بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/10/12
شرح فقرة: "يا من تصرف في الخلائق قدرته، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناک عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثک الآن عن احد مقاطعه الذي ينتهي بالعبارة الآتية: (يا من تصرّف في الخلائق قدرته).
ان هذه العبارة تتويج لعبارات سابقة حدثناک عنها في لقاءات متقدمة، وهي: مقاطع تتحدث عن خلق الله تعالی واعادة خلقه، والرجوع اليه، والاحسان او اللطف لخلقه، ثم اتقانه تعالی لکل شيء من خلقه، ثم العبارة التي ختم لها هذا الحديث عن الخلق، حيث اوضح بان قدرته تعالی هي التي تتصرف في خلقه.
والسؤال الآن هو: ماذا نستلهم من العبارة المتقدمة الذاهبة الی انه تعالی قد جعل قدرته غير المحدودة هي المتصرفة في خلقه؟
ان قدرته تعالی لا حدود لها، کما ان رحمته تعالی لا حدود لها، بيد انّ ما نستهدف الاشارة اليه الآن هو: ما هي الأسرار الکامنة وراء العبارة التي تتحدث عن قدرته تعالی من حيث التصرف في خلقه.
انه تعالی - في عبارات سابقة - المح الی خلقه من حيث الابداع، والإماتة، والاحياء، واللطف والاتقان في ذلک جميعاً، وحينئذ ختم ذلک بالاشارة الی ان قدرته تعالی هي المتصرفة في خلقه. فماذا تعني هذه؟
الجواب: في تصورنا ان الاشارة الی (قدرته) تعالی لها أسرار جمة، منها: ان الانسان في محدودية عقله لا يمکنه ان يدرک مفهومات العبادة، والرجوع الی الله تعالی، واللطف الکامن وراء ذلک، والاتقان الذي يطبع ما خلقه تعالی، کل ذلک تشير اليه عبارة (التصرف) في خلق الله تعالی من خلال قدرته، بمعنی انه تعالی يتصرف بحکمة بحيث لا ينبغي ان يسأل عما يفعل تعالی، ولکن الخلق مسؤولون عن أفعالهم.
اذن التصرف وفق قدرته يعني: ان الحکمة هي وراء ذلک، وهو ما ينبغي ان نذعن له جميعاً.
بعد ذلک نواجه مقطعاً جديداً، يبدأ بهذا النحو: (يا حبيب من لا حبيب له، يا طبيب من لا طبيب له، يا مجيب من لا مجيب له، ...).
نعتقد هنا ان قارئ الدعاء الذي اقتنع بان الله تعالی يتصرف حيال عبده بحکمه، عندئذ يجيء المقطع الجديد ليوضّح لنا ان ذلک الذي نجهله هو: ان الله تعالی لا تنفصل رحمته عن قدرته، ولا قدرته عن رحمته، انه تعالی يتصرف حيال عباده بما هو حب، بما هو علاج لهم، بما هو اشباع لرغباتهم.
وها هي العبارات التي لاحظناها الآن تتکفل ببيان ما ذکرناه، وهي عبارة: (يا حبيب من لا حبيب له) وعبارة (يا طبيب من لا طبيب له) وعبارة (يا مجيب من لا مجيب له).
ان (الحبّ) هو الدلالة الوحيدة لمعنی الانسان: کما هو واضح. من هنا بدأ المقطع بعبارة (يا حبيب من لا حبيب له) اي: ان الله تعالی هو المصدر الذي نتجه اليه في اشباع حاجاتنا، وفي مقدمتها. الحاجة الی الحبّ، وبما ان الانسان قاصر في تحقيق الاشباعات له ولسواه، لذلک فان الله تعالی هو الجدير لتحقيق اشباعنا، وهذا ما تعبّر عنه فقرة (من لا حبيب له) اي: ان الانسان الذي هو قاصر في تحقيق ما يتطلع اليه، والآخرون قاصرون ايضاً، حينئذ فان الله تعالی هو المصدر لهؤلاء الذين يغلفهم القصور، ولا حبيب لهم الّا الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...