بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/08/31
شرح فقرة: "يا رب البراري والبحار، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المبارکة ومنها دعاء (الجوشن الکبير) حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثک الان عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا رب البراري والبحار، يا رب الليل والنهار، يا رب الاعلان والاسرار).
بهذه الفقرات او العبارات يختم مقطع الدعاء لنواجه مقطعاً جديداً فيه ان شاء الله تعالی، ولکن لنحدثک عن هذه الفقرات نذکرک بما اوضحناه في لقاءات سابقة ان مقاطع الدعاء تتجانس فيما بينها من جانب وتتجانس فقراتها من جانب ثان وتتجانس مزدوجاتها من جانب ثالث، ونحدثک الآن عن التجانس في المزدوجات التي عرضناها الآن، واولّها عبارة: (يا رب البراري والبحار). فماذا نستلهم من ذلک؟
لا احد منا يجهل عبارة شرعية تتکرر علی اسماعنا وهي (البر والبحر)، مثل کقوله تعالی: «... وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...»، وهي فقرة متجانسة بين عبارة (البر) و (البحر)، بصفة ان الارض انما هي بر وبحر: کما هو واضح والنکتة الفنية او الدلالية في الفقرة هي: ان الله تعالی هو المبدع للسماوات والارض وان التذکير هنا يداعي بذهننا إلی الارض وما تنتظمه من بر وبحر وما يزخر به کل منهما من العطاءات حيث تشير النصوص الشرعية کتاباً وروايات من المعصومين (عليهم السلام). الی عطاءات البحر مثلاً من مخزوناته المتنوعة: مما یرکب، ومن المعادن وألاطعمة: کالسمک، واللئالي ومسيرة السفن الخ، واما الارض فلا اوضح من عطاءاتها زراعياً بخاصة مما لا يحتاج الموضوع الی عرضها بقدر مانستهدف التذکير بها: حتی نستحضر دواما عطاء الله تعالی ونعمته ورحمته من خلال مرورنا علی الادعية وغيرها.
بعد ذلک نواجه فقرة (يا رب الليل والنهار) وهذه الفقرة بدورها لا تحتاج الی عرض بقدر التذکير بها، فالليل والنهار آيتان من آيات الله تعالی تزخر النصوص القرآنية الکريمة والنصوص الروائية لدی المعصومين (عليهم السلام) بها ويکفي ان نتذکر قدرة الله تعالی وابداعه من جانب لحرکة الليل والنهار وان نتذکر عطاءه تعالی من هذين الوقتين من جانب آخر حتی يمکننا ان نستحضر ما لا يحصی من النعم في هذا المجال.
اخيراً يختم مقطع الدعاء المذکور بفقرة هي: (يا رب الاعلان والاسرار). فما ذا نستلهم منها؟
سلفا يمکننا ان نذکرک بان هذه الفقرة بعبارتيها متجانسة مع سابقتها بعبارتيها، اي: ان الذهن يتداعي من الليل والنهار الی الاسرار والاعلان فالسر والليل متجانسان من حيث انطواء کل منهما علی ما هو: مضاد لهما وهما: الليل والنهار اي: مجانسة الليل للسر ومجانسة النهار للاعلان، فالاول بطون والآخر ظهور في طبعهما.
لکن خارجا عن التجانس بين فقرتي: (يا رب الليل والنهار) وفقرة (يا رب الاعلان والاسرار) فان الفقرة التي اختتم بها المقطع، وهي (يا رب الاعلان والاسرار) ترشح بعدة دلالات منها: انه تعالی يعلم السر وکذلک العلن من الافعال والخواطر، ومنها: ما هو علن وما هو سر من الظواهر الطبيعية ومنها: ما هو علن وما هو سر من الظواهر الالهية وما هو علن منها وهکذا.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...