بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/08/29
شرح فقرة: "يا رب النبيين والابرار، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المبارکة ومنها الدعاء الموسوم بـ (الجوشن الکبير) حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الجديدة البادئ بما يأتي: (يا رب النبيين والابرار، يا رب الصديقين والاخيار، يا ربّ الجنة والنار، ...).
هذا المقطع کالمقاطع السابقة تتجانس فقراته الازدواجية وتتفاوت في الآن ذاته، ونقف اولاً عند الفقرة الاولی وهي: (يا رب النبيين والابرار)، ثم (يا رب الصديقين والأخيار). فماذا نستخلص من هاتين العبارتين؟
لنقف عند کلمة (الصديق) ثم (البار) وثم (الخير) بعد ان نقف عند کلمة (النبيين) التي لا تحتاج الی توضيح بقدر ما تنبغي الاشارة الی انّ النبيين هم المثل في السلوک العبادي بعد الاربعة عشر معصوماً، ولکن ما ينبغي لنا الانتباه عليه ان کلا من الابرار والصديقين والاخيار يشترکون في سمات خاصة ويتفاوتون في سمات اخری، کيف ذلک؟
لنقف عند کلمتي (البار) و (الصديق) فماذا نستلهم منهما؟ النصوص اللغوية تشير الی ان (البار) هو: المحسن، الصالح، الصادق، واما (الصديق) فهو: البار الدائم التصديق.
وهذا يعني ان البار والصديق يشترکان في البر ويتفاوتان في ان الصديق اوسع دلالة من البار لانه يسم البار وغيره وهو: المبالغة في الصدق الذي يقرن صدقه بالعمل، اذن ثمة اشتراک وتفاوت بين البار والصديق ولکن ماذا بالنسبة الی (الخير)؟
الخير هو العامل بالخير، والخير هو اوسع دلالة من سائر السمات الإيجابية لانه يجمع بين اية سمة: کالصدق او البر أو الاحسان او الطاعة وهذا يعني انه يشترک مع البار والصديق وغيرهما ويتميز عنهما ليس بسعة دلالته فحسب بل بکونه يتجانس من الطرف معهما ايضاً من حيث اطلاقه علی الملتزم عبادياً اي: المقترن بالأعمال الصالحة من صلاة وصوم، وهو سمة التقوی، حيث ان التقوی تتجانس مع البّر ومع الصدق، لان المتـّقي صادق في عمله العبادي، والبار صادق بعمله ايضاً: کما لاحظنا.
بعد ذلک تواجهنا عبارة (يا رب الجنة والنار) فماذا نستخلص منها؟ في تصورنا ان الفئات المشار اليها: النبي، البار، الصديق، الخير بما انهم صفوة بشرية فان (الجنة) هي المأوی لهم، ولا بدّ ان تقابلها (النار) التي اعدّت لمن هو مضاد لهم في السلوک، وبذلک يتداعي الذهن بنحو غير مباشر الی المقارنة بين المؤمن وضده، ومن ثم: ما يترتب علی ذلک من الثواب والعقاب.
بعد ذلک نواجه عبارة: (يا رب الصغار والکبار، يا رب الحبوب والثمار، يا رب الاشجار والانهار، ...).
القارئ للدعاء سيلاحظ التجانس بين (الصغار والکبار) ولکنه سيتساءل عن التجانس بين الفقرة السابقة عليها (يا رب الجنة والنار) وبين الملاحقة لها (يا رب الحبوب والثمار). فماذا يستخلص من ذلک؟
في تصورنا ان الصغر والکبر لا يتداعيان بالذهن الی الطفولة والرشد بصفة ان الطفل لا يترتب علی سلوکه: تسجيل القلم وما مترتب علی التسجيل عن الجنة والنار وهي العبارة السابقة علی (يا رب الصغار والکبار) بل يتداعي الذهن من عبارتي (الصغير) و (الکبير) الی ثنائية الشخصية اي: مرحلة العمر المتأرجحة بين الصغر والکبر فابن العشرين مثلاً يترتب عليه ما يترتب علی ابن الستين وهکذا فالاول منهما صغير والآخر کبير ولکنها متساويان في المهمة العبادية وما يترتب عليهما من الثواب والعقاب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...