بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/08/24
شرح فقرة: "یا ربنا، یا الهنا، یا سیدنا، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المبارکة، ومنها الدعاء الموسوم بـ (الجوشن الکبير) حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الان عن احد مقاطعه الباديء بما يأتي: (اللهم اني أسالک باسمک يا ربنا، يا الهنا، يا سيدنا، يا مولانا، ...). ان هذه المصطلحات او الاسماء او المظاهر لله تعالی، تنطوي علی دلالات متقاربة من جهة ومتفاوتة من جهة اخری، ويحسن بنا الان ان نحدثک عنها ونبدا باولها وهي عبارة (يا ربنا). فماذا نستلهم منها؟
ان لله تعالی بعض الاسماء التي يختص بها مثل (الله) وبعض الاسماء الخاصة ايضاً ولکنها ذات دلالة مشترکه مثل (رب) حيث تنسحب علی جملة دلالات مثل: المصلح، السيد، المالک وبعضها يشترک في المصطلح مثل السيد ويعنينا من ذالک ان نشير الی السياقات التي يرد فيها احد اسماء الله تعالی هو الذي يحدد هذا الاسم او ذاک. فمثلاً في سوره الناس نقرأ ثلاثة اسماء هي: الرب، الملک الاله، عبر قوله تعالی: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، ...» هنا کان من الممکن - کما ورد في مواقع اخری من القرآن الکريم - ان يکتفي باسم واحد هو: الرب او الملک او الاله الا ان السياق يتطلب هذه الاسماء مجتمعه لاننا قبالة الاعاذة من الشيطان الرجيم الذي يمتلک قوی يخدع بها الناس، ويمارس مختلف الحيل للايقاع بهم. لذلک فان من يستعين بالله تعالی علی الشيطان فانه تعالی يوفقه الی ذلک مهما کانت القوی او الوساوس من القوی الشيطانية، لذلک استخدم القرآن الکريم مصطلح (الرب) ليشير الی المربي، ومصطلح (الملک) ليشير الی السلطان ومصطلح (الاله) ليشير الی المعبود، فاذا استعان الانسان بمن هو يتولی اموره (الرب) واذا استعان بمن هو مسيطر علی الرعية وهو السلطان، واذا استعان بمن هو المعبود الوحيد وهو الاله: حينئذ فانه يمتلک جميع القوی التي يستطيع بها ان يتغلب علی الشيطان.
نخلص مما تقدم الی ان المقطع من الدعاء الذي نحدثک عنه الان قد استخدم اکثر من مظهر ومصطلح لاسماء وصفات الله تعالی منها: الرب حيث قالت العبارة: (اللهم اني اسالک باسمک يا ربنا) وحيث قالت العبارة الثانيه (يا الهنا) مما يعني ان لکل واحد من الاسماء المتقدمة دلالته المختلفة عن الاخر علی الاشتراک في الاسم التوحيدي بطبيعة الحال. فکما لاحظنا في سورة الناس ان مصطلح الرب يعني: تولي الامر، او التربية ونحو ذلک ومصطلح الاله يعني: المعبود حينئذ تبين بوضوح ان الرب هو غير الاله في دلالته الثانوية ولکنه نفسه في دلالته الاولية وهو الله تعالی.
اذن عندما يقول قاریء الدعاء (يا ربنا) انما يشير الی المعنی المنسحب علی تولی الامر او الولاية او التولية او التربية، بينما ينسحب مصطلح (يا الهنا) علی معنی (يا معبودنا) الوحيد ومن الطبيعي کل واحد من الاسمين المتقدمين يجسد عطاء هو: ان الله تعالی عندما يستجيب دعاء عبده فان الاستجابة تتناسب مع دلالة المصطلح: کما لو کان الداعي يطلب من الله تعالی ان يکفل امور عبده وهکذا بالنسبة الی سائر المصطلحات ومنها (يا سيدنا) حيث وردت العبارة المتقدمة بعد عبارتي (يا ربنا) و (يا الهنا). فماذا نستخلص من عبارة (يا سيدنا)، هذا ما نحدثک به لاحقا ان شاء الله.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...