بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/09/26
شرح فقرة: "يا صبور، يا شكور، يا رؤوف، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن مقطع ورد فيه: (يا صبور، يا شکور، يا رؤوف، يا عطوف)، فماذا نستخلص منه؟
نقف عند مفردة (يا صبور) اولاً، فنقول: ان (الصبر) - في التجربة البشرية - هو: عدم العجلة، وعدم الجزع وعدم الاشباع.
وهو (في ميدان الصحة النفسية) او (السلوک العبادي) او السلوک العام يعتبر الأساس الذي تبتني الشخصية عليه، بحيث اذا لم (يصبر) - اي لم يؤجل إشباع حاجاته - فانه يخسر دنياه، وکذلک: يخسر اخرته بطبيعة الحال.
وهذا کله في ميدان التجربة البشرية ولکن لماذا أثرنا الحديث عن هذه الظاهرة بشرياً مع اننا نتحدث عن صفاته تعالی ومظاهر عظمته؟
مادام (الصبر) هو: المفتاح الرئيس لنجاح الشخصية البشرية في السلوک بعامة، حينئذ فان اهميته تکتسب درجتها بقدر ما نتعلم من الله تعالی، اخلاقنا، ان الله تعالی صابر، شاکر، رؤوف، عطوف، رحيم، حنّان، منّان.
وهذا يعني اننا نتعلم منه تعالی ما يتوافق وطبيعة ترکيبتنا البشرية ان الله يتسم بالکمال، وينزّه عن التجسيم اي لا حدود لمظاهر عظمته، اي: لاحدود لصفات العلم والقدرة والرحمة. لدی الله تعالی، لذلک فان تعلّمنا فيه تعالی يتحدد بقدر ما هو نسبي في ترکيبنا البشرية ومن ذلک: ظاهرة (الصبر).
ان الله تعالی (يصبر) علی سلوک عباده مثلاً، انه لا يسرع في الانتقام، انه يعفو، يصفح، يغفر، وعلينا ان نتعلم ذلک في حدود طاقاتنا بمعنی ان نحلم عمّن ظلمنا، ونصبر علی الطاعة، ونصبر عن المعصية، ونصبر علی أذی الآخر، وهکذا.
اذن الصبر في ميدان الطاعة، والمعصية في سلوکنا العبادي: له انعکاساته المباشرة في الجزاء المترتب علی ذلک أخروياً.
و الأثر کذلک دنيوياً، في ميدان الصحة النفسية فضلاً عن الصحة العبادية، بالنحو الذي اوضحناه.
ونتجه الی مفردة (يا شکور). فماذا نستلهم منها؟
فاتنا ان نذکر لک بان صيغة (يا صبور) هي: مبالغة لصيغة (يا صابر) والأمر کذلک، بالنسبة الی مفردة (يا شکور).
والمهم الآن هو: ان نکرر الاشارة الی اننا ينبغي ان نتعلم من الله تعالی اخلاقنا وفي مقدمة ذلک بعد الصبر، (الشکر)، ولکن ماذا تعني الکلمة المذکورة؟
لقد وسم الله تعالی عبده (نُوحًا) بانه «كَانَ عَبْدًا شَكُورًا»، هذا يعني: ان الشکر له اهميته الکبيرة في ميدان السلوک البشري الذي هو تعلّم من الله تعالی.
فاذا نقلنا الشکر من الميدان البشري الی صفات الله تعالی. فماذا نستلهم من الشکر بالنسبة الی الله تعالی!
ان الله تعالی (يشکر) عباده علی الطاعة، انه تعالی يقبل اليسير من العمل، انه يقدّر عباده تقديرا لا حدود لتصوره ويمکن انه اعدّ لهم من نعيم الآخرة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت.
اذن علينا ان نتعلّم من الله تعالی (الشکر)، وفي مقدمة ذلک ان نشکره تعالی علی نعمه التي لا تحصی بل کما ورد في النصوص ان نشکره تعالی علی مطالبته بان نشکره.
والأهم من ذلک ان نقدّر عظمة الله تعالی، وان نتبين دلالة کلمة (الشکور)، التي وصف بها الدعاء عظمة الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...