم في مهنة أهله ، يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم ، و يقطع اللحم .

    خ 68 : و كان (ص) لا يُثبتُ بصرهُ في وجه أحد ، محدقا به .. حتى يأمن و يستأنس .

    خ 69 : و كان (ص) يلبسُ خاتمَ فضة في خنصره الأيمن ، و يستاك عند الوضوء ، منظفاً أسنانه ، و يشيع الجنائز ، و يعودُ المرضى في أقصى المدينة .

    خ 70 : و كان (ص) يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين و يناولهم بيده ، و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ولا يجفوا أحداً يقبل معذرة المعتذر إليه .

    خ 71 : و كان أكثر الناس تبسماً ، ما لم تجرِ عظةٌ ، ما لم يجرِ إلى التطرق إلى الموعظة فلا يناسبها التبسم ، و ربما ضحك من غير قهقهة .

    خ 72 : و كان من أدبه (ص) أنه لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و أقبل عليه و قال : ألك حاجة ؟

    خ 73 : و كان (ص) في الرضا و الغضب لا يقول إلا حقاً .

    خ 74 : و كان (ص) يقول : " اللهم أحيني مسكينا ، و أمتني مسكينا ، و احشرني في زمرة المساكين " .

    خ 75 : و كان (ص) إذا حدّث الحديث أو سئل عن الأمر كرّره ثلاثاً ليفهم ، المستمع أو السائل و يُفهم عنه ، عند نقله للحديث أو الإجابة إلى قومه .

    خ 76 : و كانت تحية أصحابه له (ص) " أنعم صباحاً و أنعم مساءً " و هي تحية أهل الجاهلية ، فأنزل الله سبحانه ( وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحَّيِك به الله )/ المجادلة آية 8 فقال لأصحابه :" قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة ، { السلام عليكم } .

    خ 77 : و كان رسول الله (ص) إذا نسي الشيء و ضع جبهته في راحته ، ( باطن كفه) ثم يقول : " اللهم لك الحمدُ ، يا مذكرَ الشيء و فاعله ، ذكرني ما نسيتُ " .

    خ 78 : وكان (ص) يجعل فص خاتمه في بطن كفه ، و كان كثيراً ما ينظر إليه .

    خ 79 : و كان رسول الله (ص) لا يصافح النساء ، فكان إذا أراد أن يُبايع النساء أتى بإناءٍ فيه ماءٌ فغمس يده ، ثم يخرجها ثم يقول : " اغمسن أيديكن فيه فقد بايعتكن " . ومن جملة ما يأخذ ، يعاهد ، على النساء في البيعة : أن لا يُحدثنَ من الرجال إلا ذا محرم .

    خ 80 : و من سنُته (ص) القرض ، تسليم الشيء بشرط إرجاع مثله ، و العاريةُ ، أخذ الشيء للاستفادة منه ، كالآنية مثلاً ، ثم إرجاعه ، و قرى الضيف ، تكريمه و الاهتمام به .

    خ 81 : و من سنته (ص) الإكثار من " لا حول و لا قوة إلا بالله " .

    خ 82 : و من السنة تمشيط الشعر و تقليم الأظافر ، و التخلص من شعر الإبط و العانة ( الشعر حول الأعضاء الجنسية )

    خ 83 : و من السنة الشريفة دفنُ الشعر و الظُفر و الدّم .

    خ 84 : و كان النبي (ص) يكتحلُ بالإثمد ( نوع من الكحل موجود في الحجاز ) قبل أن ينام .

    خ 85 : و كان (ص) لا يُعرضُ له طيب إلا تطيب … و منه المسك و العود ( نوع من الطيب متوفر في بلاد الحجاز يباع ) و أصناف الطيب المختلفة .

    خ 86 : و إذا كان يوم الجمعة ، و لم يكن عنده طيب ، دعا ببعض خُمُر نسائه ، فبلّها في الماء ثم و ضعها على وجهه الشريف .. و من السنة التطيب يوم الجمعة ، و تكتب حسناته ما دامت الرائحة موجودة .

    خ 87 : و كان (ص) يُقلم أظفاره و يقص شاربيه يوم الجمعة ، قبل أن يخرج إلى الصلاة .

    خ 88 : و كان (ص) من أحب الهدايا إليه الطيب .

    خ 89 : و قال (ص) " المساجد مجالس الأنبياء " و من السنة إذا دخلت المسجد أن تستقبل القبلة .


سنن النبي (ص) في الأزواج و الأولاد

سنن النبي (ص) في الأزواج و الأولاد

 

خ 97 : كان رسول الله (ص ) يقول " من كان يحب أن يتبع سنتي ، فإن من سنتي التزويج ".

خ 98 : وورد في النصوص المختلفة عن أهل بيت النبوة عليهم السلام "من أخلاق الأنبياء(ع) حب النساء " ، " إن الله جعل الليل سكنا ، و جعل النساء سكنا ".

خ 99 : وقال رسول الله (ص) " كان إبراهيم (ع) غيوراً ، و أنا أغير منه "

خ 100 : و روي في قصة موسى النبي (ص) أنه قال للمرأة : " كوني خلفي ، و عرفيني الطريق ، فإنا قوم لا ننظر إلى أدبار النساء " .

خ 101 : و ورد عنه (ص) أنه إستعاذ " . . . من زوجة تشيبيني قبل أوان شيبتي " .

خ 102 : " ما يولد لنا مولودٌ إلا سميناه محمداً ،فإذا مضى سبعةُ أيام ، فإن شئنا غيرنا و إلا تركنا " .

خ 103 : و كان النبي (ص) إذا أصبح ، عند الصباح ، مسح على رؤوس ولد وولدِ ولدهِ

خ 104 : و من السنة و البر أن يكنى الرجل باسم أبيه .

خ 105 : و من السنة الشريفة في الصبي عندما يولد :

تسميته باسم حسن ، كأسماء العبودية لله تعالى ، و أسماء الأنبياء و الأئمة عليهم السلام .

حلق رأسه .

ختنه ، على الطريقة المعروفة ، و هو المسمى عند الناس " التطهير " .

العقيقة عنه إما غنماً أو بقراً أو إبلا ً . . . و لها آداب خاصة .

خ 106 : و من السنة الشريفة تعويد الأولاد على الصلاة و الصوم . . . حتى و لو صاموا إلى نصف النهار أو أكثر أو أقل حتى يعتادوا عليه و يطيقوه . . . فإذا غلبهم العطش أو الجوع أفطروا .

خ 107 : و كان حبيبي رسول الله (ص) إذا أصاب أهله خصاصةٌ ، فقر و حاجة شديدان ، قال : " قوموا إلى الصلاة " و يقول : " بهذا أمرني ربي " ، قال الله تعالى : " و أمرْ أهلك بالصلاة و اصطبر عليها ، لا نسألك رزقاً ، نحن نرزقك ، و العاقبة للتقوى " .

خ 108 : و أما الدواء الذي لا يحتاج إلى دواء آخر غيره و لا طبيب ، فهو كما عن رسول الله (ص) :

ماء المطر .

تقرء عليه الفاتحةُ 70 مرة .

تقرءُ عليه " قل أعوذ برب الناس " 70 مرة .

تقرء عليه " قل أعوذ برب الفلق " 70 مرة .

تصلي على النبي و آله (ص) 70 مرة .

تقول " سبحان الله " 70 مرة .

تشرب من ذلك الماء عند الصباح و عند المساء سبعة أيام متتابعات .


الصفحة 1 من 3

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page