بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/10/03
شرح فقرة: "يا من البحار عجائبه، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من في البحار عجائبه، يا من في الجبال خزائنه)، هاتان العبارتان نحسب بانهما محفوفتان بضبابيّة يتعين علينا ان نلقي الاشارة عليها حتی نتبين المقصود من ذلک.
ان قارئ الدعاء يجد نفسه حائراً في استخلاص الدلالة الواضحة في عبارة (يا من في البحار عجائبه)، والاکثرضبابية عبارة (يا من في الجبال خزائنه)، ولکن بما ان قارئ الدعاء قد الف ما هو واضح وما هو متشابه، وما هو بين بين: حينئذ بمقدوره ان يستلهم بعض الدلالات، بخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان المعصوم الذي انشأ هذا الدعاء يجعل بعض عباراته ملفّقة بشيءٍ من الغموض حتی يجعل قارئ الدعاء مساهماً في اکتشاف الدلالة. و الآن ما ذا نستخلص من عبارة (يا من في البحر عجائبه)؟
في تصورنا ان العجائب التي نتبينها من البحر متعددة، منها: البحر نفسه بمحيطاته، وانهاره يظل اعجوبة: من حيث الجمالية ومن حيث العظمة المحيطة به من قبل مبدعه تعالی.
بالاضافة الی ما يتضمنه من عجائب المخلوقات، ولعل حياتنا المعاصرة اتاحت لقارئ الدعاء ان يکتشف ويلاحظ عجائب الحيوانات مثلاً من خلال ما تعرضه أجهزة التلفزة ونحوها، ونذکّر قارئ الدعاء - لا اقل- باللحم الطریّ الذي يخرجه لنا البحر وهو السمک، فاذا ترکنا هذا الجانب الحيواني الی جانب الثروة غير الحيوانية وهو ما اشارت الآية القرآنية الکريمة اليه بعبارة: «وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا»، ثم ما يسخرّه للرکوب في عبارة «وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ» ثم عبارة «وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ» اولئک جميعاً يستطيع القارئ للعبارة المذکورة ان يستخلصها بوضوح.
اما العبارة الثانية وهي (يا من في الجبال خزائنه) فانها تتطلب اناة في استخلاص دلالتها، لکن قبل ذلک ينبغي ان يشير الی ظاهرة الجبال من حيث بعدها الجمالي والانتفاعي حيث يقول النص القرآني: متابعة لما تعرضه من عجائب البحر، قوله تعالی «وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ» واما البعد الجمالي فيشمل في الآية الکريمة المشيرة الی الوان الجبال: السود والبيض والحمر، ويتمثل في عجائبه عبر آيات مشيرة الی ذلک مثل «أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا» وفي عبارة «وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا» وفي عبارة « وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ».
وان هذه الاشارات المتنوعة الی نصب الجبال والاکنان والبيوت، والراسيات، تظل مصداقاً لما ورد في عبارة الدعاء القائلة (يا من في الجبال خزائنه) حيث ان الخزائن هي: ما يتضمنه المکان من المدخرات المخزونة التي لها قيمة کبيرة مادياً ومعنوياً.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...