بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/06/03
شرح فقرة: "يا خير المذكورين، يا خير المشكورين، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العقائدية والاخلاقية، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه (يا خير المذكورين، يا خير المشكورين). ترى ما هي النكات التي يمكننا لأن نستخلصها من العبارتين المتقدمتين؟
ان (المذكور) هو الله تعالى اي: انك (تذكر) الله تعالى بنحو او بآخر ولعلك تتساءل في البداية عن مساحة هذا (الذكر) ومستوياته، وهذا ما نشير اليه الآن بشيء من التوضيح.
ان (الذكر) قد يكون استحضاراً لله تعالى في ذهنك، كما لو تصورت الله تعالى وهو المبدع والمهيمن على الوجود.
وقد يكون الذكر ممارسة لفظية كما لو قرأت فقرات من الدعاء مثلاً وقد يكون الذكر مجرد خواطر في ذهنك او قلبك، ولكنها تحوم على طلبك من الله تعالى انجاز حاجتك كالتخلص من الفقر او المرض او الذنب.
ان الذكر في الحالات جميعاً له أهميته الكبيرة في ميدان التعامل مع الله تعالى عبر ممارستنا للعمل العبادي الذي خلقنا الله تعالى من اجله من هنا، فان عبارة (يا خير المذكورين) تعني ان الله تعالى هو خير من (تذكره) في ذهنك او عبر طلبك من حاجاتك، حيث يذكرك برحمته في الدنيا والآخرة في حالة ما اذا كنت ذاكراً لله تعالى لانه اهل العبادة، وحيث ينجز لك حاجاتك في حالة ما اذا كنت ذاكراً الله تعالى عبر طلبك منه انجاز هذه الحاجة كالتخلص من الفقر او المرض كما قلنا.
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا خير المشكورين). فما هي صلتها بما قبلها من العبارة القائلة (يا خير المذكورين)؟
لا نحتاج الى كبير تأمل حتى ندرك سريعا ً بان العبد إذا (ذكر) الله تعالى تمجيداً له، او طلباً للحاجة، فان العبد لامناص له من التسليم بأن الله تعالى ينبغي ان (نشكره) على ما يرتب من الاثر على ذكرنا له تعالى. ان الله تعالى يقول: «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ» وهي عبارة مشحونة بعظمة ما يتصوره العبد من العطاءات التي يمنحها تعالى لعبده فاذا شكرت الله تعالى مثلاً على تخليصه اياك من الفقر او المرض حينئذ يزيدك من نعمه التي لا تحصى، حيث يزيد اموالك وبدنك من الثراء والصحة وسائر حاجاتك من هنا نفهم دلالة (يا خير المشكورين)، حيث تعني ان الله تعالى هو خير من يقدر لك شكرك لله تعالى لانه يزيدك من النعم تبعاً لقوله تعالى: «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ».
بعد ذلك نواجه عبارات ثلاث يختم بها مقطع الدعاء، وهي: (يا خير المحبوبين، يا خير المدعوين، يا خير المستأنسين)، فماذا نستلهم منها؟
بالنسبة الى عبارة (يا خير المحبوبين)، تحسب بانها من الوضوح بمكان كبير فالمحبوب هو من تحبه، ومما لاشك فيه، ان الحب يتأتى من جهات متنوعة، فهو حيناً احساس بأهمية وخطورة الشيء، وهو حيناً استجابة لما تتطلع اليه من الحاجات، لذلك، فان (الحب) اما ان يكون موضوعياً، لان المحبوب اهل لذلك، وهو ما يتحقق لحبك لله تعالى لانه عظيم ورحيم وقادر، فيكون حبك موضوعياً لانه تعالى اهل للحب نظراً لعظمته تعالى واما ان يكون حبك ذاتياً، اي: لان الله تعالى يحقق لك ما تتطلع اليه من حاجاتك المادية والمعنوية، الدنيوية والاخروية.
واما عبارة (يا خير المدعوين) فتعني انه تعالى خير من تتجه اليه بدعائك، سواء أكان دعاؤك موضوعياً او ذاتياً، حيث انه يجازي الاحسان بالاحسان الاعظم: كما هو واضح من حيث كرمه تعالى، وتقديره لمن يدعوه.
واما العبارة الاخيرة (يا خير المستأنسين) فهي مترتبة على سابقتها من العبارات، حيث انك عندما (تدعو) الله تعالى، فانك (تأنس) به موضوعياً او ذاتياً او كليهما، بصفة انه تعالى اهل لذلك او بصفته تعالى محققا ً لما تتطلع اليه من انجاز الحاجات وهذا في حالة ما اذا قلنا بان الاستئناس من جانب العبد، اما اذا قلنا انه من جانبه تعالى، فان عبارة (يستأنس) معناها التسمع اليك والنظر اليك، فيكون تسمع الله تعالى لدعائك، والنظر اليك من حيث استجابة لدعائك، هو خير من يجسد المفهوم المشار اليه.
ختاماً نسأله تعالى ان يجعلنا ممن يستأنس مخاطبته، ويستجيب لنا ذلك، وان يوفقنا الى طاعته، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...