بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/11/22
شرح فقرة: "يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة، البادئة بهذه العبارات: (يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء)، ان هذه العبارات الثلاث مع كونها متباينة في مظاهر عظمة الله تعالی ورحمته، ولكنها متجانسة في بنائها العضوي، اي: ارتباط بعضها مع الآخر.
العبارة الاولی تقول: (يا دائم البقاء)، ان هذه الصفة من الوضوح بمكان، ولكنها تتضمن جملة نكات يتعيّن علی قارئ الدعاء ان يتبينها، فما هي مظاهر ذلك؟
اولاً: ان الله تعالی لا اولّ له ولا آخر، وهذا يعني انه ازلي وأبدي، ومع ان عبارة (دائم البقاء) تعني: ابديته تعالی، الا انها توحي بدلالات ثانوية، في مقدمتها ان بقاءه الدائم تعالی هو: استمرارية رحمته، واستمرارية عطائه، وهذا ما نطقت به العبارات اللاحقة لعبارة (دائم البقاء) وتعني بها عبارة (يا سامع الدعاء) وعبارة (يا واسع العطاء). تری ما هي التداعيات الذهنية لهاتين العبارتين وصلتها بالعبارة السابقة (يا دائم البقاء)؟
ان جملة (يا سامع الدعاء) تعني: ان القاري للدعاء الذي نتحدث عنه: يتجه الی الله تعالی في طلب حوائجه، سواء كانت حاجاته دنيوية: كالأمن والصحة والغنی أو روحية كالتوفيق الی ممارسة العمل العبادي، او أخروية في طلب ثوابه تعالی وقد سبق ان قلنا ان عبارة (يا دائم البقاء) تستدعي دلالة هي استمرارية عظمته ورحمته وها هو: مصداق الرحمة يتجسّد في إذنه تعالی لعباده بان يتجهوا اليه بالدعاء، وبانه سامع لدعائهم، ومجيب لهم وهذا ما يتداعي الی دلالة اخری مرتبطة بالدعاء واجابته ألا وهي عبارة (يا واسع العطاء). ان هذه العبارة من التنوّع والثراء والزخم ما يجعل قارئ الدعاء في أمل لا نهاية له من حيث تطلعه الی ما يعقب قراءة الدعاء من اجابة لحاجات القارئ للدعاء.
ومن الواضح، ان (واسع العطاء) يعني: ان الله تعالی لا حدود لعطائه، لاحدود لرحمته، وهذا هو جواب العبارة السابقة (يا سامع الدعاء) حيث اعقبتها عبارة (يا واسع العطاء)، اي: انّه تعالی يعطي عبده الداعي، يعطي صاحب الدعاء ما يتطلع اليه من سعة العطاء.
اذن اتضح بجلاء مدی الرابط بين العبارات المتقدمة، اي: (يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء)، بالنحو الذي تقدم الحديث عنه.
بعد ذلك نواجه عبارات من نحو: (يا غافر الخطاء، يا بديع السماء، يا حسن البلاء).
هذه العبارات بدورها تظل متفاوته في دلالاتها، بيد ان العبارة الاولی وهي (يا غافر الخطاء) تظل امتداداً لسابقتها او سابقاتها، اي: العبارات التي استهل بها المقطع وهي: (يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء)، حيث ان سعة العطاء تعني: لا محدودية لرحمته، فاذا اضفنا الی ذلك عبارة (يا غافر الخطاء)، حينئذ فان الدلالة المفضية الی ذلك تعني: ان الله تعالی (عند ما) يمنح عطاءاته الدنيوية والأخروية، يردفها بغفران الذنب، وحينئذ تبلغ السعادة ذروتها، حيث ان العطاء من جانب وعدم العقاب من جانب آخر: يعني تحقيق السعادة في اعلی مستوياتها، وهذا هو منتهی رحمته وعظمته تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...