بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/09/30
شرح فقرة: "يا من البحار عجائبه، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا الی مقطع ورد فيه: (يا من في السماء عظمته، يا من في الارض آياته، يا من في کل شيء دلائله، ...). تری ما دلالة هذه العبارات؟
العبارات الثلاث متجانسة فيما بينها، انها تتحدث عن السماء والارض وکل شيء وهل يعني ذلک من شيء؟ اذن العبارات تتحدث عن الوجود ولکن السؤال هو: ما هي الدلالات التي انتخبها الدعاء في هذا الميدان؟
الجواب: ان الدعاء يتحدث عن عظمة الله تعالی في ابداعه للوجود، وهو السماء والارض وکل شيء، الّا ان السؤال من جديد: ما هي مظاهر الابداع التي يتحدث الدعاء عنها؟
الابداع المرتبط بالسماوات، قال الدعاء عنه: (يا من في السماء عظمته) ولکن الابداع المرتبط بالارض، قال الدعاء عنه (يا من في الأرض آياته). تری لماذا تحدث الدعاء عن العظمة بالنسبة الی السماء، وعن الآيات بالنسبة الی الأرض؟
الجواب: السماء: مرأی أو منظر وبناء لا يمکن لأحدنا ان يفقه او يتبين تفصيلات بنائه، کل ما نعرفه هو: ان هذه الظاهرة او البناء شيء ضخم لاندرک حتی بداية ونهاية خطوطه، انه مجهول، ولکنه عظيم في مظهره.
اذن العظمة نستکشفها من ضخامة البناء الذي يحط بنا في الاعلی وهذا علی العکس من الارض کيف ذلک؟
الارض مساحة لا اقل نحيا في بعضها ونشاهد آثار ذلک من جبال وبحار ومزارع، وکلها مناظر او مشاهد واضحة لمن يحيا فيها، وکلها - بطبيعة الحال - (آيات) اي: علائم لعظمة الله تعالی في ابداعه فاذا کانت السماء محفوفة بعظمة نجهل تفصيلاتها، فان الارض محفوفة بعظمة تجد بوضوح تفصيلات کثيرة منها وان کنا نجهل الکثير ايضاً منها.
من هنا جاء التعبير عن ظواهر الارض بعبارة (الآيات) اي: العلامات او الحجج الدالة علی عظمة الله تعالی، بينما جاء التعبير عن ظواهر السماء بعبارة (العظمة) اجمالاً.
بعد ذلک نواجه عبارة (يا من في کل شيء دلائله)، نتساءل اولاً: ما الفارق بين (الايات) و (الدلائل) حيث لاحظنا ان الدعاء يعبر عن الارض بوجود (آيات) فيها، بينما يعبّر عن الاشياء التي فيها او الی کل شيء بعبارة (الدلائل)؟
الجواب: الدليل هو البرهان الذي يقيمه الانسان لاثبات الحقيقة، بينما الآية هي: العلامة التي يستکشف منها الانسان: الحقيقة، وهذا يعني: ان الانسان يستطيع ان يبرهن علی عظمة الله في الارض وهذا ما تعبّر عنه عبارة (الآيات) لانه يشاهد ظواهرها المحددة في بعضها، اما انه لشاهد کل شيء: مادياً ومعنوياً، اعم من السماء والارض، فيتسائل (برهاناً) علی عظمته لان البرهان اوسع دلالة لمعرفة الشيء: کما هو واضح.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...