بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/09/21
شرح فقرة: "يا من له الاسماء الحسنى، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثک عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من له الأسماء الحسنی، يا من له الحکم والقضاء، يا من له الهواء والفضاء، يا من له العرش والثری، يا من له السماوات العلی).
و نبدأ فنحدثک اولاً عن عبارة (يا من له الأسماء الحسنی،...)، فماذا نستلهم من العبارة المذکورة؟
تقول النصوص الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصومين (عليهم السلام) ان مصطلح (الأسماء الحسنی) ينطوي علی (99) اسماً من اسماء الله تعالی، کل من يدعو بهذه الأسماء فان الله تعالی يستجيب له وفي نصوص اخری فله الجنّة.
ومن هذه الاسماء: الله، الواحد، الأحد، الصمد، الاول، الآخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العلي، الاعلی، الباقي، البديع،....
وقد سبق ان حدثناک عن بعض هذه الاسماء في لقائات. متنوعة بعضها ورد في نفس دعاء الجوشن وبعضها في أدعية اخری، المهم هو: ان يتبين قارئ الادعية اولاً: دلالة الاسماء المتقدمة وثانياً: ان يدعو بها کما وردت النصوص بذلک، مع ملاحظة اسماء اخری تتجاوز المنات ولکن المصطلح (الحسنی) ينسحب علی ما ذکرنا بينما الأسماء الاخری، ومنها: ما يتضمنه دعاء الجوشن تظل من الاسماء المتقدمة بمظاهر عظمته تعالی: کما هو واضح.
بعد ذلک تواجهنا عبارة (يا من له الحکم والقضاء). فماذا نستخلص منها؟
(الحکم) هو الفصل بين شيئين: کما لو حکم شخص بين متنازعيين بالحق لأحدهما مثلاً، واما القضاء فهو: اوسع دلالة بحيث يجسد الحکم الفصل او التام، بالاضافة الی معنی اوسع هو اجراء الموضوع حتی خارجاً من النزاع کما لو فصل هذا الأمر او ذلک، مثلاً قوله تعالی «ثُمَّ قَضَى أَجَلاً» او «فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ»، يعني: فصل هذا الموضوع وتم بهذا الشکل او ذلک: وهو الأجل او الموت، وهکذا واذا نقلنا الحقيقة المتقدمة الی عبارة (يا من له الحکم والقضاء) فهذا يعني انه تعالی: هو الحکم بين کل الاختلافات الواردة بين الناس سواهم، کما ورد في النصوص القرآنية الکريمة بانه تعالی يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فيما اختلفوا فيه، واما القضاء فهو: کما اشرنا يتسع الی سائر الظواهر التي يقررها تعالی لعباده او مطلق الامور.
بعد ذلک نواجه عبارة (يا من له الهواء والفضاء)، تری: ماذا نستخلص من العبارة المتقدمة.
ان العبارات السابقة لهذه العبارة کانت تتحدث عن مظاهر عظمة الله تعالی في ميدان اسمائه الحسنی وفي ميدان الحکم والقضاء ويا ماثلها من الصفات المرتبطة بالعلم ونحوه، اما الآن فنواجه الصفات المرتبطة بقدرته وملکه تعالی مع ملاحظة ان هذه الصفة العلمية لا تفصل عن الصفة الاقتدارية: کما هو واضح، فضلاً عن سائر صفاته والمهم هو: ان الاشارة الی (الهواء) و (الفضاء) تظل من الزاوية النفسية لقارئ الدعاء، متداعية به الی نمط من القدرة الابداعية المتصلة بما هو فوق الارض کالهواء فضائه، وسنری بعد ذلک ان الدعاء ينتقل الی الاشارة بالسماوات ايضاً وهي: المجال الاعلی من الفضاء اي: ان التسلسل من الفضاء الی السماء: يدع قارئ الدعاء متداعياً بذهنه الی الترتيب المعرفي في مواجهته لقدرات الله تعالی المطلقة بلا حدود. ان الفضاء او الهواء او کلهما يعني اولها: التذکير بالابداع وثانيهما: التذکير الفضاء، فالهواء هو المادة التي نتنفس من خلالها ما يجعل وجودنا متوقفا عليه. وهو عطاء ضخم، فاذا ربطناه بالفضاء الذي هو: مجال الهواء وسائر عناصر ترکيبية، عندئذ: تنتضم معرفتنا بقدراته تعالی وبعطائه ورحمته.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...