بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/10/28
شرح فقرة: "يا ناطق، يا صادق، يا فالق، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثک عن الأدعية المبارکة، ومنها دعاء (الجوشن الکبير)، حيث حدثناکم عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثکم الآن عن مقطع ورد فيه: (يا خالق، يا فارق، يا فاتق، يا راتق، ...).
هذه المظاهر امتداد لما سبقها من الصفات التي لاحظناها (في لقاء سابق)، وهي: (يا خالق، يا رازق، يا ناطق، يا صادق) حيث اوضحنا تسلسل دلالاتها البادئة بان الله تعالی (خالق) ومن ثم هو (رازق) لعباده الذين خلقهم، حتی يستطيعوا مواصلة وظيفتهم العبادية التي خلق الله تعالی اياهم لممارستها، ثم انه تعالی (ناطق) لهم بکتابه وبشريعته التي رسم فيها وظيفتهم العبادية، ومن ثم فانه تعالی (صادق) فيما وعد عباده من الإثابة علی ممارستهم العبادية، هذه الصفات الاربع (خالق، رازق، ناطق، صادق) تکفلت بتوضيح ما المحنا اليه الآن، ثم جاءت العبارة او الصفة الجديدة وهي (يا خالق) لتحدد لنا مظهراً جديداً.
ان قاريء الدعاء سوف يتساءل عن دلالة ما تعنيه کلمة (خالق)، وصلتها بما قبلها؟
الجواب: ان (الخالق) کما ورد في النصوص المفسرّة هو: (الذي خلق الارحام فانشقت عن الحيوان، وخلق الْحَبِّ وَالنَّوَى، فانفلقت عن النبات، وخلق الارض فانفلقت عن کل شيء).
ان هذا النص الذي تحدث عن عبارة (يا خالق) حيث اضطلع بتوضيحه احد الاولياء، المعنيين بالدعاء، يحدد لنا صفة (يا خالق) من حيث تعدد ما خلقه الله تعالی من ارحام، وارض، ولکن السؤال هو: ما هي صلة هذه الصفة بماسبقها من جانب، وما لحقها وهي صفة (يا فارق) من جانب آخر؟
ان (فلق) معناه: شقّ او انشق الشيء، وحينما ينشق الشيء عن آخر کانشقاق الارحام عن المولود البشری مثلاً: حينئذ فان هذه الکلمة امتداد لکلمة (خالق) التي لاحظناها في اول مقطع الدعاء، حيث استهل بکلمة (خالق)، اذن ما الفارق بين الخالق والفاتق؟
الجواب: ان (الخالق) هو مبدع الشيء من العدم، واما (الفاتق) فهو: مرحلة ثانية بعد الخلق، اي: ان الله تعالی (يخلق) البشر اولاً بنحو عام، ثم يحدثنا عن کيفية مراحل الخلق ثانياً، وهو ما يتمثل في انفلاق الشيء وتحوله الی شيء آخر، کانفلاق الحب او النوی من النبات مثلاً.
اذن کلمة (فالق) هي امتداد لکلمة (خالق).
والسؤال الجديد هو: ما نلاحظه من الصفة او المظهر المتمثل في کلمة (يا فارق). فماذا تعني هذه الصفة ؟
ان (فرق) معناها (فصل) بين شيئين، ولذا وردت کلمة (الْفُرْقَانَ) مثلاً لتحدد لنا احد معاني او أسماء القرآن الکريم، ليشير الی ان القرآن الکريم هو الفاصل بين ما هو (حَقُّ) وبين ما هو (بَاطِلُ)، کذلک، فان مقطع الدعاء الذي حدثنا عن ان الله تعالی خالق کل شيء، فان انفلاق ذلک سواءاً کان يتصل بالبشر، او النبات، أو مطلق الشيء: يعني انه منطوٍ علی ما هو (حَقُّ) وليس باطلاً. ألم يقل الله تعالی في کتابه المجيد علی لسان الداعي «مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً»؟ وغيره من الآيات الکريمة المشيرة الی ان الله تعالی لم يخلق الوجود الّا حقا وليس باطلاً، اذن جاءت عبارة (يا فارق) محددةً لکلمة (يا خالق) بالنحو الذي اوضحناه.
والأمر کذلک حينما نتابع الصفات اللاحقة مثل: (يا فاتق، يا راتق، ...)، حيث حدثنا القرآن الکريم عن هاتين الظاهرتين (الفتق والرتق) بالنحو الذي سنحدثک عن ذلک لاحقاً ان شاء الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...