بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/10/24
شرح فقرة: "يا خالق، يا رازق، يا ناطق، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناكم عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثكم الآن عن احد مقاطعه الباديء بما يأتي: (اللهم اني أسالك باسمك يا خالق، يا رازق، يا ناطق،...).
لكن قبل ذلك نود أن نلفت نظرك الی المبنی الهندسي لهذا المقطع من الدعاء اولاً.
اذا كنت متابعاً لأحاديثنا عن هذا الدعاء، فستتذكر بان كل مقطع يتضمن عشر عبارات، كل واحدة منها مرتبطة بالأخری ارتباطاً عضوياً وهذا هو احد مظاهر البلاغة الشرعية، اي: بلاغة الأدعية وغيرها من النصوص، متمثلة في نصوص القرآن الكريم واحاديث الاربعة عشر معصوماً (عليهم السلام).
المهم نبدأ الآن فنسير - ولو عابراً - الی هذا المقطع من الدعاء البادئ بعبارة: اللهم اني اسألك يا خالق، يا رازق.
فماذا نستلهم من الدلالات وترابطها العضوي؟
ان اول مظهر من الأسماء المتقدمة هو: (يا خالق). طبيعتاً، لا نحتاج الی توضيح عبارة (يا خالق) لانها من الوضوح بمكان.
الا اننا نحتاج الی ملاحظة ارتباطها بما بعدها، وهي عبارة (يا رازق). فماذا نستلهم منها؟
الجواب: ان الله تعالی هو (الخالق) لعباده، وقد خلقتهم ليعبدوه، تبعاً لقوله تعالی «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ». ولكن اهم ما تتطلبه الممارسة العبادية هي: تأمين العيش، اي استمرارية تدفق الرزق حتی يمكن بواسطته ان يمارس العبد وظيفته العبادية، وهذا ما اوضحته العبارة الثانية (يا رازق). ان العبارة الاولی كانت (يا خالق) وامّا الثانية فهي (يا رزاق)، اذن ان الله تعالی خلقنا اولا ثم اكد رزقنا، وتأكيد الرزق هو ما عبرت الاية المباركة عنه، وهي (و في السماء رزقكم)، اي: ان الله تعالی يتكفل بالرزق، وليس الحصول عليه مرتبطا بذكاء الانسان أو عدمه، بل ان الله تعالی وسع في رزق الحمقی حتی يعتبر العقلاء، ويطمئنوا الی ان الرزق هو بيده تعالی فحسب.
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا ناطق). تری ماذا نستخلص منها؟
لو امعنّا النظر قليلا لوجدنا ان (الناطق) هو: من حيث اللغة ما يتحدث به، وبالنسبة الی الله تعالی فان الله تعالی منزه عن الحدوث، فلا نتصور النطق منه حسيا، بل نتصوره رمزيا بطبيعة الحال، والسؤال هو: ما ذا نستلهم من المظهر المتقدم؟
الجواب: ان الله تعالی ينطق بالحق، اي: يخبرنا بما هو حق، يخبرنا بالمبادئ التي رسمها لنا في ممارستنا للعمل العبادي الذي خلقنا من اجله، اذن: نستخلص من عبارة (يا ناطق) ان الله تعالی يقدم لنا مبادئ الممارسة العبادية، حتی نعمل بموجبها، ويعزز هذا المفهوم ما نلاحظه من العبارة الرابعة وهي (يا صادق)، حيث ان (يا صادق) تعني: ان الله تعالی (صادق) فيما وعدنا من الأثار المترتبة علی العمل العبادي.
اذن للمرة الجديدة يتعين علينا ان نتأمل بدقة في الأسماء او المظاهر او الصفات الإلهية التي بدأت هكذا (اللهم اني اسألك يا خالق، يا رازق، يا ناطق، يا صادق)، ومدی تلاحمها العضوي بالنحو الذي اوضحناه.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...