بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/11/19
شرح فقرة: "يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة البادئ علی هذا النحو: (يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء، يا غافر الخطاء،).
هذه العبارات تتناول مظاهر متنوعة من عظمة الله تعالی، نبدأ بإلقاء الاضاءة عليها حسب تسلسلها، ونقف عند العبارة الاولی، وهي: (يا دائم البقاء). فماذا نستخلص منها؟
من البيّن ان الله تعالی ازليّ وأبديّ كما يصطلح علی ذلك في اللغة الشرعية، وما يعنينا هو: ان نستخلص النكات الكامنة وراء العبارات المتنوعة، وليس شرحها او إظهار دلالاتها التفصيلية بقدر ما نحرص علی استخلاص النكات الجوهرية وما نستلهم من الدلالات النفسية التي تسهم في اثراء عملنا العبادي.
المهم ان عبارة (دائم البقاء) تشير الی انه تعالی أبدي، والسؤال هو: ان قارئ الدعاء يعنيه ان يستثمر من العبارة ما يسحب اثره علی سلوكه العبادي. فما هو استلهامنا من الفقرة المتقدمة؟
في تصورنا، ان الاشارة الی ديمومة البقاء، تتداعي بأذهاننا الی الحياة الأخرة، حيث الخلود في الجنة ان شاء الله تعالی بعد أن نكون حريصين اولاً علی كسب رضاه تعالی، ثم: الجنة، والخلود.
وهذا هو احد الاستلهامات ولكن ماذا بعد من التداعي الذهني: بلغة علم النفس؟
ان خلود الشخصية في الدار الأخرة، يتداعي بالذهن اولاً الی اننا (مع الله تعالی) لا نغفل لحظة عنه، واذا كان الاغلب من البشر لم يوفق الی ذكر الله طول حياته، فان المجاورة لله تعالی يجعلهم متواصلين مع الله تعالی دون ادنی شك. ثم ماذا؟
الذي نتطلع اليه ان نكون بمجاورة المعصومين (عليهم السلام)، حتی نكتسب مزيداً من التواصل مع هذه الشخصيات المصطفاة من الله تعالی.
ما تستدعيه العباره المتقدمة من تداعيات ذهنية، والّا فان (دائم البقاء) لها دلالتها الفلسفية التي توفر الباحثون علی تناولها.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا سامع الدعاء) هذه العبارة لا نحسب ان احداً من قرّاء الدعاء يفتقر الی فهم دلالتها، لانها من الوضوح بمكان، ألّا ان النكات الكامنة وراءها ينبغي ايضاً، ان نتبينها، بخاصة فيما يتصل بتداعيات حيال ذلك.
اذن ماذا نستلهم من عبارة (يا سامع الدعاء)؟
نعتقد اننا جميعاً لا نملك ثروة شرعية بقدر ما تفرزه عبارة (يا سامع الدعاء) من العطاءات الالهية التي لا حدود لها. تری ان الله تعالی عند ما يسمع دعاءنا هل نحس بخطورة هذه الظاهرة؟ وهل نحن اهل لأن نشملنا هذه العطاءات المتمثلة في أنّ الله تعالی سامع لدعائنا؟
إنّ الدعاء هو القناة المتسمة باهمية لا حدود لتصورها بيننا وبين الله تعالی، انها محادثتنا مع الله تعالی، انها اشباع لحاجاتنا، انها الالفة فيما بيننا وبين الله تعالی حيث لا انيس الّا الله تعالی.
اذن ما اروع عبارة (يا سامع الدعاء) عندما نقرأ دلالتها، ونتصور مدی ما تنطوي من العطاءات المتنوعة فيما لا حصر لها ايضاً.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...