بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

لتاريخ: 2009/09/28
شرح فقرة: "يا رؤوف، يا عطوف، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثک عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة، منه، ونحدثک الآن عن أحد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا رؤوف، يا عطوف، يا مسؤول، يا ودود،...).
هذه العبارات متزاوجة أو متجانسة، في کل صفتين منها، ومن ذلک عبارتاً (يا رؤوف، يا عطوف) حيث ان الرأفة والعطف متجانسان في دلالتهما المستقاة من مفهوم (الرحمة) من الله تعالی.
لذلک ورد في اللغة بان الرأفة هي الرحمة الشديدة، واما العطف فهو: الميل، والشفقة، والاحسان.
بمعنی نمط من الرحمة في دلالتها العامة لا الشديدة او الخفيفة والنکتة هي ان قارئ الأدعية اذا کان واعياً بدقة لما يقرأ من المفردات المتجانسة يجد ان الله تعالی يقدم لنا کل المستويّات من الرحمة او يرينا کلّ المستويات من القدرة، وهکذا، بحسب مايتطلبه الموقف.
والمهم بالنسبة الی مفردتي (الرأفة) و(العطف) فان القارئ للدعاء يستخلص بوضوح بان الله تعالی شديد المحبة لعباده، وانه يحسن اليهم بنحو عام.
بعد ذلک نواجه عبارتي (يا مسؤول، يا ودود)، تری: ماذا نستخلص منهما؟
الجواب: من الواضح ان صفة (مسؤول تعني: ان الله تعالی يتکفل بشؤون عباده، انه: الرازق، والرحيم، والحافظ، واذا نقلنا المفردة المذکورة الی ميدان الحياة العملية لنا نجد ان المسؤول (و هو الله تعالی) يتفرد في مسؤوليته بالرحمة غير المحدودة، اي انه يهبنا من النعم ما لا تحصی، والنکتة هنا هي: ان فقرة الدعاء حينما اوضحت لنا بان الله تعالی (مسؤول) اردفت هذه المفردة بمفردة (ودود)، أي: ثمة تجانس ملحوظ بين المفردتين (المسؤول) و (الودود)، حيث ان المسؤول ليس کالبشر مثلاً في تعاملهم مع الآخرين عبر مسؤولياتهم الی أنيطت بهم، بل هو يتعامل مع عباده بالودّ، وليس بالکراهية مثلاً: کما هو طابع البشر. من هنا، يتعيّن علی قارئ الدعاء ان يتبين هذه النکتة المهمّة، وهي: ان الله تعالی (ودود) في مسؤوليته حيال عباده من حيث انه تعالی - کما قلنا - الرؤوف والرحيم والحافظ لعباده.
بعد ذلک نواجه مفردتين هما (يا سبوح، يا قدوس) وبهما يختم احد مقاطع الدعاء. فماذا نستلهم منهما؟
ان التجانس بين مفردتي (سبّوح) و (قدوس) من الوضوح بمکان، فقد ورد في شرح هذين الاسمين ان (السبّوح) هو: المنزّه عن کل ما لا ينبغي ان يوصف به، واما (القدّوس) فهو: الطاهر من العيوب، والمنزّه عن الانداد، کما ان الآية القرآنية الکريمة القائلة علی لسان، الملائکة «وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» تظل مفصحة عن التجانس بين تينک المفردتين (السبّوح، القدّوس)، اي: ان الملائکة تقول: يا ربّ: ننسبک الی الطهر، فالنسبة هي: انه تعالی منزّه من العيوب، وهي عبارة (سبّوح)، وانه تعالی هو الطهر، وهي عبارة (قدّوس).
اذن اتضح بجلاء معنی (السبّوح) و (القدّوس)، ومدی تجانسهما دلالة وصياغة ايضاً، حيث انهما صيغتا وفق زنة (فعول) وهي صيغة المبالغة.
بعد ذلک نواجه مقطعا جديداً من دعاء (الجوشن الکبير) الا وهو: (يا من في السماء عظمتة، يا من في الارض آياته، ...)، وهو مقطع مماثل لما لاحظناه في المقاطع السابقة من حيث التجانس بين مفرداته المزدوجة، وهو امر نحدثک عنه في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...