بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/08/30
شرح فقرة: "يا رب الحبوب والثمار، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثک عن الأدعیة المبارکة ومنها دعاء (الجوشن الکبیر) حیث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذی ورد فیه: (یا رب الحبوب والثمار، یا رب الانهار والأشجار، یا ربّ الصحاري والقفار، ...). هذه الفقرات من الدعاء امتداد لما سبقها وهي ذات نکت طريفة طالما ألفتنا نظرک إليها وهي: ان الأدعية ومنها هذا الدعاء عند ما ينتخب مقاطع معينة ويودّعها فقرات معينة فلا بدّ ان تکون ذات موضوعات متجانسة وبناءات عضوية يرتبط بعضها بالآخر، والآن مع ملاحظتنا لکل فقرة من المقطع سنجد هذا الأمر من الوضوح بمکان.
اذن لنتحدث عن هذا الموضوع، ونبدأ بفقرة (يا رب الحبوب والثمار). فماذا نستلهم من ذلک؟
من البين ان (الحب) إما ان يکون لغوياً هو المادة التي تکون بذراً ثم يبدأ الزرع بنحوه الی ان يصبح مثمراً، او يکون حبا منعقداً ليثمر فيما بعد او يکون مقابلاً للاخضر من الثمر.
المهم ان ما يستلهمه قارئ الدعاء يتداعي بذهنه الی البذر الذي هو مادة الثمر وبهذا يکون التجانس بين البذر ثم نموه الی ورق وشجر، واخيراً: الی الثمرة والنکتة هنا هي: ان قارئ الدعاء عندما يقرأ عبارة (يا رب الحبوب والثمار) ينتقل بذهنه الی عطاء الله تعالی ورحمته، فضلاً عن عظمة الله وقدرته فالحبة تتحول الی ورق او شجر، ثم يتحول النبت بعد ذلک الی أثمار وهي: نموذج لقدراته تعالی حيث يخلق من اللا شيء شيئا والشيء يحوله الی ثمر وامّا النموذج لعطائه ورحمته فان الثمر طعامنا وهو نعمة عظمی لولاها لما استطاع الانسان ان يبقی حياً.
اذن العبارة المتقدمة تلهمنا معنیً عبادياً فائقا هو: عظمته تعالی ونعمته ورحمته.
بعد ذلک نواجه عبارة (يا ربّ الانهار والاشجار)، هذه الفقرة بدورها متجانسة في الربط بين الانهار وبين الأشجار، کما هي متجانسة مع سابقتها (الحبوب والثمار). کيف ذلک؟
التجانس من الوضوح بمکان فاذا کنا نستخلص معنی عظمته تعالی من خلال الحبة وهي المادة الاولی والثمر وهو الحصيلة الأخيرة فاننا سوف نستخلص من فقرة (الانهار والاشجار) المرحلة الوسطی من عملية النمو، فالحب هو: المرحلة الاولی والثمر هو المرحلة الأخيرة الا ان الانهار والاشجار هي المرحلة المتوسطة حيث يخرج الحب بواسطة الانهار وحيث يتنامی من اشجار کما هو واضح.
اذن لا نزال نستلهم عظمة الله تعالی بواسطة هذا التنامي للزرع: مياهاً وشجراً وحيث نستلهم عطاءه تعالی: بالاضافة الی المعطي الغذائي معطی جمالي هو: الأشجار والانهار بصفته مشهداً طبيعياً.
بعد ذلک نواجه عبارة (يا رب الصحاري والقفار)، وهي عبارة امتدادية لسابقتها من حيث الطبيعة الارضية، بيد ان السؤال هو: ما هي الاستخلاصات او التداعيات الذهنية بالنسبة الی الصحراء والقفر؟
الصحراء هي الارض الواسعة دون نبات وان کان بعض اللغويين يخصصونها ببعض النباتات، واما القفر فهو: مالا نبات ولا کلأ، ولا بشر فيه. اذن نمطان من الارض مقابل نمطين من الارض المزروعة وهما مظهران ايضاً من عظمة الله تعالی اي قدرته وکذلک العطاء حيث ان المرای الطبيعي للفضاء الواسع وبالارض الخالية يبعث احاسيس يزدوج فيها ما هو القدرة الابداعية مع جمالية المرای ومن ثم التداعي الی العظمة الالهية والرهبة.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...