بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/09/22
شرح فقرة: "يا من له العرش والثرى، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المبارکة ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذي ينتهي بهاتين العبارتين: (يا من له العرش والثری، يا من له السماوات العلی). فماذا نستلهم منهما؟
بالنسبة الی عبارة (يا من له العرش والثری) لا تکاد تنفصل عن عبارة (يا من له السماوات العلی). کيف ذلک؟
من الواضح، ان الثری بمعنی الارض، وهي تقابل السماوات ولکن الملاحظ ان الدعاء قد ربط الثری بالعرش ثم ذکر السماوات العلی. فما هو السر الکامن وراء ذلک؟ لا نملک اجابة حاسمة حول هذا الموضوع، ولکن من الممکن ان نتذوق بلاغياً امثلة هذه الترکيبات اللغوية بخاصة ان السماء والارض والعرش مصطلحات وردت في القرآن الکريم في سياق خلق الله تعالی للکون، او في سياق امتلاکه تعالی لناصيته، والمهم هو: ان السماوات والارض طالما ألح القرآن الکريم بهما، وکذلک (العرش) ولکن اذا کان خلق السماوات والارض يرد موضوعهما في الابداع الکوني، حينئذ نتساءل: عن دلائل (العرش). فماذا يعني؟
النصوص التفسيرية تشير الی ان (العرش) يرمز به الی (الملک)، اي: ان الله تعالی له هيمنته علی الوجود، لذلک ورد في تفسير «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» بمعنی: هيمن علی الوجود، وهو الملک او استقام أمره علی ذلک فمادام (العرش) يعني (الملک) حينئذ فان عبارة الدعاء (يا من له العرش والثری) تعنی: ان الله تعالی له الارض ومطلق الوجود. ثم قال المقطع (یا من له السماوات العلی) والمهم ان نبیّن النکات الکامنة وراء الترتیب الذي نسجه الدعاء بالنسبة الی المصطلحات الثلاثة: العرش، الثری، السماوات ونتساءل من جدید: ما هي الاسرار الکامنة وراء ذلک؟
فی تصورنا، ان المقطع قد استهدف اولاً ان یتبین ملکیة وهیمنة الله تعالی بنحو مطلق، ولذلک ذکر عبارة (یا من له العرش) ثم اتبع ذلک بکلمة الثری، وبعد ذلک ذکر المقابل للثری وهو (السماوات)، وبذلک یکون العرض للثری ثم للسماوات متساوماً او مفسراً لملکیة الله تعالی للعرش الذي هو مطلق ملکه تعالی.
بعد ذلک نواجه مقطعاً جدیداً هو: (اللهم أني أسألک بأسمک یا عفو، یا غفور، ...). فماذا نستلهم من ذلک؟
لا نحسب أننا بحاجة الی أن نوضح دلالة ما تعنیه عبارة (یا عفو)، ذلک لبساطة الموضوع وهو أنه تعالی یعفو عن ذنوب عباده وقد وردت هذه الکلمة بصیغة (عفو) لتعنی: العفو في اوسع مداه وهو ما لا حدود له، مثل سائر صفاته تعالی، ألا أن الملاحظ أن مقطع الدعاء أردف قضیة (العفو) بقضیة (الغفران) فقال (یا غفور). فما هو الفارق بین العبارتین أي بین (العفو) وبین الغفران؟
الجواب: العفو: هو مسح الأثر کاملاً عن الذنب کما تمسح الریاح مثلاً آثار الرمال. وأما الغفران فهو: الستر علی الذنب فیکون الأول أزالته، والأخر: عدم فصحه: کما هو واضح.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...