بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/05/28
شرح فقرة: "يا من لا مفر الا اليه..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك عن مقطع جديد من الدعاء، وهو: (يا من لا مفر الا اليه، يا من لا مفزع الا اليه، يا من لا مقصد الا اليه...).
هذه العبارات متماثلة او متجانسة في دلالاتها، فالهرب الى الشيء، والفزع اليه، والمقصد اليه: كلها دلالات متوافقة، ولكنها ـ في الآن ذاته ـ لها نكات تفترق فيما بينها من خلال النكات التي سنحدثك عنها الآن.
ترى ما هي الاستيحاءات التي نستخلصها من العبارات المتقدمة؟
العبارة الاولى تقول: ان الله تعالى هو من يفر المرء اليه، اي: يفر المرء من الشدة التي يعاني منها ويتجه الى الله تعالى في الخلاص منها، وحينئذ يكون المفر او الهروب هو الدلالة المشيرة الى دلالة اللجوء الى الله تعالى.
وهذا هو معنى عبارة: (يا من لا مفر الا اليه)، ولكن ماذا عن عبارة: (يا من لا مفزع الا اليه)؟
المفزع هو الاغاثة والنصر، وهذا يعني ان عبارة (يا من لا مفزع الا اليه) تعني يا من لا ينصر عبده حينما يستغيث به الا الله تعالى. فيكون الفارق بين عبارة: (يا من لا مفر الا اليه) وعبارة: (يا من لا مفزع الا اليه) هو: ان الاولى هي هروب من الشدة بنحو مطلق، واما الثانية فهي: استغاثة وطلب العون.
اذن، ثمة فارق بين العبارتين. لكن ما هي الدلالة التي نستلهمها من العبارة الثالثة وهي: (يا من لامقصد الا اليه)؟
نعتقد ان الاجابة عن السؤال المتقدم، يظل من الوضوح بمكان كبير، ولكن ـ مع ذلك ـ ثمة حاجة الى التوضيح، وهو: ان المقصد هو: الذهاب الى جهة معينة، كذهاب المسافر الى بلد ما مثلاً حينئذ عندما نقول: (يا من لا مقصد الا اليه) يعني: ان السفر مثلاً الى غير الله تعالى لا يحقق الهدف البتة، ويكون المعنى هو: يا من لا جهى يمكن الذهاب اليها الا اليها، ويكون الفارق بين العبارات الثلاث هو: ان ثمة جهة لا مناص من اللجوء اليها وهي الله تعالى ولا شيء سواها، وان الجهة المذكورة لا سبيل اليها الا من خلال الهروب من الشدة اليه لا الى سواه، فاذا تحدد القصد، والهروب، ثم: طلب النصرة، حينئذ فان الهدف (وهو الخلاص من الشدة) يتحقق باللجوء الى الله تعالى.
لكن ثمة عبارة رابعة تتطلب بدورها تعقيبا ً يتصل بالدلالة المذكورة ذاتها، وهي عبارة (يا من لا منجى منه الا اليه) وهذه العبارة تختلف عما سبقها من خلال كونها تحدد جهة الشدة.
والسؤال الآن هو: ما الفوارق بين هذه العبارة وما سبقها؟
من البين ان الشدة نمطان، احدهما: الشدة العائدة الى الانسان نفسه: كالفقر او المرض او فقدان الامن، والاخرى: الشدة النابعة من ذنوب الانسان: كالعقاب الذي يتوقعه الفرد بسبب ذنوبه ويلاحظ هنا، ان العبارة الاخيرة وهي: (يا من لا ملجأ منه الا اليه) تعني الشدة من النمط الثاني، اي: الشدة النابعة عن ذنوب الانسان، حيث لا يمكن الفرار من العقاب المترتب على الذنب الا من خلال التوبة واللجوء الى الله تعالى في غفران ذنبه.
اذن تحدد بوضوح مدى الفارق بين نمطي الشدة من جانب، الشدة العادية والشدة العبادية، ثم الفارق بين الشدائد وطرائق اللجوء الى الله تعالى منها.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...