بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/12/01
شرح فقرة: "اللهم اني أسالك باسمك يا ستار، يا غفار، يا قهار، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة، حين بدأ بالعبارات الآتية: (اللهم اني أسألك باسمك يا ستّار، يا غفار، يا قهّار، يا جبار، ...).
ونبدأ بالقاء الاشارة علی العبارتين: (يا ستار)، (يا غفار) نظراً لارتباط احداهما بالاخری: ارتباطاً وثيقاً، فماذا نستلهم منهما؟
من البين، ان كلا من عبارة (يا ستار)، (يا غفار) لا يكاد احد منّا يجهل دلالتها، بيد ان النكات الكامنة وراءهما تفرض علينا ان نحدثك عنها ولو عابراً، فنقول: العبارة الاولی (يا ستـّار)، تظل من العبارات الكاشفة عن سعة رحمة الله تعالی بحيث يعجز البيان عن توضيح ذلك.
ان الكائن الآدميّ يمارس الذنب مع علمه بأن الله تعالی قد أمرنا ان نجتنبه، ليس هذا فحسب، بل نجد الشخص يكرر ممارسته للذنب: مع علمه بخطورة هذا التكرر. ايضاً ليس هذا فحسب، بل يتوب العبد ثم يعود الی الذنب، ويتكرر هذا الموقف او الفعل، ومما يلفت نظر الملاحظ ان العبد لا يمارس الذنب اذا كان بمرأی وبسمع من الآخرين: خجلاً منهم، ولكنه لا يخجل من الله تعالی وهذه هي المصيبة العظمی، لكن مع ذلك كلّه، ماذا يتوقعه العبد من الله تعالی؟
انه يتوقع الستر، اي: ان الله تعالی يستر عليه هذا الذنب الذي مارسه خفية واذن ما أرحم أو ما اشدّ الرحمة من الله تعالی حينما (يستر) علی عبده هذه الممارسة التي يخفيها العبد عن الناس، ويعلنها امام الله تعالی؟ ألا يعني هذا ان الله تعالی لا حدود لرحمته.
ان الأمر ينبغي الّا نتصور سهولته بهذا النحو، اي: ان الرحمة الالهية ليست مجرّد خفاء لذنب يمارسه هذا الشخص او ذاك، بل اذا دققنا النظر في هذه نجد ان اهم الدوافع المركبة في الانسان هي: ما يطلق عليها علماء الاجتماع والنفس مصطلح (التقدير الاجتماعي) و(الانتماء الاجتماعي)، اي: ان الشخصية البشرية تبحث عن الانتماء الی الآخرين حيث لا يمكنها ان تحيا بمعزل عنه، كما انها تبحث عن التقدير او العزّ او الاحترام من الآخرين، ولا يمكنها ان تتحمل الهوان الاجتماعي حيث تفضّل بأن تموت حيال تعرّضها للذلّ والنبذ الاجتماعي، وهذا من الوضوح بمكان من هنا ندرك أهمية (الستر) من الله تعالی حيال عبده الممارس للذنب.
وامّا بالنسبة الی العبارة الثانية وهي (يا غفّار)، فان الأمر لكذلك بالنسبة الی العقاب الذي يتوقعه العبد علی ممارسته للذنب.
ان العبد لا يتحمل العقاب الاجتماعي المتمثل في النبذ او الهوان، فكيف به اذا تعرّض لعقاب لا نتصور مدی شدته الا وهو: جهنم اعاذنا الله تعالی منها. ان أبسط تجربة يتعرض لها العبد بالنسبة الی النار لا يمكن تحملها البتة في حياتنا اليومية فكيف بنا اذا تعرضنا لجهنم اعاذنا الله تعالی منها؟
ان ابسط تأمل لامثلة هذا العقاب يجعل الشخصية مضطربة محترقة متوترة، وهذا يجرنا الی ان نتأمل رحمة الله تعالی ومداها غير المحدود حينما يبعث الله تعالی فينا الأمل بانه تعالی (غفـّار) للذنوب.
اذن عبارة (يا غفـّار) تظل معلنة عن مدی رحمة الله تعالی غير المحدودة، ومن ثم نجعلنا منبهرين حيال الرحمة المشار اليها، بالاضافة الی ما ستره علينا من الذنب في الدنيا.
للمرة الجديدة نكرّر قائلين ما اعظم رحمة الله تعالی حيال عبده المذنب؟! انه ساتر لعيوبنا وذنوبنا في الدنيا، بل كذلك في الأخری، ثم انه (غافر) لنا الذنوب المشار اليها. وهل ثمة رحمة اوسع من ذلك؟

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...