بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/09/05
شرح فقرة: "يا من العظمة والكبرياء رداؤه، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المبارکة ومنها دعاء (الجوشن الکبير) حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من العظمة والکبرياء رداؤه، يا من لا ترد العباد قضاءه، يا من لا ملک الّا ملکه، يا من لا عطاء إلّا عطاؤه، ...). بهذه الفقرات يختم احد مقاطع الدعاء، وهي: فقرات نبدأ الحديث عنها الآن ونستمهل ذلک بعبارة (يا من العظمة والکبرياء رداؤه)، فماذا نستلهم منها؟
ان (العظمة والکبرياء) تشترکان في صفة وتفترقان في اخری حيث يجمعهما جلال الله تعالی وهييبته، ان العظمة من يعظم الشي قبالة الدونية واما الکبرياء فقبالة الصغر، الّا ان هذين المصطلحين قد غلباً علی صفات الله تعالی وانفرد تعالی بهما: کما هو واضح وبکلمة اکثر وضوحاً: بمقدورنا مثلاً في نطاق التجربة البشرية ان نلاحظ أن فلانا عظم موقعه الاجتماعي مقابل من لا موقع له او من يملک موقعاً عادياً او دونياً، واما الکبرياء فان العبارة هي من الکبر مقابل الصغر: کما لو قلت ان فلاناً کبر علمه مقابل من صغر وضئول علمه.
من هنا اذا نقلنا هاتين الصفتين من نطاقها البشري الی ساحة الله تعالی فان الدلالة الجوهرية لمعنی العظمة والکبرياء تأخذ مداها غير المحدود اي: المطلق فيما لا تمکين المقارنة بطبيعة الحال بين ما هو مطلق وما هو نسبي:
والآن مع ملاحظة هذا الجانب: نتجه الی الصورة الاستعارية التي نسجها الدعاء وهي: ان العظمة الکبرياء هما: رداؤه تعالی اي أن: الدعاء خلع طابع (الرداء) علی العظمة والکبرياء، فماذا نستلهم من هذه الاستعارة الفنية؟
واضح أن الرداء هو المظهر للشخصية في نکات التجربة البشرية، فاذا نقلنا ها الی الساحة المقدسة فهذا يعني: انهما مظهران من المظاهر المطلقة لصفاته تعالی بما لاخفاء فيهما من حيث انعکاساتها علی الابداع الکوني لله تعالی، يستوي في ذلک ان تکون الانعکاسات المذکورة في نطاق ما هو (طبيعي) من الوجود، او ما هو (روحي) منه: مثل هيمنته تعالی علی البشر والملائکة.
بعد ذلک نتجه الی عبارة (يا من لا ترد العباد قضاءه) هذه العبارة هي: نمّو عضوي (اذا صح التعبير) لسابقتها بمعنی انه تعالی من خلال هيمنته علی الوجود فان ما رسمه او أبدعه أو جعله قانوناً لا سبيل الی ردّه البته حيث لا يمکن للبشر ولا سواه ردّ ذلک: کما هو واضح.
بعد ها نتجه الی عبارتين ختم بهما مقطع الدعاء وهما: (يا من لا ملک الا ملکه، يا من لا عطاء الا عطاؤه). ان هاتين العبارتين يدورهما امتداد للسابق وتجانس بينهما من جانب آخر، اما کونهما امتدادا للسابق فلان (الملک) هو: ابداعه الکوني کما اشرنا قبل قليل بصفة ان هيمنته علی ذلک تعني: ملکه بطبيعة الحال، وهذا يعني أيضا الّا ملک لسواه ولذلک حصر الدعاء هذا الملک بأداة الاستثناء التي هي (إلّا) يشير بها الی هيمنته المطلقة.
اخيراً نواجه عبارة (يا من لا عطاء الا عطاؤه) هذه العبارة تظل من الوضوح بمکان وذلک لارتباطها بالعبارة السابقة عليها وهي (يا من لا ملک الّا ملکه)، فما دام الله تعالی (مالکا) فان (عطاؤه) ينحصر عنده تعالی حيث لاعطاء الا ممن له (ملک) ومن هنا لا يمکن ان نتصور وجود عطاء لغير الله تعالی يستوي في ذلک ان يکون العطاء ظاهرة مادية او روحية.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...