بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/11/29
شرح فقرة: "يا قديم السناء، يا كثير الوفاء، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا قديم السناء، يا كثير الوفاء، يا شريف الجزاء).
بهذه العبارات ختم احد مقاطع الدعاء، وهو يتضمن ثلاثة مظاهر من عظمة الله تعالی ورحمته، حيث نبدأ فنحدثك اولاً عن عبارة (يا قديم السناء). فماذا نستلهم منها؟
لعل القارئ للدعاء يتساءل اولاً: ما هو المقصود من كلمة (قديم)، وما المقصود من كلمة (السناء).
الجواب: القديم مصطلح فلسفي يعني: الأزلية، اي: ما لا بداية له او ما لا علة لوجوده، واما (السناء) فهو: الرفعة واالضياء، والآن مادمنا قد عرفنا دلالة هذين المصطلحين، فماذا نستخلص من ذلك؟
اذا اخذنا كلمة (السناء) بمعنی (الرفعة)، فهذا يعني ان الله تعالی (رفيع) علی الوجود لا رفعة لسواه، انه تعالی متفرد في رفعته وتعاليه وسموه الخ، وهذه الرفعة هي صفة (قديمة)، بصفة انه تعالی (قديم) ازلي: كما هو واضح.
والأمر كذلك، اذا أخذنا كلمة (السناء) بمعنی: الضياء، فانه تعالی (نور): كما وصف ذاته في القرآن الكريم، وهو انه تعالی «نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ».
اذن في الحالتين، ثمة صفة لله تعالی أزلية، تتجسد في الرفعة وفي النور، حيث ان الرفعة ترمز الی الهيمنة والقوة والعظمة، وحيث ان النور يرمز الی الخير والرحمة. بعد ذلك نواجه عبارة (يا كثير الوفاء). فماذا نستخلص منها؟
ان الله تعالی خير محض، انه رحمة لا حدود لتصوراتها، ومنها: اي من مصاديق الرحمة ظاهرة (الوفاء)، حيث يعني الوفاء: انه تعالی يحقق لعباده ما وعدهم من الجزاء المترتب علی ممارستهم للعمل العبادي، انه تعالی (وفيّ) لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
ليس هذا فحسب، اي: انه تعالی ليس (وفياً) فحسب، بل (كثير الوفاء)، بمعنی انه يمنح لعباده ما وعدهم واكثر، وهذا ما يستاقنا الی ملاحظة العبارة التي ختم بها هذا المقطع من الدعاء، وهي عبارة (يا شريف الجزاء) حيث ترتبط هذه العبارة بسابقتها، اي عبارة (يا كثير الوفاء) علی نحو ما نوضحه الآن.
من البيّن، ان الله تعالی عندما يصفه الدعاء بانه (كثير الوفاء) اي: يفي بما وعد عباده من الخير انما يعني انه يفي باكثر ما وعد، يفي بما لا رأت عين ولا اذن سمعت، يعني بما لا حدود له من الوفاء، ومن الطبيعي، ان يتحقق الوفاء بالوعد في نمط (الجزاء) الذي اعدّه لعباده، ولذلك جاءت العبارة التي ختم بها المقطع تتحدث عن (الجزاء) ونمطه، ألا وهو (الشرف)، حيث صيغت العبارة بهذا النحو (يا شريف الجزاء)، فماذا نستلهم منها من جديد؟
ان (الشرف) هو: الرفعة والعلّو وقد سبق ان لاحظنا العبارة القائلة: (يا قديم السناء) اي: الرفعة - في احدی دلالة السناء - مما يعني: ان الله تعالی (رفيع) في عظمته الازلية ومن ثم رفيع في جزائه الذي وعد به عباده.
والحصيلة هي: ان الله تعالی رحيم بعباده، عظيم في رحمته، انه تعالی يجازي عباده بما وعدهم من الثواب، بما وعدهم من الرضوان، بما وعدهم من الجنان، بل باكثر من ذلك، اي: بما هو كثير ورفيع من الجزاءات الأخروية: علی نحو ما تمّت الاشارة اليه الآن.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...