بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/08/25
شرح فقرة: "یا سیدنا، يا مولانا، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثک عن الادعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير) حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الان عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا سيدنا، يا مولانا، يا ناصرنا، يا حافظنا، ...) ولنقف عند عبارتي (يا سيدنا، يا مولانا). فماذا نستخلص منها؟
(السيد) هو من شرف ومجد وغلب وساد وتسلط علی الاخرين، من هنا حينما يقول النص (يا سيدنا) فهذا يعني: يا من هو المسيطر علينا، والسائد علينا والمتفرد في سيادته واما (المولی) فهو المالک والمنعم، وحينئذ فان الفارق هو: ان (السيد) يتداعي بالذهن الی المسيطر والمهيمن او المتسيد علی الوجود واما (المولی) فهو (المالک) او هو الذي يتولی الامر والسؤال هو ان النکتة في انتخاب هذين المظهرين المتجانسين والمتفاوتين ان العبد بحاجة الی سيده، اي ينتهي الی سيده الذي هو تحت امرته، تعالی يتصرف حياله، ويخضع لاوامره، واما (المولی) فيعني: ان العبد بحاجة الی من يتولی اموره، وينعم عليه بنعمة التي لا تحصی.
اذن العبد بحاجة الی من ينتسب اليه ويسيطرعلی وجوده، والی من يتولی اموره، وکل مظهر من ذاک وهذا يجسد حاجة العبيد الی سيدهم والی مولاهم.
بعد ذلک يواجهنا مظهران هما: (يا ناصرنا، يا حافظنا) هذان المظهران بدورهما متجانسان ومتفاوتان. کيف ذلک؟ ان الله تعالی (ينصر) عبده علی الشدائد التي يعاني منها (ينصره علی عدوه مثلاً، ينصره علی مکائد الشيطان مثلاً) ينصره في اداء رسالته او وظيفته العبادية التي خلق الانسن من اجلها وهکذا.
فاذا (انتصر) علی هذه الشدائد عندها يجيء الدور الاخر وهو (حفظه) من الشدائد اي يحجز الشدائد عنه ولا يسمح بايصال الاذي اليه، فمثلاً ينصره تعالی علی الشيطان الرجيم عندما يصارع العبد الشيطان الذي يزين المعصية للانسان، ينصره تعالی علی ذلک فلا يعصي واما المرحلة الثانية فيحجزه تعالی اساساً من التعرض للمعصية وهذا هو (الحفظ) مقابل (النصر) وبکلمة اکثر وضوحاً: في مرحلة النصر -يا ناصرنا- ينصر تعالی عبده علی تجاوز المعصية، وفي المرحلة الثانية (الحفظ) - يا حافظنا- يحرسه تعالی من التعرض للمعصية ولذلک ورد في الحديث ما معناه: من العصمة تعذر المعاصي اي: لا يوجد مجال للمعصية في حالة ما اذا اراد الله تعالی لعبده ان يحجزه عن ذلک.
بعد ذلک نواجه عبارة (يا دليلنا يا معيننا). هاتان العبارتان بدورهما: متجانستان ومتفاوتتان. کيف ذلک؟ الدليل هو من يرشدک في طريقک الذي تسير فيه فمثلاً تستعين بالنور في الظلام، فتسير في طريقک الی ان تصل الی الهدف او المکان المقصود في مثل هذه الحالة قد تواجهک متاعب: کالسير نفسه حيث ان السير علی الاقدام متعب، ومتاعب اخری کالحاجة الی الغذاء والشراب، وهکذا. حينئذ فانت بحاجة الی (معين) ييسر لک الراحة والغذاء ونحو ذلک وهذا ما تسحب عليه عبارة (يا معيننا) بينما کانت العبارة السابقة عليها هي يا دليلنا وهذا يعني: انک بحاجة اولاً الی دليل يرشدک الی معالم الطريق وبعدها انک بحاجة الی من (يعينک) في متاعب الطريق.
اذن عبارتا (يا دليلنا، يا معيننا) تضطلعان بتوضيح ما المحنا اليه الان وهذا يعني اننا امام اساليب بلاغية لها طرافتها بالاضافة الی الموضوع الرئيس وهو:عنايته تعالی بعبده بالشکل الذي اوضحناه.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...