بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/11/01
شرح فقرة: "يا راتق، يا فاتق، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثكم الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا راتق، يا فاتق، ...)، وهاتان العبارتان امتداد لما سبقتها من صفات أو اسماء او مظاهر لعظمة الله تعالی من حيث الخلق والإبداع لمختلف الموجودات، وهنا يعرض الدعاء لمظهرين او إسمين او صفتين تتصلان بعظمة الله تعالی من حيث السماء والارض، حيث ان الرتق والفتق، اي: السد والفصل للأشياء، يظلان مظهرين لعظمة الله تعالی.
ولكي تتضح دلالة هاتين الصفتين، أي (يا راتق) و (يا فاتق) يجدر بنا ان نتجه الی القرآن الكريم وتفسيره، حتی نتبين مفصلاً ما تعنيه العبارتان المتقدمتان.
قال الله تعالی في القرآن الكريم «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا» (سورة الانبياء)، هنا نلفت نظرك الی ان الرتق والفتق يظلان مرتبطين بالسماء والارض: تبعاً لهذه الآية المباركة، وهذا ما اوضحه لنا الامام الباقر (عليه السلام) والامام الصادق (عليه السلام) حينما ذكراً بان السماء كانت رتقاً لا مطر، والارض كانت رتقاً لا تنبت، ففتق الله تعالی السماء بالمطر، وفتق الله تعالی الارض بالنبات.
اذن، جاءت العبارتان الورادتان في دعاء الجوشن، (يا راتق، يا فاتق) مقتبستين من الآية المباركة المتقدمة، لتشيراً الی معطيين من معطيات الله تعالی: المطر والنبات، ولا أحسبنا اننا بحاجة الی التعقيب علی هذين المعطيين اللذين تعتمد حياة الانسان عليهما: كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا عباراتان يختم المقطع بهما، وهما: (يا سابق، يا سامق).
هاتان العبارتان نعرض لدلالتهما اللغوية، فنقول: بالنسبة الی (سابق) فان (السبق) هو: عدم تقدم شيء علی السابقه وقد ورد في القرآن الكريم «وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ»، اي: لم يسبقنا موجود بهذه الظاهرة او تلك، حيث وردت العبارة بفقرة «نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ»، المهم: ان مقطع الدعاء مادام قد استهل (كما لاحظنا في لقاءات ماضية) بمظاهر تتصل بالابداع او الخلق مثل (يا خالق، يا راتق، يا فاتق،...) حينئذ فان عبارة يا سابق، تظل واضحة الصلة بظاهرة الخلق وانه تعالی غير مسبوق بأحد سواه.
يبقی ان نحدثك عن العبارة الأخيرة، وهي: (يا سامق). فما ذا نستلهم منها؟
الجواب: ان (السمق) او (السموق) تعني لغوياً: العلّو، وحينئذ اذا عرفنا ان هذه العبارة وردت في ختام المقطع الذي بدأ بعبارة (اللهم اني اسألك يا خالق) ثم بالعبارات المرتبطة بالخلق وبأشكاله التي لاحظناها من رتق وفتق، حينئذ نستخلص بوضوح بان الله تعالی وهو: العالي والمتعالي، انما ختم المقطع بهذه الصفة، وهي (العلو) سائر مظاهر العظمة، لان العلّو هو المتجانس تماماً مع عظمة ما يبدع تعالی من الظواهر: كما هو واضح.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...