بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/11/05
شرح فقرة: "يا من سخّر الشمس والقمر، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من سخّر الشمس والقمر، يا من قدّر الخير والشر، يا من خلق الموت والحياة، ...). هذه الفقرات من مقطع الدعاء، تتناول جملة من المظاهر الابداعية لله تعالی، بعضها: يزاوج بين المتضادين مثل: الخير والشر، وبعضها يزاوج بين المتجانسين مثل الشمس والقمر.
ويعنينا الآن ان نعرض لهذه المظاهر او الظواهر الابداعية وانعكاساتها في سلوكنا العبادي.
بالنسبة الی الشمس والقمر، نجد ان هذين المظهرين من الابداع، قد اوضحه الدعاء بعبارة (يا من سخر الشمس والقمر) ولا نحسب اننا بحاجة كبيرة الی توضيح المعطيات المترتبة علی تسخير الشمس والقمر بالنسبة الی انعكاساتها علی التجربة البشرية.
ان الشمس ومعطياتها بالنسبة الی صلتها بحياتنا من حيث التكيّف الفيزيائي، والقمر بالنسبة الی التكيف الزمني، والحساب وما الی ذلك، لا تحتاج الی بيان مادام القرآن الكريم والاحاديث قد اسهبت في الاشارة الی المعطيات المتنوعة، فضلاً عما لاحظناه في لقاءات سابقة من حيث المعطيات المترتبة علی الليل والنهار، فيما لا حاجة الی تكرار الحديث عنها.
بعد ذلك نواجه عبارة تنطوي علی ظاهرة التضاد بين الخير والشرّ، حيث تقول العبارة (يا من قدّر الخير والشّر). ان هذه العبارة تحتاج في تصورنا الی اثارة الأسئلة حيالها، فما هي الاستخلاصات التي يمكن لقارئ الدعاء ان يعرضها من خلال العبارة المتقدمة؟
هل ان الخير والشر يقصد بهما ما رسمه الله تعالی لنا من المبادئ الفردية والاحتجاجية، حيث أمرنا بفعل الخير، ونهانا من فعل الشر؟
كما انه من الممكن ان نستخلص دلالات اخری، بيد ان السياق الذي ورد فيه هذان المظهران، ثم ما يلي ذلك من العبارة القائلة (يا من خلق الموت والحياة)، ترشدنا الی ان الاشارة الی الخير والشر تظل متصلة بالتجربة العبادية، اي: الاختبار او الامتحان الإلهي للبشر في نجاحه او اخفاقه في العمل العبادي الذي خلقنا الله تعالی من اجله، ویدلنا علی ذلك الفقرة الجديدة، وتعني بها فقرة (يا من خلق الموت والحياة)، فماذا نستلهم منها؟
لا نحتاج الی كبير تأمل حتی ندرك سريعاً بأن الاشارة الی الموت والحياة هي ما استخلصناه قبل قليل، وهو: التجربة العبادية او الامتحان الالهي او الابتلاء الإلهي، وهذا ما نطقت به العبارة القرآنية الكريمة القائلة: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا»، اذن خلق الموت والحياة هو من اجل التجربة البشرية ومدی نجاحها في الابتلاء او الاختبار الإلهي الذي يستهدف ملاحظة مدی النجاح او الاخفاق في التجربة المذكورة.
ان الله تعالی المح الی ان (الاحسن من العمل) هو المطلوب في التجربة العبادية، وهو ما نطقت به العبارة المذكورة في الآية الكريمة، وهذا يعني: ان المطلوب ليس هو العمل الحسن فحسب، بل الأحسن اي: الافضل، وهذا هو النكتة المهمة التي ينبغي النظر اليها: كما هو واضح.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...